كثافة الفواصل الإعلانية تدفع مشاهدي التليفزيون إلى "يوتيوب" لمتابعة المسلسلات والبرامج

مشاهدون ينتقدون زحام الإعلانات و"جشع" بعض المعلنين وملاك الفضائيات-

◄ النقبي: الإعلانات تذاع بعشوائية ولا توظَّف بشكل يخدم المعلن ويريح المشاهد -

◄ البداعي: تكرار الإعلانات خلال حلقات المسلسل ينفِّر المشاهد ويحرمه من متعة المتابعة-

◄ الغافري: ذروة الإعلانات تبدأ بعد الإفطار لاستغلال تجمُّع أفراد العائلة -

◄ الحسيني: المعلنون ومسؤولو القنوات يدمنون الربح ولا يراعون رغبات المشاهدين -

الرُّؤية - أحمد الشماخي-

عبَّر عددٌ من مُشاهدي القنوات الفضائية عن استيائهم من كثرة فواصل الإعلانات التجارية التي تتخلَّل عرض البرامج والمسلسلات؛ مما يُصيب المتابع بالملل، ويُفقده متعة متابعة مسلسله وبرنامجه المفضل إلى حدِّ نسيان ما كان يُعرض قبل ظهور الفاصل الإعلاني، وهو ما يَدْفع المشاهد في النهاية إلى النفور والبحث عن قنوات أخرى أقل من حيث نسبة عرض الإعلانات، أو الخيار الأخير بمتابعة ما يريد عبر موقع "يوتيوب" على شبكة الإنترنت.

وقال أحمد بن يونس النقبي -عن الإعلانات التجارية التي تتخلَّل فترة عرض المسلسلات والبرامج في التليفزيون- إنَّه على الرغم من أنَّ الإعلانات مصدر دخل أساسي للكثير من المحطات، إلا أنَّ كثرتها في شهر رمضان المبارك يترك أثرًا سلبيا في نفوس المشاهدين تجاه المنتج الإعلاني، ومن غير المستبعَد أن يصل الأمر لأن يرفض المشاهد ذلك المنتج قبل تجربته أو معرفة محتواه.

ويرى النقبي أنَّ المحطات الفضائية الكبيرة ذات الصيت عمدتْ إلى ملء أوقات البث الصباحية والمسائية بالمسلسلات والبرامج، على الرغم من أنَّ أكثر الأوقات من حيث نسب المشاهدة تبدأ من بعد الإفطار مباشرة وحتى أذان الفجر، وهى الأوقات التي تكثر فيها الإعلانات، وبالمقارنة بين القناة التجارية والقناة الحكومية فإن المشاهد يتابع حلقة المسلسل في القنوات التجارية خلال ساعة إلى ساعة وربع، رغم أن مدتها الأصلية لا تزيد على الـ45 دقيقة، بينما القناة في التليفزيون الحكومي تبث الحلقة في مدة لا تتجاوز الـ50 دقيقة.

وأضاف النقبي بأنَّ الإعلان التجاري مُهم لضمان استمرار المحطة، لكنَّ المشاهد غاضب من كم الإعلانات المذاعة؛ لأنها غير موظفة بشكل جيد؛ فالقطع غالبا لا يكون مدروسا، وربما بعد دقائق بسيطة من عرض المسلسل وهو ما يُفقد المشاهد تركيزه، وهو ما يستحقُّ دراسته لضمان الحصول على عروض جاذبة وليست منفِّرة، ولفت إلى أنَّ بعض القنوات الجديدة تمكَّنتْ من دخول الساحة الرمضانية، والمنافسة من خلال فكرة "لا فواصل" مثل قناة العاصمة و(ltc) و(crt) بحسب تقرير صادر عن شركة نايل سات، نقلا عن صحيفة الشروق المصرية.

وأكَّد جاسم بن محمد البداعي بأنَّ القنوات التليفزيونية تستغل البرامج والمسلسلات في عرض الإعلانات، واستقطاع فترات مبالغ فيها طوال فترة عرض المسلسل أو البرنامج، بما يصدِّر انطباعا سلبيا للمتابعين؛ لأنَّ كثرة الإعلانات تجعل المشاهد ينفر من هذه البرامج، كما تكثر الإعلانات في الفترة المسائية أثناء عرض البرامج والملسلات التي تحظى بنسب مشاهدة مرتفعة.

وقال جاسم البداعي إنَّه ينبغي عرض عدد قليل من الإعلانات خلال الحلقات، ويجب على محطات التلفاز أنْ تراعي رغبة المشاهد بعدم الإكثار من الإعلانات لهدف الربح والترويج للمنتجات التجارية فقط، كما أنَّ الترويج غالبا ما يكون محصورا في المنتجات الاستهلاكية أو شركات السيارات؛ لذلك فلابد أن تأخذ القنوات في الحسبان التنوع في الإعلانات والترويج مثلا للفرق التطوعية أو الأفلام القصيرة الهادفة.

أمَّا عثمان بن ياسر الغافري، فقال: إنَّ الإعلانات التليفزيونية من المفترض أنها تمارس دورا مهما في حياة المشاهدين، وتمده بالمعلومات التجارية الخدمية، وتحقق له فوائد عديدة، فضلا عن كونها تساهم في دعم التنمية الاقتصادية وتحقق الرواج التجاري. ويمكن القول بأن الهدفَ الرئيسيَّ من الإعلانات هو حث المشاهدين على اتخاذ مواقف إيجابية تجاه منتج أو خدمة أو سلعة معلن عنها، ولتحقيق ذلك لابد من مراعاة احتياجات الجمهور ودراسة خصائصهم. وكونها أخذت التلفاز مسلكًا لها فهي بذلك تغطي شرائح واسعة من المجتمع مما يتيح لهم فرصة التأثير بشكل أكبر مقارنة بالوسائل الأخرى.

وأضاف الغافري بأنَّه فيما يتعلق ببث الإعلانات أثناء عرض المسلسلات، فإنها تحمل الإيجابية والسلبية في الوقت نفسه، وتتمثل إيجابيتها في ضمان رواج المنتج المعلن في ذلك الوقت بسبب ارتفاع معدلات المشاهدة للمسلسل، فيما تتمثل سلبيتها في إمكانية انزعاج وانفعال المشاهد إذا كثُر بثها بصورة مستمرة، ولم يؤخذ بعين الاعتبار راحة المشاهد، وإنما يتم التركيز فقط على تحقيق العائد المادي من بث الإعلان. وفيما يتعلق بالفترة التي يكثر فيها بث الإعلانات خلال شهر رمضان المبارك، قال إنها غالبا ما تكون أثناء عرض البرامج الرمضانية في الفترة المسائية.

ويقترح الغافري أن تخصص المؤسسات الاعلامية آلية جديدة للتعامل مع الإعلانات بشكل يسهم في جذب انتباه مشاهديها من حيث اختيار اليوم الذي يذاع فيه الإعلان خلال الأسبوع و اختيار وقت بث الإعلان، إضافة الى اختيار نوعية البرنامج التلفزيوني الذي يذاع الإعلان خلاله وبالتالي يجد المعلن الفئة المناسبة من المشاهدين الذين يمثلون بالنسبة له القطاع المستهدف الذي يتابع التلفزيون في هذه الأوقات.

وقالت عزَّة بنت عبدالله الحسينية إنَّ الإعلانات أصبحتْ تحلُّ محل البرامج أو المسلسلات الدرامية؛ لدرجة أننا أصبحنا نرى إعلانات تتخللها المسلسلات أو البرامج، وكأنَّها الهدف الأساسي من وجود القناة. كما أنَّ الفترة التي يكثر فيها عرض الإعلانات التجارية في التلفاز خلال شهر رمضان هي الفترة المسائية؛ وذلك لأهداف تجارية بحتة؛ حيث يكثر مشاهدي التلفاز مساء أثناء عرض المسلسلات المختلفة.

وترى الحسينية أنَّه يُفترض أن تتعامل المحطات مع الإعلانات التجارية بحرفية أكبر؛ حتى تراعي ميول المشاهدين، وألا تكون مدة الإعلان طويلة، مع ضرورة أن يراعي القيم والمعتقدات والتقاليد الاسلامية، على أن تكون فترة عرض المسلسل أو البرنامج أطول ويتخلله إعلان واحد فقط. وتنبه إلى أنَّ شبكة الإنترنت باتت المصدر الأساسي والملجأ لمشاهدة ما يرغب المشاهد من المسلسلات دون فواصل مزعجة.

تعليق عبر الفيس بوك