هدنة اليمن وانسياب العون الإنساني

تُمثل الهدنة الإنسانية في اليمن التي بدأ سريانها منتصف ليلة الثلاثاء الماضي، بداية جادة للتعامل مع الوضع الإنساني المتدهور الذي آلت إليه الحال في اليمن، والشروع في تقديم المساعدات الغذائية والطبية لملايين اليمنيين الذين باتوا في حاجة ماسة لهذه المساعدات وبصورة عاجلة..

وينتظر أن تستثمر الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة هذه الهدنة للقيام بعملية إنسانية واسعة النطاق في اليمن، لإنقاذ من يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

ولأنّ الهدف من الهدنة في الأساس، هدف إنساني نبيل، ينبغي أن تكرس كافة الجهود لاحتواء الوضع الإنساني المتردي رغم محدودية الهدنة التي لا تتجاوز خمسة أيام، حيث إنها غير كافية لمعالجة الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يُعاني منها المدنيون لجهة نقص الغذاء وعدم توافر الدواء..

وهذا يتطلب من أطراف النزاع التوافق على تمديد الهدنة والعمل على إنجاحها بالامتناع على انتهاكها، الأمر الذي يكفل السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية.. ليس هذا فحسب، بل يؤمل في أن تمهد هذا الهدنة لإيجاد حل دائم يُعالج الأوضاع الإنسانية الماثلة وينهي الأزمة السياسية في البلاد.

إن التصريحات الصادرة عن برنامج الأغذية العالمي حول الاستعدادات لتقديم حصص غذائية طارئة لأكثر من 750 ألف شخص في المناطق المتضررة من جراء النزاع، أمر يبعث على التفاؤل بشأن الاستجابة الدولية لمعالجة الأوضاع الإنسانية في اليمن، إضافة إلى أن الهدنة تمثل فرصة مواتية لادخال مخزونات كافية من الأغذية تلبي احتياجات اليمنيين خلال الفترة المقبلة، وهذا يستلزم إقامة جسر جوي كبير وممتد بغية نقل المواد الإغاثية الغذائية والطبية إلى داخل اليمن، إضافة إلى مساعدة النازحين والفارين من مناطق الصراع والقتال.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك