خيانة المنتخب..!


أحمد السلماني

 

شهد التاريخ الإنساني وعلى مرّحقبه الكثير من سير الحضارات والدول والحروب وخيانات الجيوش وكيف أنّأخطر ما يتهدد كيان كل هذاهو الداخل المتخاذل والمتآمر والأخيرة أمر وأدهى ويذكر التاريخ الخيانة الكبرى التي قصمت جيش أحمد عرابي الوطني بمصر أمام الإنجليز في معركة التل الكبير وكيف تغلغل الإنجليز داخل صف اللحمة الوطنية وطعنها في مقتل.

والحقيقة ألا سبيل للمقارنة مطلقًا وإنّما هو استهلال يمهد للمتلقي الكريم أهميّة شحذ وتوفير مقوّمات وعوامل النصر فمتى ما توفرت الكيانات وأدرك كل مسؤوليته وما هو مطلوب منه وقام بواجبه ولم يترك للمنافسين متنفسًا للمروق منه ارتقى هذا الكيان واعتلى القمم ومنصات التتويج ليخلد في سطور التاريخ ولأبد الآبدين.

أيام قلائل وينطلق كرنفال بطولة كأس العالم لكرة القدم الشاطئية والتي تأهلت إليها صفوة المنتخبات العالميّة في هذه اللعبة وعددها 16 منتخبًا ومن كل بقاع البسيطة وستنطق البطولةبلغات عدة ولتحمد الأمة العربية قاطبة أنّلغة الضاد لن تكون بمنأى عن البقيّة بوجود الفارس العربي الوحيد منتخب السلطنة الحبيبة بطل آسيا والخليج.

ولست بحاجة هنا لأذكر أهميّة الدور الإعلامي المرافق للمنتخب وأن تتهيأ له التغطية الإعلاميّة المُناسبة وما يبثه الإعلام من حافز كبير في نفوس الجهاز الفنّي واللاعبين ولكن ومما يؤسف له ونحن شركاء في ذلك ولا نزكي أنفسنا عن القصور، فمؤسسة إعلاميّة مقروءة وحيدة بعثت بصحفي لها ضمن بعثة المنتخب أمّا البقيّة فتلبّست ثوب الحياء واكتفت بما يرد لها من معلومات وبما تمن به مؤسسة اتحاد الكرة من مواد مقروءة ومرئية ومسموعةولكم أشفق على المنتخب وهو يرى الهالةوالآلة الإعلاميّة المرافقة لوصيفه الياباني.

ومما يؤسف له أنّمثل هذه القضيّة قديمة حديثة ودائمًا ما تثار ولا زلت أذكر أنّه في زمن ما كان هناك اتفاق للتناوب بين المؤسسات الإعلامية في إرسال مراسليها على أن يتكفل هذا المراسل بتغطيّة الأحداث وإرسالها للجميع وهنا لا مكان للإبداع وللإجادة أو التميّز في التغطية لتبقى المادة نفسها عقيمة وباللونين الأبيض والأسود ومع ذلك يبقى هذا الخيار هو أقصى ما تقدمه المؤسسات الإعلاميّة من دعم للمنتخب وهذا مطبق في أغلب دول المنطقة.

وهنا أتساءل عن دور جمعيّة الصحفيين العمانية ممثلة في لجنة الإعلام الرياضي في بلورة حل وسط أو تسويق أهميّة التواجد خلف المنتخب لدى إدارات هذه المؤسسات الإعلاميةالتي في الغالب لا تولي الرياضة عمومًا والمنتخبات الوطنية ذلك الاهتمام إلا بعد أن تصدم بخبر تتويج هنا وبطولة هناك ورياضي عماني صعد منصة التتويج فأوردت الخبر شبكات التلفزةوالصحافة العالمية أو المندوب الإعلامي لتلك اللعبة لترتفع بعدها الأبواق والمانشيتات الممجدة لهذا الانتصار لتسيل الأقلام والأعمدة وتتلاطم معها عبارات المديح أو في المقابل وإذا صاحب المشاركة أي إخفاق لا سمح الله فإنّالأبواق والأقلام جاهزة بسياط النقد والتأنيب فأي معادلة غير موزونة هذه التي نعيشها.

إنني وآخرين لعلى يقين تام على قدرة المؤسسات الإعلاميّة بالسلطنة على التعاطي مع هذا الطرح بإيجابيّة وأنّالمردود المادي الهائل الذي تحظى به لا يكلفها سوى النزر اليسير من تكاليف ابتعاث هذا الصحفي في واجب وطني بحت ومما يؤسف له وهذه حقيقة أنّأقلام تعرف نفسها جيدًا تنتظر الإخفاق بشغف لتكيل عبارات الذم والطعن في قدرات القائمين على المنتخبات واللعبات من إدارة وجهاز فنّي ولاعبين رغم أنّهؤلاء جميعهم تركوا وراءهم شهر رمضان بلياليه وسحره بين الأهل والأصحاب وربما يحتفلون بالعيد السعيد في البرتغال حال تأهلهم للأدوار النهائية وهو ما نتمناه ويومها لا أعلم كيف هو الموقف ونحن نستقبل الأبطال سواء حققوا ما نصبوا له أو لا ففي النهاية الفوز والخسارة وجهان لعملة واحدة.

رسالة للجنة الأولمبيّة العمانية وللجنة الإعلام الرياضي وللمؤسسات الإعلاميّة أن تنتبه وتتحمل مسؤولياتها والرسالة التي قامت من أجلها فالعوائد كبيرة وخاصة من الصحف والبرامج الرياضية ودعم المنتخبات الوطنية وممثلي السلطنة خارجيا وبما يساهم من رفع سقف طموحات الفوز والانتصارات واجب وطني فاللاعبين بحاجة إلى تحفيز وحماية من الإعلام المنافس .

رسالة أخرى وعلى حياء أبثها للمدرب الوطني القدير هلال طالب وبقية الجهاز الفني والإداري وإلى النجم الخلوق هانيالضابط ورفاقه من اللاعبين، سامحونا على خذلانكم ولكنكم اعتدتم هكذا وضع والأمل فيكم كبير ومعكم وبكم سنفرح مجددًا فقد عودتمونا على ذلك أنتم دون سواكم وببالغ الفخر سيصدح في ربوع العالم أجمع السلام السلطاني وتأكدوا أنّقلوب أهليكم في السلطنة قاطبة تدعوا لكم بالظفر فإلى سنام المجد أدعوا الجميع لمتعة المشاهدة وجميل صنيع أبناء أحمر الشواطئ.

كما والتمس العذر من كل من نالهم شيء من هذا المقال وخاصة مؤسستنا الرائدة اقتصاديًا ولكنّه حب الوطن والمسؤولية الوطنيّة.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك