وفيات مثلث الهجاري.. من يتحملها؟!

خالد الخوالدي

كُنتُ أود هذا الأسبوع أن أكتب عن فرحة العيد والسعادة التي ترافقه، وأتطرق إلى الإطلالة السامية التي زادتْ عيد الفطر رونقا وبهاء، إلا أنَّ منظر الموت وإزهاق الأرواح بلا داعي ولا سبب حقيقي يُؤلم القلب، ويجعل الأفئدة تعيش في قلق.. وكم من روح طاهرة بريئة زفت في أيام العيد السعيد إلى باريها في مختلف محافظات السلطنة؟! وفي ولاية الخابورة لا تكاد تمر فترة لا يحدث بها حادث عند مثلث الهجاري؛ آخرها الحادث الذي وقع ليلة العيد، والذي زهقت فيه أرواح، وأخرى تعاني الأمرَّيْن في المستشفى!

ومثلث الهجاري أو مثلث برمودا أو مثلث الموت، قصة من قصص ألف ليلة وليلة؛ فكل عابر لطريق الباطنة العام، وقادما من صحار باتجاه مسقط عليه أن يمسك روحه على راحته، وإذا عبر بسلام؛ فيحمد الله ويشكره، إلا أنَّه عابر مرة أخرى لا محالة، وعليه أن يفتح عيناه لتكون أربع.

وعندما قلت إنَّ هذا المثلث من قصص ألف ليلة وليلة، فهو كذلك؛ حيث أغلقت أغلب مثلثات طريق الباطنة العام حتى تلك التي الناس بحاجة ماسة إليها، إلا أنَّ هذا المثلث ظل على حاله ولم يغلق، رغم أنه لا يبعد عن دوار حفيت إلا كيلومترا واحدا تقريبا، بينما لم تشفع توسلات المواطنين في الخابورة في الإبقاء على أي مثلث آخر حتى يتجنبوا زحمة دوار الخابورة وسوقها الذي لم يتبقَ إلا أمتار بسيطة ويزخف على الدوار ويلتهمه، وربما يحدث هذا في أي يوم من الأيام!!

والغريب أنَّ معالي وزير النقل والاتصالات الذي أُكن له كلَّ الاحترام والتقدير على ما قدمه لعمان من مشاريع عملاقة في عهده ومتابعته المستمرة لهذه المشاريع وشفافيته وموضوعيته في التعامل مع المواطنين، يمر على هذا المثلث مرات ومرات إلا أنه لم يتخذ قرارا بإغلاقه رغم كلَّ الأسباب التي تستوجب إغلاقه بأسرع وقت ممكن؛ حفاظا على أرواح البشر.

... إنَّ مثلث الهجاري قد أزهقت بسببه أرواح كثيرة؛ فكم من أسرة فقدت الأب الذي يعيلها فأصبحوا أيتاما، وكم من أسرة فقدت الأم الحنون فتشرَّد بعدها الأبناء وأصبحوا عالة على عوائلهم وعلى الدولة، وأستغرب من المسؤولين ممن يصرُّون على ترك هذا المثلث على حاله!

إنَّ مثلث الهجاري أصبح محل خطر على الجميع، وإغلاقه فيه مصلحة عامة لكل مستخدمي طريق الباطنة العام؛ فهل ستقدَّم المصلحة العامة على المصالح الشخصية والمحدودة؟! وهل ستنتصر دولة المؤسسات والقانون؟! وهل الروح التي زهقت ليلة العيد السعيد بهذا المثلث ستكون الأخيرة، أم أنَّ الأمر سيستمر على ما هو عليه، وسنققد أرواحا أخرى بسببه؟! ومن سيتحمل تبعات هذه الأرواح أمام الله سبحانه؟! اللهم قد بلغت اللهم فشهد.. ودمتم ودامت عمان بخير!

Khalid1330@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك