رواد أعمال: مصاعب التمويل واشتراطات الجهات الحكومية وغياب التدريب.. عوائق أمام نمو "الصغيرة والمتوسطة"

الجهوري: رفض المواطن للعمل لساعات طويلة ومطالبته براتب كبير يعيق "التعمين"

المحروقي: لا فائدة من "بطاقة رواد الأعمال".. ونأمل تفعيل العمل بها

المجرفي: شح المنافذ التسويقية للمنتجات تحد كبير

اللواتي: التسويق الإلكتروني يفتح الباب أمام الترويج لرواد الأعمال

الساجوانية: سوء التخطيط وضعف الإدارة من أبرز أسباب فشل المشاريع

الرحبي: الجهات الحكومية تفتقد للسرعة وتيسير الإجراءات

اللواتية: حاجة ملحة لإقامة شراكة حقيقة بين رواد الأعمال والحكومة

الرحبية: غياب المحطة الواحدة بمختلف الجهات يؤخر معاملات رواد الأعمال

أكد عدد من رواد ورائدات الأعمال أن مصاعب التمويل واشتراطات الجهات الحكومية وغياب التدريب تمثل عوائق أمام نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، داعين الجهات المعنية الى مزيد من الاهتمام بهذا القطاع القادر على المساهمة في النمو الاقتصادي ورفع الناتج المحلي للبلاد.

وناشدوا كذلك بضرورة تفعيل بطاقة رواد الأعمال وتطبيق نظام المحطة الواحدة في مختلف الجهات الحكومة.

ويرى البعض منهم أن التحديات التي تواجههم متعددة ولا تزال تمثل عائقا حقيقيا أمام النمو والتطور، منها إلزام أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بتطبيق قوانين لا تتفق مع حجم وطبيعة عمل المؤسسة، إلى جانب معاناة البعض من شح المنافذ التسويقية والبطء في تخليص المعاملات، بالإضافة إلى سوء التخطيط وضعف الإدارة التي تؤدي إلى فشل المشاريع.

الرؤية- فايزة الكلبانية- أحمد الشماخي

وقال علي بن سليمان الجهوري صاحب مؤسسة الأفنان العالمية إن توفر التمويل أو رأس المال لبدء أي مشروع تجاري من العوامل الرئيسية لنجاح المشروع ومع توفر عدة جهات حكومية على سبيل المثال (صندوق رفد) وغيرها من الجهات الداعمة فإن تحدي التمويل أصبح أكثر يسرًا في الوقت الحاضر، ولكن من جهة أخرى نحتاج التركيز على نوعية المشاريع الخاصة ووضع التقديرات الجيدة لحجم تمويل مجال تلك المشاريع، فالمشاريع الصناعية تحتاج تمويل أكبر من بعض المشاريع التجارية، وبالتالي فإنّ سقف (المائة ألف ريال) غير كافية نظرا للتكلفة العالية لبدء تلك المشاريع سواء كانت صناعية، سياحية، أو زراعية.

ويرى الجهوري أنّه لا ينبغي تعميم ضعف إدارة المؤسسات من قبل مالكيها، لكن الملاحظ أنّ هناك مهارات كثيرة يجب على مالك المؤسسة أن ينميها بالتوازي مع الخبرة الفنية لإدارة مؤسسته، ومنها المؤهل العلمي والخبرة العملية في مجال المشروع التجاري من العوامل الرئيسة لنجاح إدارة أي مؤسسة ويجب تغليفها بالمهارات الأساسية كالتسويق والتفاوض وإدارة الوقت والاتصال وحل المشكلات وغيرها من المهارات الحياتية المهمة. وتابع الجهوري أن وزارة القوى العاملة تقوم بدور كبير في سبيل تنظيم العمالة الوطنية والأجنبية في سوق العمل، غير أنه من الملاحظ أنه وللأسف توضع القوانين للحد من العمالة السائبة مع كبريات الشركات وتلزم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بتطبيق تلك الضوابط بما لا يتفق مع حجم وطبيعة عمل تلك المؤسسات.

