إعلاميون: لا تعارض بين الاجتهاد في العمل خلال رمضان وروحانية الشهر الفضيل

◄ البدوي: خلال فترة ارتباطي ببرنامج "أماسي" لم أفطر يوما واحدا مع أسرتي في رمضان

◄ الكعبي: لا نشغل أنفسنا بالعمل فقط في رمضان لأنه شهر عبادة واعتكاف وتضرع إلى الله

◄ الغريبي: أعوِّض تقصيري في ممارسة رياضتي المفضلة كرة القدم بالمشي بعد الفجر

◄ المعمري: أبدأ يومي بمطالعة الصحف ونشر أخبار السلطنة عبر مواقع التواصل الاجتماعي

◄ الشندودي: أنشط في رمضان لرصد ومتابعة أخبار مختلف الفعاليات والمحاضرات الدينية

عبري - ناصر العبري

تختلفُ أولويَّات الإعلاميين وطقوسهم اليومية خلال شهر رمضان الكريم باختلاف اهتماماتهم وطبيعة عملهم في المؤسسات الإعلامية؛ حيث يَرَى عددٌ منهم أنَّ رمضان شهر العبادات بالدرجة الأولى، وإلى جانب روحانياته تتوارى كل الأولويات. فيما يحرس آخرون على الاجتهاد في أداء أعمالهم دون تبرير كسلهم بإرهاق الصيام؛ لأنهم يرون في العمل عبادة، ويؤكدون أنَّ العمل بجد واجتهاد -إلى جانب الحرص على أداء العبادات- لابد أن يكون سمة كل العاملين في الشهر الفضيل.

ويقول الإعلامي والشاعر سالم البدوي: إنَّ رمضان شهر الخير والعمل والعبادة، وليس النوم كما يعتقد البعض. وعن نفسي، أحاول أن أحافظ على الصلاة في جماعة دائما ولا أحبذ النوم لساعات طويلة في نهار رمضان أو باقي الشهور. وفي إجازاتي خلال شهر رمضان، ألتزم بالخروج صباحا لقضاء أي عمل أو تسوُّق لكسر الملل، وإن لم يكن هناك ما لا يستدعي الخروج أبحث عن أي عمل أقوم به في المنزل. وبعد أذان الظهر، أتوجَّه للمسجد لأصلي وأتلو ما تيسَّر من القرآن، ثم أعود للمنزل، وأحاول النوم ساعة إن استطعت ذلك، وإن لم أستطع فهي جلسة مع الأهل والمساعدة في ما يمكن أن أقوم به إلى أذان العصر وأتوجه للمسجد، وبعد الصلاة أحاول استذكار ما حفظت من القرآن في اليوم السابق؛ وذلك لتأكيد الحفظ ولله الحمد، وبعدها إلى البيت لأبحث عما يمكن القيام به، وغالبا أقوم بسقي الزراعة بالبيت إن لم أكن بحاجة للخروج، وقبل الإفطار نتجمع وندعو المولى -عزَّ وجلَّ- بما تيسَّر لنا من الدعاء لنا ولوالدينا -رحمهما الله- وموتى المسلمين جميعا، ثم نفطر بالتمر واللبن فقط، ونذهب للصلاة، ونعود ونكمل الفطور، ونرتاح في البيت وإن أتانا ضيف أهلا به وإن لم يأت أحد فننتظر صلاة التراويح، وبعد الصلاة نخرج لزيارة الأرحام والأقارب، ونعود للبيت ونشاهد بعض الأعمال الدرامية، ولا أحبِّذ الخروجَ في سهرات وتجمعات شبابية في شهر رمضان الفضيل، ولا في باقي الشهور؛ لأنَّني لا أحب التجمعات ولا الأماكن المزدحمة إن لم يكن هناك داع لذلك.

