يعد "متحف عُمان عبر الزمان" والذي تفضّل مشكورا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بوضع اللبنة الأولى له؛ أنموذجا عمليًا وأحد الشواهد الدالة على عراقة الحضارة العمانية، الضاربة بجذورها عميقا في باطن الأرض؛ فقد كانت عُمان على امتداد التاريخ وماتزال مركزاً وجسرا حضارياً يربط بين حضارات العالم القديم.
وقد تبلورت فكرة إنشاء المتحف انطلاقاً من الفكر السامي لجلالته- أبقاه الله - بإنشاء متحف يعمل على إبراز تاريخ عُمان عبر الزمان من خلال الصوت والصورة، وإظهار الحقب التاريخية العريقة التي شهدتها السلطنة، وصولاً إلى عصر النهضة المباركة وما شهدته من إنجازات، إضافة إلى عكس ما وهب الله تعالى به عمان من تنوع طبيعي وجغرافي. بجانب أنه سيتناول جوانب مختلفة من الحياة السياسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية والعلاقات الدولية في الحقب الزمنية الرئيسية في التاريخ العُماني منذ العصر الحجري المتأخر والعصر البرونزي ومرورا بالحقبة الإسلامية ودولة اليعاربة ودولة آل بوسعيد وصولاً إلى عصر النهضة المباركة.
ويهدف المتحف لاستحضار مكتسبات الأمس، واستشعار إنجازات الحاضر، واستشراف تطلعات المستقبل، وتعريف أبناء عُمان بتاريخهم الذي بذل فيه الأسلاف دماءهم وأرواحهم دفاعًا عن الوطن ومكتسباته الحضارية والاجتماعية.
وسيقدم المتحف تجربة مبتكرة تمكن الزائر من الحصول على المعرفة والمعلومة من خلال التفاعل الكامل بين الزوار وقصة السرد المتحفي عبر الاستعانة بأحدث تقنيات العرض. كما سيتم توظيف فلسفة العرض الزماني والموضوعي بما يحقق أعلى المعايير والمواصفات المتبعة في علوم المتاحف، مما يسهم في خلق تجربة تثقيفية ممتعة لمختلف فئات الزوار.
ومؤكد أنّ متحف عمان عبر الأزمان سيكون إضافة مهمّة للمتاحف في السلطنة، بما سيوفره من ميزة الإبهار البصري وبما يليق بطريقة تقديم منجزات النهضة المباركة للأجيال القادمة، ولن يكون متحفا للمعروضات فقط بل سيكون شاهدا على الماضي ومعطيات العصر ويجسد المعنى الحقيقي لمنجزات النهضة.
