الشراكة المجتمعية لدعم الابتكار

إيمان الحريبي

يعد الشباب العماني في السلطنة صانع المستقبل وحجر الزاوية في تحقيق التنمية المستدامة وهم الثروة الحقيقية للتأسيس للمستقبل، فهم طاقات متجددة واعدة ولهم في المقابل طموحات وأولويات يتطلعون إليها ربما تتلخص في إيجاد بيئة ملائمة تحتضنهم لكي يمارس الشباب مواهبهم وإبداعاتهم وأن يكونوا شركاء في التنمية.

ولعل إيجاد منصة تدفع بالمواهب والابتكارات الشبابية سيكون عاملا مهما في اكتشاف ميول الشباب وإبراز قدراتهم والمساهمة في أن يكونوا جزءا فاعلا في التنمية ومحورا بناءً يعتمد عليه في بناء الوطن حاضرا ومستقبلا ولايخفى عن هذا المشهد أن يكون هناك دور ريادي للقطاع الخاص في تبني الفعاليات والأفكار الرائدة والتكامل ما بين القطاع الخاص وبعضه البعض في تحقيق الأهداف المنشودة وهو ما ذكرته في مقالات سابقة وأطرحه اليوم لما أرى له من أهمية فالمسؤولية الاجتماعية لها أشكال مختلفة ومجالات رحبة واسعة فيجب أن ينطلق مفهومها ليكون أكثر اتساقا مع متطلبات العصر والمرحلة الحالية المتسارعة من تطور المجتمع . بالأمس وقعت جريدتي الغالية الرؤية مع شركة أوكسيدنتال عمان اتفاقية لرعاية واحدة من أبرز المبادرات التي تقدمها الجريدة وهي "جائزة الرؤية لمبادرات الشباب" وهي تنطلق في عامها الثالث بتسع فئات تدعم في كل عام مواهب ومشاريع شبابية مختلفة وتطلق العنان لهذه الأجيال لتعبر عن أفكارها بروح وثابة وتتعلم من خلال هذه المشاركة مبادئ أخرى أبرزها كيفية التعريف بالأفكار وأهمية التنافس، هذا فضلا عن اكتساب الخبرات والتعرف على مشاريع متنوعة على امتداد ربوع السلطنة، وليس ذلك فحسب وإنما هناك ورش تدريبية مكثفة يقدمها مختصون وأكفاء من داخل وخارج السلطنة من أجل دعم مفهوم الابتكار وتأسيس منهجه وتطبيقه في مجالات البيئة والطاقة المتجدة والإلكترونيات والطاقة الشمسية بتركيز عال في هذه النسخة على الابتكار العلمي بشكل يمهد الطريق لإيجاد جيل واع بأهمية الابتكار ويسعى لتطبيقه لخدمة وطنه. من رحم هذه الأفكار وهذه المبادرات تولد الثقة بالنفس لدى الشباب ويتعرف الجمهور على مشاريعهم ويشقون بها طريقهم عند نقطة اللانهاية التي نتمنى لها أن تكون مناص التتويج والمساهمة في دعم التنمية وتطوير وتنافس في المنتجات وغزارة في الإنتاج من خلال إيجاد أفكار وابتكارات صناعية وسياحية وزراعية وغيرها لتعزز التنمية وتدعم الاقتصاد. هي كلمة شكر نسجلها لشركة أوكسيدنتال عمان وجريدة الرؤية على هذا التناغم المجتمعي الرائد والأمثلة نتمناها في مثل هذا المضمار أن تكون كثيرة فالإبداع موجود والهمم موجودة ولكنها كامنة بين عقول شباب يبحثون عن بصيص أمل يحلق بهم بعيدا إلى عالم الابتكار والإبداع.

ففي ظل هذه المبادرات وحماس الشباب يظل هناك عدد من العوامل التي تحد في بعض الأحيان من مساهمة الشباب وانطلاقهم لتحقيق ما يصبون إليه ومن هذه المحددات البيروقراطية في بعض الإجراءات التي يتطلب تنفيذها لمشاريع الشباب وانعدام التمويل وانعدام فرص التدريب المستمر التي تحد من توفر فرص الشباب لعمل مشروعات صغيرة. ويكتسب الحوار أهمية بالغة في التواصل مع جيل الشباب والتقرب منهم والتفاعل مع رؤاهم ومرئياتهم حول صياغة المستقبل إذ يشعر جيل الشباب بوجود فاصل زمني ومساحة من التفكير المختلف بينها وبين الجيل أو الأجيال التي تسبقها. إذ يعتقد العديد من علماء الاجتماع والتربية أن إتاحة الفرصة للشباب لعيشوا تجاربهم وتكوين خبراتهم لا تتطلب سوى تمكن هؤلاء من تحصيل المعارف والعلوم الضرورية والتعلم من أخطائهم واختياراتهم المعبرة عن وعيهم.

وختاما إنّ تمكين الشباب لصناعة المستقبل يتطلب إيجاد حلول مبتكرة ومشاريع إبداعية من الشباب وأن يتم دعم الجيد منها حتى نخلق جيلا مثقفا واعياً بدوره وما يتطلبه استكمال مسيرة التنمية وعجلتها التي تتسارع وتحتاج هذه المسيرة - دون شك - لاستدامتها شباب يتحلى بالكثير من الطموح والرغبة في تحقيق النجاح وعلى صعيد آخر فإننا بحاجة إلى إيقاظ حس الالتزام والمبادرة في نفوس الشباب من أجل المشاركة في النمو الاقتصادي، وبالتالي على القطاعات المختلفة التجهيز لاستيعاب الشباب وحماسهم وخلق قنوات الحوار المتجددة معهم للوقوف على الجديد والجيد من أفكارهم. وعلى شبابنا - في المقابل - أن يعي عوامل النهضة وينطلق من الروح الوطنية والخصوصية المميزة التي لم تتوافر لغيرنا من تراث عريق علينا أن نحافظ عليه وقاعدة تحول طاقاتنا إلى طاقة دافعة تولد لدينا ثقافة العمل والصبر والأمل ندخرها لصناعة المستقبل.

تعليق عبر الفيس بوك