اليمن .. الهدنة أولى بشريات السلام

علي بدر البوسعيدي

تدخل الحرب التي يشنّها تحالف ما يعرف بعاصفة الحزم على اليمن السعيد شهرها الرابع.. لم تكن النتيجة كما يأمل الجميع لاسيما دول التحالف.. والتي كانت تتوقع ألا يطول أمد الحرب فقد كانت تعتقد قبل اندلاع الحرب أن بضع ضربات سريعة خاطفة كفيلة بأن تكبح جماح الحوثيين لينتهي الأمر بالرئيس اليمني هادي عبد ربه جلوسًا على سدة الحكم.. ولكن لم تجر رياح الأحداث في اليمن بما تشتهي سفن دول التحالف.. فقد خلفت الحرب وراءها كثيرًا من الدمار الشامل والواسع والذي طال عددا من البنيات الأساسية، ومخلفًا كثيرًا من الخراب في دولة تعاني هي أصلا من غول الفقر.. حيث أعلنت مراكز أحصائية من بينها الائتلاف المدني عن أن الحرب خلفت 3693 ضحية بين شهيد وجريح من بينهم373 طفلاَ و أكثر من 300 امرأة كما تقدر الخسائر المادية بأكثر من مليار ونصف المليار دولار.ولن يكون من الصعب على المتامل اكتشاف الإخفاق السياسي والعسكري الذي حصده تحالف "عاصفة الحزم" حتى الآن..

ومع شهر رمضان الكريم والقلوب كلها تتجه للرحمن في أيام مباركة لابد لنا أن ندعو إلى هدنة إنسانيّة طويلة تحترم مشاعر المسلمين في هذا الشهر الكريم. فأياً كانت أسباب الحرب فلابد من إعادة التفكير لوقف هذا النزيف الموجع، فقد بات المجتمع الدولي كله ينتظر "الهدنة الإنسانية" كي ينقشع هول ما خلفته الحرب عليه.

وجميل فعلت الأمم المتحدة حين جددت مطالبتها بهدنة إنسانية أخرى بعد فشل محادثات السلام الأخيرة في جنيف.. كما أن هناك أخبارا متواترة عن احتمال إقرار هدنة في اليمن قبل عيد رمضان، وذلك بعدما أعلنت حكومة الرئيس هادي أمس أنّها تتوقع "إبرام اتفاق قريبًا بشأن هدنة إنسانية تمتد حتى عطلة عيد الفطر"، وذلك تزامناً مع زيارة يقوم بها المبعوث الأممي إلى اليمن لبحث الهدنة وعملية التفاوض.

قال تعالى:"وإن جنحوا للسلم فاجنح لها.." وتقوم الدبلوماسية العمانيّة بالكثير من الجهود لرأب الصدع والوصول إلى توافق ممكن بين مختلف الأطراف. هكذا هي سياسة بلادنا في التقريب بين وجهات النظر قدر الإمكان فبلادنا ملتزمة بإرساء مبادئ السلام في المنطقة.

اليوم وبعد أكثر من مائة يوم على هذه الحرب لابد من نداء دولي وعربي وإقليمي بإعطاء فرصة للحوار والسلم بين مختلف الأطراف المتنازعة والجلوس على طاولة حوار للوصول إلى حل توافقي بعيدًا عن السلاح.

تعليق عبر الفيس بوك