د
إستراتيجية المكاشفة
سالم بن سعيد البوسعيدي
حينما يمتنع الإنسان في هذا الشهر الكريم عن الطعام والشراب، وبقية الشهوات التي يلتصق بها يومياً، فإنّه يكون قد تخلص من تلك الانجذابات الأرضية، مما يعطيه فرصة للانتباه نحو ذاته ونفسه وتأتي تلك الأجواء الروحية التي تحث عليها التعاليم الإسلامية، لتحسّن من فرص الاستفادة من هذا الشهر الكريم، وتزيد من مناعته ضد إعصار الهوى
فصلاة الليل مثلاً فرصة حقيقية للخلوة مع اللَّه، ولا ينبغي للمؤمن أن يفوت ساعات الليل في النوم، أو الارتباطات الاجتماعية، ويحرم نفسه من نصف ساعة ينفرد فيها مع ربه، بعد انتصاف الليل، وهو بداية وقت هذه الصلاة المستحبة العظيمة، قال عز وجل: {وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}.
وقراءة القرآن الكريم التي ورد الحث عليها في هذا الشهر المبارك، فهو شهر القرآن يقول تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القرآن}) هذه القراءة إنما تخدم توجه الإنسان للانفتاح على ذاته، ومكاشفتها وتلمس ثغراتها وأخطائها، لكن ذلك مشروط بالتدبر في تلاوة القرآن، والاهتمام بفهم معانيه، والنظر في مدى الالتزام بأوامر القرآن ونواهيه.
وإذا ما قرأ الإنسان آية من الذكر الحكيم، فينبغي أن يقف متسائلاً عن موقعه مما تقوله تلك الآية، ليفسح لها المجال للتأثير في قلبه، وللتغيير في سلوكه، ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، قيل: يا رسول اللَّه فما جلاؤها؟
قال: تلاوة القرآن وذكر الموت)).
والأدعية المأثورة في شهر رمضان، كلها كنوز تربوية روحية، تبعث في الإنسان روح الجرأة على مصارحة ذاته، ومكاشفة نفسه، وتشحذ همته وإرادته، للتغير والتطوير والتوبة عن الذنوب والأخطاء. كما تؤكد في نفسه عظمة الخالق وخطورة المصير، وتجعله أمام حقائق وجوده وواقعه دون حجاب.
لكن:ماذا لو كان الإعصار أقوى منك
فألقى بك من السفينة إلى البحر
إن حدث هذا، فخذ مني بعض الأطواق للنجاة
Pإذا تهت عن الطريق فابدأ من جديد: فأول طوق من أطواق النجاة أنْ إذا تهت عد من جديد، تب وابدأ من البداية .
Pجدد التعظيم ولا تغفل عن الهدف: أن يعظم الله ويجل في قلبك، ولا تغفل عن الهدف الذي حددناه في البداية وهو طلب رضا الله .
Pانظر إلى النجوم والعلامات: استفد ممن سبقوك في الطريق، إياك أن تتكبر أو أن تكون مغرورًا, لا تقل:"لا أمشي وراء أحد"، ولا تقل: "أعرف كل شيء".
Pلا تنشغل بغير الطريق: أنت في عرض البحر، فابذل طاقتك فقط في السباحة بتحديد الهدف للوصول، فلا تنشغل بغير الطريق. انجُ بنفسك أولاً.
استراتيجية المكاشفة
حدث نفسك هل أنت راض عن حجم أعمالك في الرمضانات السابقة
ما الألم النفسي الذي سببه لي عدم استغلال رمضان جيدا
لماذا لا أتفاداه الآن (ادفع نفسك للإستياء)
قيم نفسك كل أسبوع:أين أنت من هدفك
ضع ورقة متابعة أسبوعية، انجازاتك في حفظ القرآن/التواصل/ العبادة
salem2226@gmail.com