تصنيف الفيفا.. والطموح بمركز متقدم


حسين الغافري

جاء التنصيف الشهري الجديد من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم واضعاً مُنتخبنا الوطني في المركز الـ102 عالميًّا؛ ليعكس فعليًّا تراجعَ مستويات الأحمر على مستوى النتائج في السنوات القليلة الماضية. الأمر ليس وليد اللحظة، وهو يُحتِّم متابعة وعملا جادا ينهض بالأداء والنتائج لمستويات أعلى في الاستحقاقات القادمة من تصفيات كأس العالم في روسيا عام 2018م، وكأس الخليج بدرجة ثانوية نهاية العام الجاري. أما عن تجاوز (المركز السيئ) في التنصيف، فهو تلقائياً سيعود أفضل مما هو عليه اليوم في حال النتائج الجيدة المقرونة بالأداء المقنع بطبيعة الحال!

ومن المفارقات المؤلمة أنَّ مُنتخبات كإثيوبيا والنيجر وبنين وقبرص والسلفادور تتقدمنا في الترتيب، رغم أنَّ هذه المنتخبات ليس لها نشاط حقيقي في كرة القدم بشكل واضح! وإذا ما جئنا على مستوى الخليج؛ فمنتخبنا الوطني يأتي في منتصف المستويات خلف كُلٍّ من الإمارات العربية المتحدة والتي هي في المركز الـ69، والسعودية في المركز الـ92، وقطر في المركز الـ96، ونتقدم عن الكويت والبحرين!

ومن المفارقات أيضاً في تصنيف الفيفا الجديد أن مُنتخب ويلز احتل المركز العاشر متقدماً على المنتخب التشيلي بطل كوبا أمريكا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا، في حين إنه كان في عام 2011م في المراكز بعد المائة وتحديداً في المركز الـ117، في حين كان مُنتخبنا الأحمر منذ ما يقارب الخمسة أعوام وصل إلى أفضل مراكزه وهو المركز الخمسين، وأصبح اليوم في الـ102، وهنا أستذكر مقولة الفيلسوف الإغريقي إفلاطون: "الناس لا تطلب سرعة العمل، بل تجويده؛ لأن الناس لا يسألونك في كم فرغت منه، بل ينظرون إلى إتقانه وجودة صنعه". وهو ما يعكس تطور نشاط الكرة في ويلز؛ مما رفع تقييم منتخبهم لأعلى في السلم من خلال لاعبين محترفين لهم بصمة خصوصاً في الدوري الإنكليزي الممتاز والدرجة الأولى.

ومن ناحية مُنتخبنا؛ فالأمر يتطلب تركيزا كبيرا من قبل المدرب الفرنسي بول لوجوين في التصفيات الجارية لكأس العالم، وتجاوز المجموعة الحالية وتحقيق أفضل النتائج الممكنة والتي هي مطلب كل الجمهور المحب للأحمر. وفوق هذا كله، نحن بحاجة من الاتحاد الكروي لإعادة كسب ثقة الجمهور بالأحمر و"لاعبيه" و"مُدربه" و"جهازه الإداري"؛ أي أننا بحاجة لترابط كل وسائل النجاح في بوتقة واحدة، وكل ذلك لن يتحقق إذا لم تحضر النتائج المرجوة في هذه التصفيات بشكل خاص، والتي نأمل أن نتجاوزها مع منتخبات "مجهولة" أوجدت لنفسها بصيصا كبيرا من الأمل صعَّب المهمة؛ مثل: منتخب غوام المتصدر، والهند التي أظهرت تطورا واضحا جدًّا، وقدمت مستوى متقدما على عكس الذي ظهرت به منذ سنوات، وهو إنعكاس حقيقي لتطور اللعبة وزيادة رقعتها وجلب الأسماء الكبيرة عالميًّا للترويج. وأيضاً منتخب إيران العريق وصاحب الحضور المستمر في نهائيات كأس العالم. ومن هنا، فإننا بحاجة أيضاً لاستشعار اللاعبين بعظيم الثقل بالقميص الذي يحمل اسم عُمان، والقتالية في المباريات المقبلة والتضحية في أي كرة متاحة لصنع الفارق، وإلا فإن المركز الـ102 سنتمنى أن نحمد الله عليه إن بقي كما هو!

تعليق عبر الفيس بوك