مظلات الانتظار

سَيْف المعمري

مظلات الانتظار على الطرق الرئيسية بجميع محافظات السلطنة بحاجة إلى إعادة نظر؛ فمعظم محطات الانتظار على طرقنا تفتقر للمظهر الجمالي، علاوة عن الخدمات الضرورية كثلاجة ماء شرب ودورة مياه. ورغم أنَّ فكرة مظلات أو محطات الانتظار ليست جديدة، إلا أنها لم تشهد تطويرا ملحوظا يستحق الإشادة. ولو رجعنا لفكرة إنشاء المظلات؛ فهي كانت ضمن المبادرات والمشاريع التي تقام في شهر البلديات، وتتنافس فيها الولايات في إظهار مشاريع الخدمة المجتمعية.

وما بقي من تلك المظلات لا يزال بنفس المظهر والإمكانيات التي نشأت عليها، بينما الكثير منها اختفى مع التوسع في إنشاء الطرق وازدواجيتها، بل إنَّ الكثيرَ من تلك المحطات التي تُوجد على مخارج ومداخل الولاية لم تعد لانتظار الركاب، بل أصبح بمثابة مجلس وغرفة نوم لسائقي سيارات الأجرة؛ حيث يتناوبون الجلوس والسهر والنوم في تلك المظلات، بينما الركاب ينتظرون في الشمس الحارقة في الصيف، وفي شدة البرد في الشتاء، وفي الأجواء المغبرة والرياح وعند نزول الأمطار، علاوة على أنَّ جميع المظلات بطرقانا ليست بتلك المساحة التي تستوعب أكثر من 10 إلى 15 شخصا كحد أقصى.

وظهرت مؤخرا بعض المظلات بأشكال جمالية جديدة تضفي على طرقنا بُعدا جماليا رائعا إلا أنها في الجانب الآخر لا تلبي الغاية النبيلة من أنشائها وهي اتقاء الركاب من حرارة الصيف وبرودة الشتاء، وكذلك ضيق مساحتها ولا توجد بها ثلاجة ماء أو دورات مياه.

كما أنَّ بعض البلديات بولايات السلطنة أنشأت دورات مياه وثلاجة ماء شرب بجوار بعض المظلات في الولايات، إلا أنَّها تعاني من مشكلة أخرى وهي عدم النظافة والصيانة الدورية، وفي أحيان كثيرة لا توجد فيها مياه لا لدورات مياه ولا للشرب.

ورغم أن الخدمات العامة هي من ضمن اختصاصات وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه وبلدياتها في المحافظات والولايات، إضافة إلى بلدية مسقط في محافظة مسقط وبلدية ظفار في محافظة ظفار وبلدية صحار في مدينة صحار، إلا أنَّنا لا نرى ما يبعث على الطمأنينة في الاهتمام بتلك المرافق الحيوية، والتي لها أهمية بالغة للمواطنين والمقيمين والزائرين للسلطنة؛ فلا يقتصر دورها على انتظار الركاب، بل في أحيان كثيرة يحتاجها السائق الذي يقطع المسافات الطويلة للاستراحة والتوقف لدورات المياه أو ليتظلل بها في حالة تعطل سيارته، خاصة في الطرق ذات المسافات الطويلة بالسلطنة كطريق أدم-ثمريت، وطريق حفيت-عبري-مسقط...وغيرها من الطرق.

وفي الكثير من الدول، يتم إنشاء المظلات ومحطات الانتظار بمظهر يليق والنمو الحضاري لتك الدول، بل يتم إنشاء تلك المظلات وتهيئتها بأجهزة التكييف والتدفئة، بل إنَّ بعضها تعدَّى تهيئها بالبيئة الفيزيقية إلى توفير خدمات أخرى كمنافذ لشحن الهواتف النقالة، ومكتبة بها كتب وصحف ومجالات يستثمر فيها الركاب وقت الانتظار. وفي الجانب الآخر، يُستفاد من تلك المظلات لنشر الملصقات الإعلانية والترويج للكثير من الشركات وبطبيعة الحال تستفيد الجهات من وارد تلك الإعلانات للتطوير والصيانة الدورية والاهتمام بالنظافة لتلك المظلات.

فلماذا لا يتم إعادة النظر في مظلات الانتظار في طرقنا ومدننا؟ ولِمَ لا يُستفاد من تلك المظلات في نقل الصورة الحضارية للمجتمع العُماني، وبما يعكس مستوى النمو الثقافي والمعرفي للمجتمع؟ ولماذا لا تتبنى المجالس البلدية -بالتعاون مع الجهات المعنية- فكرة تطوير مظلات الانتظار بالولايات؟

saif5900@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك