لنصحو من سُباتنا حتى لا يتخطّفنا "داعش"

فايزة الكلبانية

faiza@alroya.info

استحدثت جريدة "الرؤية" منذ فترة، زاوية تحت مسمى "مغرّدون"، بحيث يتم يوميًا اختيار 4 تغريدات لتميزها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.. لفتت نظري أمس الأول تغريدة سياسية تعبر عن الواقع وحقيقة الوضع الراهن لكاتبها جهاد الطائي والتي قال فيها "وجهوا سلاحكم للكيان الصهيوني لا للعرب والمسلمين بكل طوائفهم ومذاهبهم إن كنتم حقًا مسلمين يا من شوهتم صورة الإسلام!!" وأصاب الكاتب فيما خطت أنامله.

فالمتأمل للمشهد العربي اليوم وما يجري من أحداث قتل وتدمير ووحشية بربرية يندي لها الجبين يجد أنّ كل ذلك نتيجة ولادة فكر تكفيري مرفوض جملة وتفصيلا، ولابد أن نتوقف قليلا ونتساءل عمن يدعم الإرهاب ماليا ولوجستيا وفكريا.. ومن الذي يساهم في نشر هذه الموجة الظلامية، التي تنسف كل إنجازات العرب وحضارتهم على مدى قرون، وتشوّه صورة الدين الإسلامي السمح، وهو دين الرحمة ليتحول إلى دين القتل والدمار.

لست باحثة أو محللة سياسية محترفة لأسبر أغوار ما يدور حولنا من أحداث متسلسلة، ولكن ما نراه من مآس ونتابعه من أخبار عمّا يحدث في بعض الدول العربية الشقيقة يجعلنا نتابع ذلك من باب اللحمة الواحدة والمصير العربي المشترك.

يتبادر إلى الذهن عدد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول مصادر الأموال التي تصرف على كل هذه الحروب، وأيضا هناك تساؤل حول مصدر هذه الأسلحة التي يتم استخدامها في إلحاق الخراب والدمار ببلاد المسلمين، على الرغم من أنّ أصابع الاتهام تشير مصانع غربيّة.

وفي معرض الحديث عن هذه الجماعات القاتلة لابد أن نستحضر داعش باعتباره تنظيما هداما بات يسري بين الدول كسريان النار في الهشيم ويوجد من يروج له في بعض الدول خاصة وأنه أصبح يستقطب طلابا وشبابا وشرائح يفترض فيها الاستنارة، وأصبح هؤلاء يرون في داعش القبلة التي يجب أن يتوحد عندها المسلمون رغم ما يقوم به هذا التنظيم من قتل وترويع بصورة وصلت إلى حد تنفيذ الإعدام على الهواء مباشرة في الأسواق والطرقات دون وجود بينة وأدلة على ارتكاب الجرم، ولعمري لم تكن هكذا دولة الإسلام يوما من الأيام بل كانت تقوم على العدل وحماية الرعية.

لقد اختلطت الأمور لدى البعض، وتداخل لديهم الحق مع الباطل حتى أصبح يصعب عليهم التميز بينهما، وإلا فكيف لمسلم أن يفكر في قتل أخيه المسلم، وكيف لدولة عربية تشن حربا على دولة عربية أخرى، متناسية أن عليها توجيه هذه الطاقات نحو تنمية شعوبها والسير بهم في رحاب التقدم والرفعة

أتمنى أن تصحو الدول العربية والإسلامية من سباتها العميق وأن تدير شؤون دينها ودنياها بما أوصى به الإسلام من عدل وتسامح حتى لا تتخطفنا داعش في مشاهد تراجيدية يستمتع بها الآخرون في السرد والمشاهدة.

تعليق عبر الفيس بوك