رمضان.. شهر الصوم والغفران

علي بن بدر البوسعيدي

جاءنا رمضان شهر الصوم يحمل الخير بكل ما تعنيه هذه الكلمة؛ فهو شهر الحب والود والتسامح والرحمة.. شهر الخير العميم والبركة المهداة، كما أنه شهر التكامل والتكافل والتواصل وصلة الأرحام من الأهل وذوي القربى التي تزيد في العمر، وتبارك فيه، وتزكّيه، قال عليه الصلاة والسلام: "من أراد أن يزاد في عمره وينسأ له في أثره فليصل رحمه".

والصيام هو أعظم مدرسة للبرّ والصلة؛ فهو مهذِّب الأخلاق، يلين العريكة والنفس، ويجعلها ثرية بالبذل والتراحم. والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.‏ كما أنّه شهر العبادة الحقة لله الواحد الأحد، فلياليه ونهاراته كلها ممزوجة بالتعبد بدءًا من الصيام إلى التراويح إلى التهجد والقيام وقراءة القرآن الكريم التي تتخلل يومك كله.

ويزدحم الشهر الفضيل بعدد من الصور الجمالية الزاهية التي تشير إلى أن المجتمع الإسلامي مازال بخير وأننا خير أمة أخرجت للناس ففيه تمد موائد الإفطار في المصليات والساحات والمساجد، والتي يؤمها عدد كثير من عابري السبيل والمحتاجين.. ولعمري تلك صدقة أجرها وفضلها كبير عند الخالق عز وجل.

وتعد الزيارات والإفطار مع الأقارب والأصدقاء إحدى اللوحات الرمضانية الجميلة، والتي تدل على شيوع التكافل والتراحم بين أبناء السلطنة، كما أنّ لها وقعا طيّبا يشرح النفس ويسعد القلب.

هناك أيضًا صورة جمالية أخرى في الشهر الكريم، ففيه تزخر مائدتا الإفطار والسحور بجديد الأطعمة والمأكولات التي لايسعفك الحظ بتذوقها إلا في شهر رمضان.

كما أن لوحة لياليه تزدان بعبادات التراويح والتهجد، وتجد مساجد الله وقد اكتظت بالركع السجود، منهم من يصلي الصلوات الخمس ويحرص عليها طول الشهر الكريم، ومنهم من يؤدي صلاة التراويح والصلوات الأخرى كالتهجد، ومنهم المعتكف وكل ذلك لفضل شهر رمضان الكريم.

ونرفع الأكف شكرا للخالق عزّ وجل لما أنعم به على العباد من صحة وعافية جعلتهم يؤدون عبادة الصوم بكل أريحية ودون مشقّات تذكر.. اللهم اعده علينا أعواما عديدة وعمان ترفل في ثوب الأمن والأمان، واحفظ لنا ملهمنا وقائدنا جلالة السلطان.. اللهم آمين...!

تعليق عبر الفيس بوك