وأضاف البدوي: إن كنت مرتبطا ببرنامج تليفزيوني بعد الإفطار، أستعد للذهاب للهيئة، وصلاة التراويح تكون في مسجد الهيئة. وبعدها مباشرة، التجهز والإعداد للحلقة، وبعد الانتهاء نتسحَّر في نادي الهيئة، وطوال فترة ارتباطي ببرنامج "أماسي" لخمسة مواسم لم أحظى بقضاء يوم واحد من رمضان بين أسرتي، عدا آخر يوم من كل شهر فقط في المواسم الخمسه الماضية. وأكد أنَّ رمضان شهر فيه الكثير من أعمال الخير التي يمكن أن نقوم بها؛ لذلك يجب ألا نتردد من كسب ما نستطيع منها في هذا لشهر الفضيل، ونسأل الله أن يتقبل صيامنا وصالح أعمالنا.

التجمعات العائلية

وقال الإعلامي عيسى الكعبي إنَّه كغيره من أبناء الوطن المخلصين، يعيش يومه في شهر رمضان بين جد واجتهاد وبذل وعطاء في تأدية رسالته الإعلامية النبيلة، ولا يتوانى ولا يتهاون في وظيفته؛ لأنه يعلم حتمية الارتباط بين وظيفته وحياة المواطنين. ومثل بقية الموظفين، يقضي الإعلامي نهاره في العمل البحثي عن الأخبار في محافظته، قبل أن ينتقل إلى موقع الخبر لينقل الحدث كتابة أو صورة، وهذا ما دأبتُ عليه من أول أيام هذا الشهر الكريم. وأضاف الكعبي: نجهِّز التغطيات الإعلامية في الصباح والمساء لننقل للمواطنين طبيعة الحياة في هذا الشهر. وبعد صلاة العصر، يكون الوقت لقراءة القرآن، فلا نشغل أنفسنا بالعمل فقط؛ لأنَّ رمضان شهر عبادة واعتكاف وتضرع إلى الله. أما الفطور، فلا تكون لذته إلا في تجمع عائلي يصحبك في عالم مودة القربى وأهل بيتك؛ فتستمتع بوقت إفطارك أيما استمتاع، وبعد انقضاء صلاة التراويح يكون الوقت مُخصَّصاً للرياضة مهما اختلفت أصنافها؛ فنقضي يوماً في لعب كرة القدم ويوما آخر في الجري، وهكذا نملأ الوقت بعد التراويح؛ بالرياضة نظرا لأهميتها الكبيرة للجسم، وبذلك نكون جمعنا بين العمل والعبادة والعلاقات العائلية والرياضة، وهو ما نحتاجه في حياتنا اليومية.

اجتهاد في العمل

وقال أنور بن زاهر الغريبي: إنَّ رمضان مدرسة إيمانية غنية بالكثير من الدروس التي يجب علينا أن نستوعبها كما ينبغي، ونجتهد حقَّ الاجتهاد بغية الفوز بما أعده الله للصائمين. أما أوقاتي في رمضان، فهي تختلف نوعا ما عن باقي أيام العام؛ حيث أحرص كل الحرص على استثمار هذا الشهر الفضيل بالشيء الذي يجعلني نوعا ما أحقق رضا داخليًّا عن ما أقوم به؛ فرمضان فرصة للجلوس مع النفس ومحاسبتها تقويم اعوجاجها، ومن أجل ذلك أجد نفسي أميل بشكل كبير جدا للعيش والاستمتاع بروحانيات شهر الصيام بمختلف تفاصيلها والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يفسد ذلك. ومن العادات التي أحرص عليها أداء جميع الصلوات في جماعة والتزود بورد من القرآن الكريم. أما صلة الأرحام، فهي من الأهمية بمكان؛ حيث أحرص يوميا على زيارة الأرحام بعد صلاة التراويح والاتصال بمن يقطنون في أماكن بعيدة نوعا ما، كذلك دائما ما أحرص على زيارة الجيران للاطمئنان على كبار السن على وجه الخصوص؛ حيث قمت بمعية أخي بوضع جدول واستطعنا من خلاله -بفضل الله- المرور على عدد كبير منهم. أما الرياضة، فنظرا لقصر فترة الليل فإنَّني مُبتعد هذه الفترة عن ممارسة رياضتي المفضلة "كرة القدم"، وأعوِّضها بعض الأحيان برياضة المشي، خصوصا بعد صلاة الفجر. ومن الأشياء التي أحرص عليها في رمضان: عدم تكليف الأهل بإعداد الطعام فدائما ما أكتفي بالقليل منه؛ وذلك لإتاحة الفرصة لهم بالعيش في كنف روحانيات شهر الصيام، فلهم الحق في ذلك كما أجد نفسي أبتعد كثيرا عن ستخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة إلا النَّزر اليسير، ولا أشاهد التلفاز في هذا الشهر. وإلى الآن لم أر التلفاز مفتوحا في بيتي منذ أن دخل شهر الصيام.