وقال الجهوري: "إن بعض المؤسسات الصغيرة تلتزم بنسبة تعمين ولا يحق لها توظيف سائق أو محاسب، وغيرها من المهن التي يمكن ان يعمل فيها وافد، وتشترط توظيف مواطن عماني، وعلى المستوى الخاص واجهنا صعوبة بالغة ولا نزال نواجهها في مسألة توظيف العمانيين حسب نسب التعمين المطلوبة لعدة أسباب من أهمها أيام وأوقات العمل الطويلة، وذلك بحكم أننا محل تجاري فإننا نفتح لمدة 6 أيام في الأسبوع وأوقات العمل لدينا تكون على فترتين صباحية ومسائية وهو ما نعتبره تحدي كبير لتوظيف عدد كبير من العمانيين بالإضافة إلى صعوبة التنافس مع المؤسسات الكبيرة في جانب الراتب الشهري والمميزات الأخرى لجذب العمالة الوطنية".

دراسة الجدوى

ويرى الجهوري أنّ ضعف دراسة الجدوى الاقتصادية وعدم أخذها بالجدية الكافية كانت من أهم العوامل التي ساهمت في خسارة وإغلاق الكثير من المشاريع التجارية وذلك لعدم الإلمام ودراسة المشروع دراسة متأنية ومعرفة الجوانب التسويقية للمشروع. وأضاف أنّه مع اهتمام الحكومة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة فإنّ خدمة المساعدة في إجراء دراسة جدوى اقتصادية للمشروع التجاري، باتت أكثر سهولة وبالمجان مع نشر ثقافة الوعي التجاري وتحفيز الشباب العماني الجاد بالبدء في مشاريعهم التجارية، مما ساهم وبشكل كبير في غرس ثقافة العمل الحر في المجتمع.

وحول التحديات التي يواجهها رواد الأعمال، قال الجهوري إنّها تتضمن عدم دراسة وتحليل الجانب التسويقي للمشروع ومعرفة المنافذ التسويقية قبل البدء في المشروع، بالإضافة إلى عدم وجود خطة بديلة في حالة حدوث أمر غير متوقع كهبوط أو ارتفاع الأسعار في بعض المنتجات او الخدمات المنافسة. وأكد أن ثقة المستهلك (فرد أو مؤسسة) في التعامل مع المؤسسات الصغيرة تعد كذلك من أكبر التحديات، علاوة على المنافسة الشرسة من جانب المؤسسات الكبيرة واستحواذها على معظم المناقصات الحكومية والخاصة.

بطاقة رواد الأعمال

من جهته، قال حسن سالم المحروقي الرئيس التنفيذي لشركة رونق العاصمة للتجارة إنّ عدم وجود منافذ تسويقية منتظمة لرواد الأعمال تتيح لهم تسويق منتجاتهم وتعريف المستهلك بها محليا وخارجيا من أبرز التحديات أمام رواد الأعمال. ويقترح المحروقي أن تقوم الجهات المعنية سواء الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أو صندوق الرفد أو غيرها من الجهات الأخرى، بوضع قائمة أو دليل يختص برواد الأعمال وبياناتهم وآلية التواصل معهم من قبل أي زبون أو عميل مهتم بذلك، بحيث يتم تقسيم رواد الأعمال إلى أنشطة وقطاعات، مما يسهل على العميل الحصول على الخدمة التي يحتاجها بسهولة، بمجرد فتح الرابط عبر موقع الجهة الالكتروني والتواصل مع رائد العمل، وهو ما سيدعم آلية التسويق والترويج ويسهل وجود منافذ تسويقية سريعه وسهلة.

وأشار المحروقي إلى عدم فاعلية "بطاقة رواد الأعمال" التي تصدرها الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إذ إن رواد الأعمال عندما يذهبون إلى تخليص أية معاملات في أي جهة من الجهات المعنية مثل الشرطة أو القوى العاملة أو البيئة وغيرها، يتضح لهم أن أغلب الموظفين هناك لا يعرفون شيئا عن البطاقة وكأن لا فائدة مرجوة منها. وأضاف أنّ وزارة التجارة والصناعة تعد الجهة الوحيدة التي تقبل استخدام البطاقة. وأعرب المحروقي عن أمله في أن زيادة التواصل والترابط بين هيئة تنمية المؤسسات والجهات الأخرى المعنية بتخليص الإجراءات لرواد الأعمال، بهدف تفعيل كل المستجدات التي تخص قطاع ريادة الأعمال ويتم الاستفادة منها في التنفيذ والتطبيق، دون الحاجة إلى العودة للمسؤولين بقسم الدعم والمساندة بصندوق الرفد والاستعانة بالرسائل الرسمية وما شابه. وعبر عن أمله في أن تسهم "بطاقة رواد الأعمال" من تمكين الموظف المختص في الحصول على كل المعلومات التي تخصه ومشروعه وما يهمهم مباشرة، ضاربا المثل بالبطاقات التي يتم التعامل بها بين العملاء والبنوك لتسهيل الأعمال.

