تتواصل التقارير الدولية التي تفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتكشف الفظائع التي يرتكبها بحقِّ جميع الفلسطينيين دُوْن تمييز بين طفل صغير أو شيخ طاعن في السن. وآخر هذه التقارير ما كشفت عنه منظمة خيرية عالمية للأطفال هي منظمة "أنقذوا الأطفال"، من أنَّ أغلبية الأطفال الذين يعيشون في أشد مناطق غزة تأثرا بالعدوان الاسرائيلي على القطاع العام الماضي، بدأتْ تظهر عليهم أعراض القلق الانفعالي والصدمة والكوابيس.
فالأطفال ضمن شرائح المجتمع الفلسطيني في غزة الذين لحقت بهم أضرار فادحة جرَّاء العدوان الإسرائيلي الذي استمرَّ لنحو شهرين، وأدى لاستشهاد أكثر من ألفي فلسطيني أغلبهم من المدنيين، ومن هؤلاء الشهداء: 551 طفلا، وبلغ عدد المصابين خلال العدوان 3436 طفلا، بينما بلغ عدد الأطفال الذين تسبَّب العدوان في أن يُصبحوا أيتاما لفقد الأب 1500 طفل.
وهذا دليل قوي على أنَّ آلة الحرب الإسرائيلية انهالتْ على قطاع غزة ذي الكثافة السكانية العالية، قتلا وتدميرا، وبعشوائية لا تميِّز بين مقاتل وطفل وشاب وشيخ.
ويزخر التقرير بالأرقام الصادمة حول واقع أطفال غزة بعد العدوان؛ ومن ذلك: أنَّ 70% منهم في المناطق الأشد تأثرا في غزة يعانون من كوابيس منتظمة، ويعيشون في خوف من تجدُّد العدوان، بينما لا يُريد نصف الأطفال الذهاب للمدارس لخوفهم من التعرض لعدوان في حال مغادرة المنازل.
... إنَّ تكرارَ العدوان الإسرائيلي على غزة يجعل العديد من أطفال القطاع شهودا على ثلاثة اعتداءات للاحتلال في السنوات السبع الماضية، وجميعها اتَّسمت بقدرٍ عال من التدمير والقتل؛ الامر الذي يُفاقم الآثار السلبية لهذه الحروب على نفسياتهم، كما أنَّ استمرار الحصار وخطر تجدُّد العدوان جعلا من الصعب على أطفال غزة أن يعيشوا حياة طبيعية.