انشغال بذكر الله

وقال سعيد بن راشد المعمري: منذ أقبل علينا شهر مضان شهر الخير وشهر القرآن استقبلته بالتوبة النصوح، والعزيمة الصادقة على اغتنامه، وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، فقبل الفجر أبدأ يومي بالتهجد إلى الله سبحانه وتعالى، وبعد ذلك بتناول السحور، قال النبي صلى الله عليه وسلم "تسحروا فإن في السحور بركة". كما أستغفر ربي بعد السحور إلى صلاة الفجر لقوله تعالى "وبالأسحار هم يستغفرون"، فيما أمارس يومي بقضاء أعمالي ومطالعة بعض الصحف اليومية فيما تخص السلطنة بوجه عام ومحافظة الظاهرة بشكل خاص، وكتابة بعض أخبار المحافظة في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، كما أحرص في نهار رمضان على قضاء أوقات طويلة في المسجد؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم "من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على المزور أن يكرم الزائر"، والانشغال بذكر الله طوال اليوم وقراءة القرآن، كما أحرص على تناول وجبة الإفطار بوجود جميع عائلتي حولي؛ حيث أزور يوميا أقاربي وأمارس الرياضة.

متابعة الفعاليات

وقال سعد بن عبدالله الشندودي -مراسل جريدة عمان بولاية عبري- إنَّ رمضان شهر النفحات الإيمانية، وشهر البركات وشهر المحبة والإخاء، وشهر تصفية النفوس من الأحقاد؛ لأنه شهر صفاء ومحبة بين الناس، وهو شهر أول رحمة، ووسطه مغفرة وآخرة عتق من النار، ومن صامه إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، وهو شهر فيه ليلة خير من ألف شهر إنها ليلة القدر، وكذلك هو شهر الانتصارات الكبرى عند المسلمين وهو شهر العطف والتصدق على الفقراء والمساكين. وأضاف بأنه يستعد لشهر رمضان المبارك منذ فترة مبكرة، بتهيئة النفس للصيام، ووضع جدول لزيارة الأرحام والأهل والأصدقاء، وزيارة المرضى، وتلاوة القرآن الكريم، كما يقضي شهر رمضان بين أداء العبادات المفروضة، والقيام بصلاة التراويح، وزيارة الأهل والأقارب، وكذلك القيام بتغطية كافة المناشط والفعاليات التي تقام بولاية عبري والقرى التابعة لها خلال شهر رمضان كتغطية المناشط الرياضية، والإفطار الجماعي للفرق والجمعيات الخيرية كالجمعية العمانية لأصدقاء المسنين، وفريق سيدات ناجحات، وتغطية بعض المحاضرات والندوات الدينية التي تقام بالولاية، مع إعداد تقارير وتحقيقات صحفية حول عادات وتقاليد الأهالي في عبري خلال شهر رمضان المبارك، وإعداد تقارير صحفية عن بعض مطالب الأهالي بعبري بخصوص التنمية بالولاية، إضافة إلى مشاركة أهل الحي الذي أقطن به ببلدة هجار في المسابقة الثقافية، وفي الإفطار الجماعي الذي يقام بإحدى مساجد الولاية.

تعليق عبر الفيس بوك