وقفات 12

بدر العبري-

يقول الله تعالى: "أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ".

إنَّ الله تعالى رحيمٌ بنا، لا يريد أن يكلفنا مالا نطيق، ورمضان هدية ربانية من قبل الله سبحانه وتعالى، تحمل في طياتها الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، والفوز بالجنان.

قبل فترة بسيطة أعلن هلال شهر رمضان، وما هي إلا أيام بسيطة ونودع العشر الأولى، وبعدها ينتصف الشهر، وهكذا يمضي بسرعة فلا نشعر إلا وقد جاء العيد، وفارقنا الشهر العظيم، فهي أيام معدودة، تنقضي بسرعة، فالكيس منا من استعد لها واجتهد، وسابق فيها وشمر، لينال فضل الشهر العظيم، قال تعالى: "وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا".

ومن رحمة الله تعالى علينا أنّ الله خفف عنا في أحكام صيام الشهر، فالمريض منا مرضا شديدا، لا يستطيع به الصيام، فلا بأس أن يفطر ويقضي بعد رمضان، أما إذا كان المرض مزمنا لا يرجئ شفاؤه وبرؤه في المستقبل، فليطعم عن كل يوم مسكينا، لكل مسكين نصف صاع، أي كيلو وخمس وعشرين جراما تقريبا، من بر أو أرز أو شعير ونحوه من طعام أهل البلد.

والذي يريد السفر، ويرغب الفطر فيه خشية المشقة، فلا بأس أن يفطر، رخصة من قبل الله تعالى، ويقضي بعد رمضان، "فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ".

والذي يشق عليه الصيام لكبر سنه، أو لضعف جسمه ، فهو لا يتحمل، فهذا لا بأس أن يفطر مع الفدية أي الإطعام كما ذكرنا قبل قليل، قال تعالى: "وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ".

وقاس العلماء على هذا المرضع إذا خافت على رضيعها، والحامل إذا خشت تأثر جنينها من الصيام، فتفطران على أن تقضيا بعد رمضان، ولا فدية عليهما على الصحيح، قال تعالى: "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ".

والصيام فيه منافع كثيرة، دنيوية وأخروية، لا يعلمها ولا يحصيها إلا الله سبحانه وتعالى، وصدق الله: "وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ".

تعليق عبر الفيس بوك