المنافذ التسويقية

وقال عبدالعزيز بن سعيد المجرفي صاحب مشاريع الحارة الراقية لصناعة الأحجار الصناعية والانترلوك إنّ هناك عدد من المنافذ التسويقية لخدمة رواد الأعمال، لكنها محدودة العدد، ولا تتواءم مع خطة الحكومة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وأضاف أنّ صندوق الرفد يقوم حاليا بافتتاح منافذ تسويقية لعدد من المشاريع، لكنها لم تصل إلى مستوى الطموح، مقترحا أن يتم افتتاح منفذ في كل مركز تجاري لمساعدة أصحاب الأعمال، وإتاحة المجال أمام أكبر عدد ممكن من رواد الأعمال للتعريف بمنتجاتهم.

وتابع المجرفي أنّ غياب الثقة أحيانا في رائد العمل العماني من بين السلبيات التي يعاني منها القطاع، فمثلا في حالة عدم نجاح رائد العمل في مشروعه يعده البعض سواء من أفراد المجتمع أو الجهات المعنية "فاشلا" على المدى الطويل، فلا يجد من يأخذ بيده لطريق النجاح. وطالب المجرفي الجهات المعنية بإبداء مزيد من الاهتمام برواد الأعمال وألا يتم حصر الاهتمام بشريحة معينة منهم دون غيرهم، وألا تكون هناك فئة تحظى بالتمويل والدورات التدريبية، بينما يتم تجاهل شرائح أخرى في مختلف محافظات السلطنة، وقد يكون لديهم مشروعات أهم وأجود من غيرهم.

التسوق الالكتروني

وقال حسن اللواتي صاحب مؤسسة المزايا للخدمات العقارية إنّ رواد الأعمال يواجهون تحديات في الحصول على منافذ تسويقية لهم بالمراكز التجارية الكبيرة لبيع وعرض منتجاتهم، وأحيانا تكون الإيجارات مرتفعة وباهظة التكلفة، وفي المقابل من يعمل على عرض منتجاته في الأسواق الشعبية مثل سوق مطرح وسوق السيب وغيرها من الأسواق الداخلية بمختلف المحافظات، يعاني من ضعف الإيرادات. ويقترح أن يتم تفعيل فكرة التسويق الإلكتروني للترويج لرواد الاعمال، أو العمل على تنظيم معارض بين فترة وأخرى بشكل مكثف لبيع منتجات أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتسهيل عملية المشاركة لأصحاب الاعمال من مختلف القطاعات والمحافظات عوضا عن المعارض الاستهلاكية والتسويقية التي يتم تنظيمها بلا فائدة حقيقية سوى العمل على جذب المستهلكين للشراء منها، وجلها بضائع مستوردة وتفتقد لمواصفات الجودة العالية أحيانا عوضا عن الاتجاه لتشجيع المنتجات المحلية وأصحاب الأعمال.

وقالت ريما بنت صادق الساجوانية صاحبة مؤسسة مشاريع ريما المتكاملة والمتخصصة في تنظيم معارض وفعاليات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إن من أكبر التحديات التي يواجهها رواد الأعمال ضعف ثقة المجتمع في مشاريهعم، مشيرة إلى أنّ هناك الكثير من المؤسسات الصغيرة ما زالت تعاني من منافسة الشركات الكبرى. وأضافت: "لا يمكن أن ننكر أنّ الاهتمام بالمؤسسات المتوسطة والصغيرة أكبر عن ذي قبل، لكن معاناة أصحاب هذه المؤسسات لا تزال قائمة". وتابعت أنّ رواد الأعمال بحاجة إلى معارض وملتقيات تجمعهم تحت سقف واحد، بما يسهل على الزبائن التعرف على منتجات المؤسسات الصغيرة في مكان واحد، بالإضافة إلى الدعم المعنوي من الجهات المعنية، نظرًا لأنّ هناك جهات أخرى تقدم دعمًا لكنّه محدود للغاية، بجانب المنافسة غير المتكافئة من الشركات الكبرى.

وأكدت الساجوانية أنّ دراسة الجدوى الاقتصادية من أهم السبل التي تساعد صاحب المشروع على بدء مشروع ناجح، داعية كافة رواد الأعمال إلى وضع دراسة جدوى قبل بدء المشروع.

ومضت الساجوانية قائلة إنّ هناك ضعفا في أداء المؤسسات الصغيرة نتيجة التنافسيّة، كما أنّ هذه المؤسسات لم تجد المكان الصحيح لعرض منتجاتها، علاوة على المنافسة من الشركات الكبرى.

واستطردت أنّ بعض المؤسسات ليس لديها الخبرة الكافية في التسويق لمشروعها، لكن هناك الآن صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وخدمات أخرى تساعد هؤلاء على التسويق بشكل فعّال، مشيرة إلى إن الأمر لا يتوقف على بيع المنتج بل على عرض المنتج بالطريقة الصحيحة وكيفية التعامل مع الزبائن.

وأضافت الساجوانية: "يتعيّن على الجهات المعنيّة تخصيص وإتاحة الفرص للمؤسسات الصغرة والمتوسطة بتنظيم معارض خاصة بالمشاريع الصغيرة، على أن تقام بشكل دوري كما يحدث في دول أخرى، وينبغي كذلك في هذا الإطار العمل على تذليل المعوقات".

وحول بطاقة رواد الأعمال، قالت الساجوانية إنّه بالفعل تم إصدار البطاقة لتوفير تسهيلات واستثناءات لحاملي هذه البطاقة سواء كانت تخفيضات من بعض الجهات أو تسهيلات لبعض أعمالهم، لكن هناك جوانب لا تزال مرتبطة بالضوابط والتعقيدات من الجهات الحكومية، فبعض الجهات التي من المفترض أن تتعامل بهذه البطاقة لا تعرف عنها شيئًا.

تسهيل الإجراءات

وقال سليمان بن حمود الرحبي مدير شركة الإنماء الحديثة للاستثمار والتطوير إنّ التمويل يمثل أحد أهم ركائز الاستثمار المؤسسي الذي من خلاله تستطيع المؤسسة الناجحة إعداد الخطط المستقبلية وبناء بنية تحتية توائم متطلبات السوق، وفي نفس الوقت تحقق الأهداف المرجوة من انشاء المؤسسة. وأضاف أنّ ﺍﻟﺘﻤﻭﻴل يمثل ﺤﺠﺭ الزاوية ﻟﻠﻤﺸﺭﻭﻋﺎﺕ فهو أﺼﻌﺏ ﺍﻟﺤﻠﻘﺎﺕ لأﻥّ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻭﻴل ﺩﺍﺌﻤﺎً ﺍﻟﺤلقة ﺍﻟﻤﻔﻘﻭﺩة ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ في ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭة أو المتوسطة، وبالتالي حجم التمويل يحدد حجم المؤسسة من حيث القدرة على المنافسة والدخول بالسوق لترسيخ مركز منافس لها تحقق من خلاله أهدافها وغاياتها.

وأضاف الرحبي أنّه لا يستطيع أن يعزو ضعف الإدارة إلى عدم قدرة رائد العمل التعليمية أو الخبرة الميدانية، حيث إنّ الأسباب تختلف باختلاف ماهية الإدارة نفسها وأسلوب التعامل مع مبادئ الإدارة الحديثة بالإضافة إلى العوامل الخارجية التي قد تؤثر على أداء المؤسسة مما يجعلها غير قادرة على الثبات والاستمرار والمنافسة. ويرى الرحبي أنّ نجاح الاستثمار يعتمد على عاملين مهمين، وهما من أهم عوامل نجاح الاستثمار بالمؤسسات: السرعة وتسهيل الإجراءات. وقال إنّ هذين العاملين غير موجودين في قاموس القوى العاملة، بجانب أنّ التشريعات لا تخدم العامل وتجعله يقود المؤسسة وكأنّه مالكها لا مستأجرا يعمل بها بأجر متفق عليه، مطالبا بتغيير قواعد واشتراطات القوى العاملة حتى يتمكن رائد العمل من إنجاح مشروعه.

