المقبالية: رمضان زاد يغذي الروح ومنهل يروي ظمأ النفوس للخير والطاعات

أكدت أنّه موسم لتعميق الصلات الإيمانية مع الخالق

الرؤية-مالك بن أحمد الهدابي

أكدت الباحثة العمانية أرياف المقبالية أنّرمضان كالماء الذي يحيي أرواحنا، والنّبع الذي يروي ظمأنا، وفيه الزّاد الذي يغذي أجسادنا، والحلي التي تُزيّن إنسانيتنا، فأنت يا رمضان نور يخترق أبداننا. للخير أنت يارمضان عطاء دمت تروينا، ولنفحاتك عبيرٌبالطاعات تسقينا.

وقالت: إن لرمضان سبلا تتحد للسير نحو سبيل واحد، وأنّ لهذه الطّرق إرشادات تحتوي على نور تبصّر به القلوب، وسراج تتألق به الدّروب،وتزيل الغشاوة عن العينين، وتزيح الوقر من الأذنين، وتصون بها اللّسان، ويسلم منها الإنسان: فقيام اللّيل إحدى تلك الوسائل التي تريح قلب العبد لربه، وتجعله يعتصم بحبل خالقه "واعتصموا بحبل الله جميعًا" آل عمران : 103، ويرغد في عيشٍ هنيء حتى آخرته، فينبغي القنوت في قيام اللّيل، بالعزيمة والأمل،والانطلاق بالجد في العمل "قم اللّيل إلّا قليلًا * نّصفه أو انقص منه قليلًا * أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلًا " المزمل : (2-4). أمّا عن الإكثار من ذكر الله فهذا ما قاله تعالى في كتابه : "واذكروا الله كثيرًا لّعلّكم تفلحون" الجمعة:10 ؛ لأنّ الذكر الكثير يولد الطمأنينة في قلب البشر، وراحة البال من الضّجر.

وأضافت:وأمّا من بدأ عمله بنيةٍ خالصةٍ لله سبحانه، نال مرضاته، وفاز بجناته، فقد قال المصطفى -صلى الله عليه وسلم- : "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى"، فعليك أن تسارع بالنية لكل عمل تود العمل به،وتكون نيتك نقية صافية للخير دومًا ساعية.وأيضا للصدقات جانب مهم، وسبب رئيسيللمسلم في رمضان "إن تبدوا الصّدقات فنعمّا هي" البقرة : 271، فالثواب ينهمر من ورائه، والخير منه سبحانه، والبركات لا تنقطع عن عطائه، فالزم الصّدقات فهي سبيل للسعادة، وتمنع النّفس من الشح والبخل، وتكسب الإنسان الخير إلى ساعة الأجل.

"وسبّحوه بكرةً وأصيلًا" الأحزاب:42، ومن هنا نستدل بأهمية التّسبيح وقت البكرة وهو قبل شروق الشّمس إلى وقت الأصيل وهو قبل غروب الشّمس، فالله سبحانه أقسم بهاذين الوقتين؛ لأهميتهما في حياة الإنسان، ولأنّ استغلالهما يمنح العبد طوقا غيبيا نورانيا يحميه من صدمات البشر وسحرهم وخبائثهم، فعليك بالالتزام واستغلال مثل هذه الأوقات المباركة؛ لتنال الحماية الرّبانية "واذكر اسم ربّك بكرةً وأصيلًا" الإنسان25. ولو نجتمع مع أهلنا في حلقاتٍللذكر في البكرة والأصيل لحصلت المودة التي وهي سر الحب والرّاحة النّفسية لمن يجتمع في هذه الحلقات، وكما قال تعالى: "والباقيات الصّالحات خيرٌ عند ربّك ثوابًا وخيرٌ أملًا" الكهف:46 . وهنا المقصود بالباقيات الصّالحات مثل: حلقات الذكر، وكل ما يبقى ويكون سببًا في دخولك الجنة.

"إنّ الله وملائكتهيصّلون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا" الأحزاب:56،

وأضافت: اجعل رمضانك ممتلئا بالصلاة المكثفة على الحبيب المصطفى؛ حتى تتنزل عليك رحمات تلو رحمات من عنده سبحانه، ويصبح عملك ميسرًا وقلبك مطمئناً، وبنبيه متعلقاً. " قل ادعوا الله أو ادعوا الرّحمن أيًّا مّا تدعوا فله الأسماء الحسنى" الإسراء: 110، هنا تكمن أهمية الدّعاء له سبحانه وتعالى، وذلك في أنّ الدعاء صلةٌ بين العبد وربه، وطريق لتفريج الهم والغم، ولأن الله تعالى هو الغني وعنده ملكوت السموات والأرض " فسبحان الذي بيده ملكوت كلّ شيءٍ وإليه ترجعون" يس: 83،ونحن الفقراء إليه "يا أيّها النّاس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنيّ الحميد" فاطر: 15ونتضرع بالدعاء الخالص له "ادعوا ربّكم تضرّعًا وخفيةً إنّه لا يحبّ المعتدين" الأعراف : 55 .

"فسبّح بحمد ربّك واستغفره إنّه كان توّابًا" النصر : 3،وأكدت أن كثرة الاستغفار هي الطّريق المؤدي إلى الخيرات،وعود لسانك على الاستغفار دائماً ؛لتسير نحو الخير مطمئناً "فقلت استغفروا ربّكم إنّه كان غفارًا" نوح : 10، وبالاستغفار تنهمر البركات، وتتابع الحسنات، وتكفر السيئات، وتكثر الأرزاق، من المعطي الخلاق " يرسل السّماء عليكم مدرارًا * ويمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لّكم جنّاتٍ ويجعل لّكم أنهارًا" نوح: (11-12).

واردفت:كذلك عليك بتلاوة القرءان في شهر الخير ؛ لتزيد إيماناً وصلة بالله الواحد الأحد، وعليك بوضع جدول تختم من خلاله القرآن أكثر من مرة في هذا الشهر، فيتضاعف الأجر منهمرا كالنهر، ويبدل الله السّيئات حسنات بقدرته جلّ وعلا، قال تعالى: " إنّ الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذّاكرين" هود: 114.

وهناك الكثير من الأشياء التي لوحاولنا ذكرها لما استطعنا أن نحصيها ؛ لأنّ أبواب الخير كثيرة، وسبلها وفيرة، فابحث دائماًعن مثل هذه الطرق، وكثّر منها في هذا الشّهر العظيم،ونسأل الله لنا وإيّاكم الزّهد والتّقوى، وعمل الخيرات، والاعتصام بحبل الخالق "واعتصموا بحبل الله جميعًا" آل عمران : 103.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة