داعش الهوليودية

سمير الهنائي

بعد ظهور نبتة الإرهاب في العالم تسنت الفرصة للغرب لاستغلال الفكرة وتسويقها لبروز خطر أكبر يتمثل فيالتطرف الإسلامي لاستكمال مشروعهم الأكبر للعودة للاستعمار، ولكن هذه المرة بنكهة أخرى نظرًا لتوفر الظروف والمعطيات التي ساعدت في تنشئتها بالتعاون مع عدة أنظمة عربية مساعدة في زراعتها،داعش التنظيم الذي لم يتجاوز عمرة ستة أعوام بات شبحا قويا يهدد المنطقة بأسرها، هذه النبتة الجرثومية لا يمكن أن ننسب أفعالها لأي دين سوى أنّها مخرجات مخابرات تكتيكية لها أهدافها المرسومة،تتميز هذه النبتةبنظام منقسم لقسمين
الأول وهو الإدارة المتمثلة في مايعرف بالإمارة والخليفة ولها خصوصياتها وسريتها ومنهجها بين الأمراء والولاة والذي بلا شك لايرتبط بفكرة الجهاد ويظل سريا ومنفصلا في تركيبته عن القسم الجهادي كما حدث في جماعة الإخوان المسلمين،أمّا الجانب الآخر وهو الذي يظهر على صورة الفكر الجهادي الذي يقوم ويتعامل مع التابعين والمنتسبين لها بالفضيلة لاستقطاب الشباب وغسيل أدمغتهم بالجهاد المنحرف لتحميسهم وإقناعهم بشرعيته.

داعش تعتبر الآن من أقوى التنظيمات الأرهابية تسليحًا وعتادًا وأموالا وبلغت كفاءتها العسكرية ذروتها نتيجة غنائم الأسلحة التي استولت عليها من الجيش العراقي، واستحواذها على الكم الهائل من الأسلحة الثقيلة في سوريا المدعومة من عدة دول خليجية وعربية للجبهات الجهادية عندما تدهورت الأوضاع،وتميّزت آلية عمل داعش بقوة التكتيك وخلق نمط جديد من نوعه في مفهوم الإرهاب الدولي وتعد أشد خطورة من باقي التنظيمات التي مرّت على التاريخ، ليتضح جليا أنّها صناعة غربية صهيونية لتحقيق مساعيها لاحتلال المنطقة، وهو جيش يحتوي على مقاتلين من مختلف الجنسيّات الخليجية والعربية والآسيوية والأوروبيّة كذلك وفق ما جاءت به الإحصائيات المراقبة لها، كذلك استطاعت أن تستقطب ضباطًا وخبراء عسكريين منشقين من الجيش العراقي والسوري وتجنيدها لخبراء فنيين وظيفتهم رسم الخطط المتعلقة بوسائل الإعلام الحديث لتصدير منهجها وعملياتها الإجرامية، وذلك بات واضحًا من خلال طريقة تصويرها للضحايا وعملياتها الميدانية وبراعة التصوير.

داعش لم تكتف ببث سمومها وانتهاكها لقتل الأبرياء، فهي باتت تهدد مستقبل الاقتصاد حول العالم في ظل استيلائها على كميّة كبيرة من المخزون النفطي في العراق وسوريا وبيعه في السوق السوداء وبأرخص من سعره العالمي وربما للدول المتنفذة منها، مما سيؤدي لكوارث فادحة مستقبلا وستغرق الجميع بمن فيهم دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة بشكل عام، والغريب ما في الأمر كيف يخرج ذلك النفط من العراق وسوريا لتصديرة للخارج؟ لا بد من وجود دول مجاورة حدودية لها تلعب دورا فعالا في ذلك وعليه فهي مشتركة في اللعبة، فهنالك عدة دول مستفيدة حتى الآن من الثروات النفطية التي تستحوذ عليها "داعش" .

آن الأوان لهذا العالم الراكد بأن يتحرك فإذا لم تكن هنالك مواجهة حقيقية للقضاء على هذه النبتة فسيكون الجميع مستهدفا ولن ينجو أحد من شرورها.

تعليق عبر الفيس بوك