التعصب الرياضي في .. "شجع فريقك"!

بقلم: حسين بن علي الغافري

أُتابع بين الحين والآخر آخر الأخبار الصحفية للبطولة الكروية "شجع فريك" والتي تُنظمها وزارة الشؤون الرياضية خلال ثلاثة شهور صيفية مقسمة على ثلاث مراحل. وتجد تلك الأخبار اهتماما واسعا من الشباب في الفرق الأهلية في تلك المراحل الثلاث.. مرحلة تبدأ على صعيد الولاية ويكون نادي الولاية مُشرفاً مباشراً في إدارة جدولة الفرق الأهلية ومتابعة شؤونها وتنظيم اللقاءات فيها وكل ما يتعلق بالمنافسة. ومرحلة ثانية تأتي على مستوى المحافظة ككل، ومرحلة أخيرة تكون على مستوى المحافظات كافة وتكون هاتان المرحلتان الأخيرتان تحت إدارة وزارة الشؤون الرياضية واللجنة المعنية بالإشراف على البطولة. وحقيقة لا يجب إنكارها على أن هذه البطولة تحظى بإهتمام واسع من كافة الشباب في الفرق الأهلية واللاعبين المشاركين فيها ومتابعة أخبارها والتغطيات التي تتم فيها وأخرجت مواهب كبيرة تحويها بلادنا من أقصاها إلى أقصاها؛ كونها مُناسبة وفرصة قيّمة لإظهار المواهب التي تعجّ بها السلطنة وتزخر بها الحواري العُمانية والفرق الأهلية على مختلف ربوعها، وقرار إنشاء مثل هذه البطولات بغض النظر عن كونه تنافسي بحت يندرج تحت مفهوم المكسب والخسارة فمثل هذه البرامج -كما ذكرنا- تخلق بيئة خصبة تستخرج إمكانيات الشباب الرياضية وتبرز مواهبهم وقدراتهم الفنية، وفرصة قضاء أوقات فراغهم بالشكل الصحيح، وتُعزز روح التنافس بين الفرق الأهلية بشكل منظم وبإدارة منظمة. وقبل هذا وذاك فهي فضاء رحب للارتقاء بهذه الفرق فنياً وإيجاد لاعبين يتمنون فرصة كهذه لإظهار إمكانياتهم.. ولما لا قد يكونوا محترفين بالدوري المحلي بعد ذلك؛ فالبرنامج فرصة ذهبية لكل الشباب الرياضيين.

الأمر الآخر الذي بدأ يطفو على السطح في الفترة الأخيرة ويدعو للقلق وهو على غير الأهداف التي رُسمت من أجلها هذه البطولة هي ظاهرة "التعصب والفوضى"، فقد تم التداول في عدد من الولايات مؤخراً مقاطع فيديو وصور في وسائل التواصل الاجتماعي توضح حجم الفوضى والتعصب غير الرياضي من قبل "البعض" وفي بعض الولايات - وهي قليلة - ولكن تؤثر على الأهداف الفعلية من إنشاء مثل هذه البرامج. فقد تمّ تداول "اشتباك بالأيدي" بين الفرق المشاركة والتطاول على "الحُكام" وغيرها من الأحداث غير المحبذ أن نُشاهدها أو تغرس في الثقافة الرياضية بشكل عام ولا ينبغي أن تكون حاضرة مهما حدث .. وهنا يكون الدور الأكبر على عاتق تلك الأندية المعنية بالولايات كافة في منعها واجتثاثها من جذورها بمباركة الوزارة .. فترك مثل هذه الصور تتكاثر سيشكل نقطة سلبية لتلك الأهداف السامية!.

ومن هنا أرى أنّ الأمر يستحق وقفة جادة من الأندية المعنية بدرجة أولى طالما أنّ المرحلة الأولى تكون مُدارة من قبلها، مع ضرورة سن قوانين تمنع الاشتباك والتعصّب والفوضى.. ويجب قبل أن تحضر هذه القوانين وغيرها تعريف جميع المشاركين على أنّ الهدف الأول يتجاوز الفوز والخسارة والنتائج وغرس قيم التآخي والود والثقافة الرياضية بشكل الحقيقي السوي.. فهي بطولة أُنشئت لإبراز مواهب الجميع من لاعبين أو حكام مشاركين.. وتستحق أن تحتوي الجميع بهذه الأهداف!.

HussainGhafri@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك