"العمانية للنطاق العريض" تضع خطة زمنية مفصّلة لتغطية أنحاء السلطنة

الحارثي: "النطاق العريض" يعزز نمو اقتصاد المعرفة ويخلق بيئة استثمار جاذبة

المنذري: تغطية 30% من المنشآت في مسقط بالألياف البصرية

البريكي: التوسع في شبكة النطاق العريض عبر خطوط الصرف الصحي

الرؤية- أحمد الشماخي 

أكد مسؤلون أنّ خدمات النطاق العريض في السلطنة تدعم الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني 2020، مشيرين إلى أنّ التوسّع في مشروعات الألياف البصرية في المحافظات سيبدأ في النصف الثاني من هذا العام.

وشهد الطلب على خدمات الإنترنت عالية السرعة خلال السنوات القليلة الماضية نمواً كبيراً وسريعاً في معظم دول العالم نتيجة لتنامي التطبيقات والخدمات التي أصبح يرتبط تقديمها باستخدام الإنترنت عريض النطاق، وباتت تشكل جزءاً أساسياً في الحياة الاقتصادية وتسهم بدور بالغ الأهمية في دفع عجلة النمو الاقتصادي من خلال زيادة إنتاجية مختلف القطاعات، وتحسين مستوى معيشة السكان. وأضحت شبكات النطاق العريض جزءاً من البنى الأساسية في المجتمع الحديث، وتحظى بنفس الأهمية التي تحظى بـها شبكات الطرق والنقل والكهرباء والمياه.

وقد وضعت وزارة النقل والاتصالات استراتيجية وطنية للنطاق العريض لدعم "الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني 2020"، وضمان توفير النفاذ إلى النطاق العريض بسرعات عالية لجميع المواطنين والمقيمين في السلطنة بأسعار معقولة، وتمكين جميع الشركات العاملة في السلطنة من النفاذ إلى خدمات النطاق العريض بمواصفات عالمية تجعلها قادرة على المنافسة عالمياً.

وقال سعادة سعيد بن حمدون الحارثي وكيل وزارة النقل والاتصالات للموانئ والشؤون البحرية رئيس مجلس إدارة الشركة العمانية للنطاق العريض إن من المتوقع أن تساهم شبكات النطاق العريض في تنمية الاقتصاد المعرفي ورفع كفاءة الخدمات المقدمة من قبل مزودي الخدمة وإثراء حياة المواطنين عبر تمكينهم من النفاذ إلى مجموعة واسعة من الخدمات الإلكترونية بشكل أفضل، وبالتالي سيساهم بشكل كبير في خلق بيئة خصبة للاستثمار وإيجاد فرص للأعمال وينعكس ذلك إيجابًا في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في السلطنة وفق أهداف "الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني 2020".

وأضاف الحارثي أنّ الدراسات الخاصة بتحديد الأثر الاقتصادي الإيجابي لتقنية النطاق العريض للوظائف خلصت إلى أنّه في حال استخدام تقنية النطاق العريض، فإنّ تقديم بعض الخدمات يتم بكفاءة أعلى ويحدث تغييراً في نوعية الخدمات المتاحة، في حين أنّ الخدمات الرقمية قد تؤدي إلى فقدان وظائف تقليدية، حتى يتم استحداث عدد أكبر من الوظائف الجديدة لتقديم الخدمات الرقمية. وأوضح أنّه على سبيل المثال ربما تُفقَد وظائف بمكتب البريد مع اتجاه الأفراد والمؤسسات إلى إرسال أكبر عدد من الرسائل عبر البريد الإلكتروني، وعدد أقل من الرسائل الورقية التقليدية، لكن في المقابل سيتم إيجاد المزيد من الوظائف لتيسير خدمة البريد الإلكتروني. وأشار إلى أنّ دراسة أجرتها شركة مكنزي للأبحاث في الولايات المتحدة توصلت إلى أن تقنية النطاق العريض تخلق 2.6 وظيفة مقابل كل وظيفة يتم فقدانها، لذلك فإن استحداث وظائف جديدة هو أحد الطرق التي يمكن أن يساهم بها النطاق العريض في نمو الناتج المحلي الإجمالي، والذي بدوره يؤثر على الاقتصاد.

رفع كفاءة الخدمات

وعن العائد التقني الذي يضيفه المشروع، قال الحارثي إن المشروع يدعم تحقيق أهداف "الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني 2020" و"الاستراتيجية الوطنية لمجتمع عمان الرقمي والحكومة الإلكترونية"، كما سيعمل المشروع على تيسير خدمات الحكومة الرقمية (الإلكترونية) بما في ذلك الصحة الرقمية والتعليم الرقمي من خلال تقنية النطاق العريض.

وأضاف سعادة وكيل وزارة النقل والاتصالات رئيس مجلس إدارة الشركة العمانية للنطاق العريض أنّ الشركة تعكف منذ تأسيسها على جمع البيانات والمعلومات اللازمة لإعداد خطط تنفيذية شاملة، وذلك تحت إشراف وزارة النقل والإتصالات، وبالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات ومشغلي الاتصالات الحاليين في السلطنة (عمانتل- أوريدو)، وتعمل الشركة الآن على إعداد خطة زمنية تفصيلية لتغطية كافة المحافظات في السلطنة وسيتم الإعلان عنها قريباً.

وأكد الحارثي أنّ المشروع سيساهم في رفع كفاءة الخدمات المقدمة وإثراء حياة المواطنين بتمكينهم من النفاذ إلى مجموعة واسعة من الخدمات الإلكترونية بشكل أفضل وأرخص، الأمر الذي سيساهم بشكل أكبر في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في السلطنة، كما سيساهم في زيادة انتشار الإنترنت والنطاق العريض عالي السرعة في السلطنة وجعله في متناول كافة شرائح المجتمع.

الألياف البصرية

من جهته، قال المهندس سعيد بن عبدالله المنذري الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للنطاق العريض إن الشركة تبدأ حاليا بمحافظة مسقط، وتغطي ما يقارب 30 بالمائة من المنشآت بالألياف البصرية، كما أنه تم البدء في العمل على مد كابلات الألياف البصرية بولاية مدحاء في محافظة مسندم، ومن المؤمل أن تبدأ بعض المشاريع الأخرى بنهاية هذا العام في مختلف محافظات السلطنة.

وأشار المهندس سعيد المنذري إلى أن وزارة النقل والاتصالات وهيئة تنظيم الاتصالات تسعيان لتوفير خدمة النطاق العريض من خلال الشركة ليس فقط في محافظة مسقط بل حتى في المناطق الريفية والبعيدة عن طريق وسائل أخرى كالأقمار الصناعية والاتصالات اللاسلكية.

وأضاف أنّ الشركة العمانية للنطاق العريض ستبدأ في التوسّع بتنفيذ مشاريع شبكات الألياف البصرية خارج محافظة مسقط ابتداءً من النصف الثاني من هذا العام، إضافة إلى مشاريع تدعيم أبراج المشغلين بالألياف البصرية لتمكينهم من توفير خدمات النطاق العريض عبر شبكات الهاتف المتنقل.

وتابع المنذري أن الاتفاقيات مع مشغلي الاتصالات تمثل بداية للتعاون الحقيقي بين الشركة والمشغلين المرخصين بالسلطنة، من خلال تمكينهم من استخدام شبكات الألياف البصرية التي تم إنشاؤها في الأعوام الماضية مع مشاريع شبكات الصرف الصحي، والتي ستصل إلى ما يزيد على 100 ألف وحدة سكنية في محافظة مسقط بنهاية هذا العام؛ بحيث سيُتاح للمشغلين بعد توقيع هذه الاتفاقية تقديم خدماتهم تدريجيًّا لهذه المناطق حسب خططهم التسويقية.

وأكد المنذري أنَّ بنود الاتفاقية تتجاوز فوائدها توفير شبكات الألياف البصرية للمشغلين؛ لتمتد إلى توحيد الجهود وتوزيع المهام والأدوار من خلال التخطيط المشترك وتفادي الازدواجية في تنفيذ البنية الأساسية؛ إذ إنَّ الشركة تم تأسيسها من قبل الحكومة لتكمل جهود المشغلين ولتكمل ما تم إنشائه منهم من شبكات الاتصالات.

البنية الأساسية

وقال سالم بن مبخوت البريكي مدير دائرة التخطيط والمشاريع بشركة صلالة لخدمات الصرف الصحي إنّ أهميّة المذكرة المبرمة مع الشركة العمانية للنطاق العريض تكمن في تعزيز البنية الأساسية لقطاع الاتصالات، والإسراع في عمليات إنشاء شبكة النطاق العريض في مدينة صلالة من خلال مشاريع توسعة شبكة الصرف الصحي، والتي تساهم بشكل سريع في رفع كفاءة قطاع الاتصالات متعدد الاستخدامات سواء في القطاع الحكومي أو الخاص على مستوى الأفراد في المجتمع.

وأضاف البريكي أنه تمّ وضع آلية واضحة ضمن مذكرة التفاهم لضمان جودة العمل وإنشاء مسارات كابلات الألياف البصرية تخدم جميع القطاعات دون تعارضه مع الخدمات الأخرى بالمنطقة وتكمن هذه الآلية في منح شركة النطاق العريض استخدام مسارات شبكة الصرف الصحي بالمدينة للشبكة الحالية وتضمين وضع كابلات الألياف البصرية مع مشاريع الصرف الصحي المستقبلية.