وأضاف الرحبي: "قد يكون هناك ضعف في دراسة الجدوي للمشروع، إلا أنني لا أعزو السبب الحقيقي في تدني نجاح بعض المؤسسات إلى ضعف في دراسة الجدوى. بل هناك أسباب تعمل مترادفة مع هذا الأمر".

وتابع أن التسويق يعد إحدى الآليات التي تقود المؤسسة إلى النمو والقدرة التنافسية من خلال تقديم خدمات إبداعية ومبتكرة وحديثة، بحيث تلبي رغبة المستهلك وفي الوقت ذاته تحقق رؤية ورسالة المؤسسة التي منها انبثقت الأهداف العامة والخاصة لإنشاء المؤسسة. وزاد أنّ المؤسسات الصغيرة تعاني من فقر التسويق والدعاية للخدمات التي تسعى المؤسسة لتوفيرها، وهذا الفقر يعزى في الكثير من الأحيان إلى المنافسة الشديدة أو عدم وضوح الأهداف وعدم دراسة السوق بشكل جيّد مما أدى إلى تقديم خدمات لا ترتقي إلى الجودة المطلوبة أو تلك التي ينظر إليها بأنّها تحقق طموح المؤسسة من جانب ورغبة المستهلك وما كان ينتظره من جانب آخر.

ضعف الخبرة والإدارة

وقالت عائشة الحجرية صاحبة محل سلمى للشكولاتة إنّ حجم التمويل وآليته عامل مهم جدًا لرائد العمل وهي من أكبر التحديات التي قد يواجهها نظرًا لتشدد بعض جهات التمويل وعدم إدراك الطرفين بأهميّة المشروع، وذلك عند عدم القدرة على تقديم دراسة جدوى واضحة ومدروسة. وأضافت الحجرية أنّ الضعف الإداري من قبل المالكين قائم نظرًا لقلة الخبرة في الأمور الإدارية والمالية، كما أن هناك قوانين تصب في صالح المؤسسات، بينما إجراءات طلب مأذونيات جديدة معقدة جدًا ولا تراعي حداثة المشروع واختلاف ظروفه عن مشاريع أخرى.

وترى الحجرية أنّ الحماس لدى الشباب يجعلهم يغضون النظر عن أهميّة دراسة الجدوى الاقتصادية وهذا أكبر خطأ، بالإضافة إلى نقص الموارد والخبرة في تسويق المنتج وسوء تقديم المنتج.

وقالت هدى اللواتية صاحبة شركة بروجروب وأيس كريم ماما، إنّها تعاني من عدم حصولها على بطاقة رواد الأعمال، إذ يشترط أن تحصل على سجل تجاري واحد، مشيرة إلى أنّ البطاقة لابد وأن تمنح لرائد الأعمال مهما كان لديه من سجلات تجارية أو مشاريع خاصة فهذا كله سينصب في النمو الاقتصادي لكافة الأطراف، طالما أن لديه القدرة على حسن إدارة مشاريعه وضمان النجاح.

وأضافت اللواتية أنّ هناك عائقا أمام أصحاب الأعمال والموظفين العمانين بسبب شرط البنك المركزي بعدم تقديم قروض للعاملين في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، داعية إلى مراعاة ذلك الأمر بما يضمن توفير عامل جذب للمواطن للعمل في هذه المؤسسات.

وتابعت اللواتية: هناك معاناة أخرى تكمن في قضية التعمين وغيره من شروط القوى العاملة والتوظيف الذي يرهق أصحاب العمل ويحول شغفهم وحبهم للعمل لإرهاق ومعاناة مع الجهات المعنية وتعقيداتها، هذا إلى جانب أنه لابد أن تكون هناك شراكة حقيقية ومبادرات من قبل أصحاب الأعمال والمشاريع الكبرى، تدعم أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وقالت عزيزة الرحبية صاحبة مشروع فساتين الأفراح إنّ وسائل الإعلام والمسؤولين يرددون دومًا أنّ هناك نظام المحطة الواحدة يتم تفعيله لتسهيل وسرعة تخليص معاملات رواد الأعمال مع الجهات المعنيّة، لكن حتى الآن لم يفعل في كافة الجهات الحكومية، علاوة على عدم فعالية "بطاقة رواد الأعمال"، مشيرة إلى أن بعض الجهات لا علم لها بمزايا هذه البطاقة مما يفقدها قيمتها.

تعليق عبر الفيس بوك