فيصل الكندي: بعض الناس يتكاسلون عن المواظبة على أداء العبادات بعد رمضان

الرؤية - مالك الهدابي

قال الداعية فيصل بن زاهر الكنديإنّرمضان شهر عظيم يتسابق المسلمون فيه إلى تحقيق شتى أنواع العبادات والقربات وهذا شيء طبيعي لا غبار عليه فرمضان فرصة كبيرة للتزود بالحسنات ونيل الأجور العظيمة فهو ليس كباقي الشهور من هذه الناحية ولو كانت ليلة القدر فقط ما يميزها لكفى ولكن من الملاحظ أن هناك فئة من الناس لا تستيقظ من سباتها العميق الا في رمضان فنراها تنافس الآخرين في العبادات وهذه ظاهرة طيبة ولكن العيب فيها هو فقدها للاستمرارية ما بعد رمضان فما ان يشد الشهر رحاله حتى تتوقف هذه الفئة عن أعمالها التي كانت تؤديها في رمضان وتعود لسابق عهدها للمستنقع الشيطاني.

لهذا حان الوقت لحل هذه المعظلة وانهاء هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع المسلم المحافظ على عقيدته والمترابط اجتماعيا وذلك بالتعاون جميعا بدءا من الأسرة وانتهاءا الى مقر العمل مرورا بالمسجد فكل موقع له دوره ومسؤوليته تجاه هذه الفئة التي يطلق عليها "الرمضانيون" التي لا تظهر إلا في رمضان وكأنّ الأرض انشقت وخرجوا منها.وأضاف:علينا جميعا أن نتحمّل المسؤولية لتوجيه هذه الفئة توجيها صحيحًا وجعلها تستفيد من المكتسبات الرمضانيّة وتحوّل هذه المكتسبات إلى مشروع عمل لأحد عشر شهرًا قادمة ولتحقيق ذلك سأحاول أن أقترح بعض الاقتراحات التي من الممكن تنفيذها للأخذ بيد هذه الفئة الى بر الأمان.نواة المجتمع هي الأسرة لذا فالمسؤولية الكبرى تقع عليها لتوجيه أفراد هذه الفئة والأخذ بأيديها إلى الطريق المستقيم وذلك يتحقق منذ الصغر فتربية الطفل على مراقبة الله تعالى والإخلاص له في القول والعمل والخوف من دخول النار بالمعصيّة والشوق لدخول الجنة بالطاعة كلها تغرس التقوى في قلب الطفل بحيث ينشأ فردًا صالحًا مفيدًا لمجتمعه وتقع على الأسرة مسؤوليّة دفع أفرادها إلى المحافظة على العبادات حتى في غير رمضان وذلك بمراقبتهم وتحفيزهم وتذكيرهم بأهميّة العبادة وزرع الخوف والرجاء في قلوبهم وعمل حلقات للقرآن الكريم وحلق العلم وتشجيعهم على صيام النوافل وأصطحابهم في زيارات إلى مشايخ العلم وأهل الصلاح بهذا نغرس حب العبادة في قلوبهم والتمسّك بها وأدائها في كل وقت وحين.

وأشار إلى أنّللمسجد له دور عظيم ومهم في استقبال، واحتواء هذه الفئة التي لاتستيقظ إلا في رمضان فبإمكان الإمام مع جماعة المسجد الالتفاف حولها واستقبالها بحفاوة والتعرف عليها وإكرامها والسؤال عن مكان سكناها حتى إن افتقدوا من المسجد بعد رمضان زاروهم وتعرفوا على أسباب تخلفهم عن الجماعة كذلك بالإمكان إقامة دورس عن أهمية الصلاة ومكانتها وخطورة تركها وعمل كل ما يمكن عمله للتمسك بهذه الفئة وعدم الإفراط فيها فكل فرد في المجتمع يشكل لبنة مهمة لا يقوم البنيان إلا بها.

وأخيرا يأتي مقر العمل ليركز أهل الصلاة على هذه الفئة من خلال تشجيعهم عليها وتبيين أهميتها ومكانتها في الإسلام ومصير تاركها في اﻵخرة وعدم إهمالهم بعد رمضان بل يجب الالتفاف حولهم وتشجيعهم على الصلاة وصيام النوافل وقيام الليل وقراءة القرآن والحديث عنها في مقر العمل حتى تصبح شغلهم الشاغل فلا يتركوها مهما كثرت أعمالهم ومهماتهم.

إنّ هذه الفئة تحتاج منا جهدًا كبيرًا ومما يؤسف له أننا مازلنا ننظر إليها نظرة دونية ولا نكلف أنفسنا تشجيعها بعد رمضان فلو ضغطنا على أنفسنا وواجهناهم بالحقيقة لربما تأثرت قلوبهم ولانت ودمعت أعينهم واستنارت قلوبهم واستقاموا على أداء العبادات وعلموا أنهم ما قدروا الله حق قدره إذ يعبدونه في رمضان ويعرضوا عنه في غيره وهو الغني عنهم لذا ليقم كل منا بدوره وطاقته تجاه هذه الفئة وليؤد كل موقع دوره المطلوب ولنتعاون جميعًا للقضاء على هذه الظاهرة السيئة التي تحيط بمجتمعنا.

تعليق عبر الفيس بوك