الإنسان العماني ومسيرة النهضة

يعد بناء الإنسان العماني أحد أهم محاور التنميةوالنهضة المباركة التي بزغ فجرهاعلى يد صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظمعام 1970.

وكانت رؤية جلالتهتتبلور حول أنّ صنع الحضاراتومنجزات الأوطان ورقي المجتمع العماني لن يتأتى إلا ببناء الإنسان وتعليمه وتأهيله على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية أيضًا، وحفزه على المشاركة الإيجابيّة في مسيرة البناء والتنمية المستدامة، وهذا ما أكّده جلالته في فجر بواكير النهضة حين قال: "إننا نأمل أن يكون هذا اليوم فاتحة عهد جديد لمستقبل عظيم لنا جميعاً. إننا نعاهدكم بأننا سنقوم بواجبنا تجاه شعب وطننا العزيز. كما أننا نأمل أن يقوم كل فرد منكم بواجبه لمساعدتنا على بناء المستقبل المزدهر السعيد المنشود لهذا الوطن. لأنه كما تعلمون أنه بدون التعاون بين الحكومة والشعب لن نستطيع أن نبني بلادنا بالسرعة الضرورية للخروج بها من التخلف الذي عانت منه هذه المدة الطويلة ..إن الحكومة والشعب، كالجسد الواحد؛ إذا لم يقم عضو منه بواجبه، اختلت بقية الأجزاء في ذلك الجسد" .
وقد كان لهذه الكلمات وقعًا مميزا في أذهان أبناء الوطن، وصارت موجهًاأساسيا لحفز الهمم ومحركًا رئيسيا لعجلة التنمية والتطور.
إن جلالته أبقاه الله بما أوتي من رؤية ثاقبة ونظرة سديدةتوصل إلى حكمةأنّ العنصر البشري هو ما يشكل حجر الزاوية في نهضة الأمم والدول،ومن هذا المنطلق اتجهت فلسفة التنمية في عمان نحو بناء الإنسان العماني عملياً وفنياً عبر توفير برامج التدريب والتأهيل،وإعلاء قيمة العمل والإنتاج، وتطوير التعليم بمختلف مساقاته، بجانب إقامة المنظوماتالشبابية التيتساعد على نشر الثقافة والقيم العمانية.

ويبقى القول أنّ الشباب العماني يشكل رأس الرمح في مسيرة النهضةالمباركة، وسيظل محور التنمية الأول، والركيزة الأساسية التي تصنع مستقبل الوطن ويستشرف عبرها آفاقا رحبة؛ تكفل له التربع على مصاف الدول المتقدمة، ومصداقا لقول جلالته - أيّده الله-سيكون الإنسان العمانيهو الأمل في أيّة خطة تنمية، ويبقى السد الذي تصب عنده كل الينابيع.


تعليق عبر الفيس بوك