خليل الخنجي في "قبل السحور": مائدة إفطار الأجانب بمطرح موروث قديم يتواصل حتى اليوم

 الرُّؤية - مُحمَّد الصبحي

حلَّ خليل الخنجي رئيس مجلس إدارة مجموعة الخنجي، ضيفا على برنامج "قبل السحور"، مع المذيع موسى الفرعي والمذيعة إبتهال الزدجالية، والبرنامج من إخراج سعيد موسى، ويُذاع في 11 مساء، ويمتد حتى الواحدة صباحا على إذاعة الوصال.

واستهلَّ الخنجي حديثه في البرنامج عن بداياته، وقال: إنَّ من الذكريات أنه درس في المدارس السعيدية في مطرح ومسقط.. مشيرا إلى أنَّه يُعدُّ من المحظوظين الذين تمكَّنوا من الدراسة في تلك المدرستين. وأضاف بأنه كان يعمل مع أبيه وجده في أسواق مطرح والميناء، الذي كان يعد في تلك الحقبة التاريخية من أهم الموانئ في السلطنة والمنطقة. وتابع بأنَّ بعض العادات والتقاليد التي كان في السابق وتعلمها من أبيه وجده، لا تزال قائمة إلى الآن، ومنها استضافة أفراد المجتمع والمسافرين من مختلف الجاليات والدول -والذين يأتون عن طريق البحر في شهر رمضان المبارك- على وجبة الفطور.. مشيرا إلى أنَّ هذه العادة توارثها من أجداده، ولا تزال إلى الآن في بيت أبيه الذي يعود إلى 90 عاما منذ إنشائه.. مشيرا إلى أنَّ الحضور لا يزال مستمرا فيما تختلف الوجوه والموائد المقدمة. وقال إن هذه العادة تمثل له "استراحة محارب" وعملا شاقًّا في الوقت ذاته، ومحافظة على التراث لما لها من قيمة تاريخية وأسرية وقصة وفاء جميلة.

وفي حديثه عن التجارة، قال إنَّه أراد التوسع بالتجارة ليشمل فروعًا عديدة في مختلف محافظات السلطنة؛ الأمر الذي منعه جده من القيام به؛ وذلك لوجود عملاء لدى شركتهم، وأنه لا داعي لمزاحمتهم في أعمالهم، وكانت الروبية والقرش الفرنسي من العملات المتداولة في تلك الفترة ليأتي بعدها الريال السعيدي.

وتحدَّث الخنجي عن أهم وأبرز ما يميز المجلس الذي تقام فيه تلك العادات؛ وأبرزها: صورة لطائرة صاحب الجلالة التي حطَّت في مسقط بعد قدومها من صلالة؛ حيث كان أبوه وجده من المدعويين لاستقبال جلالته؛ وبالتالي تمثل هذه الصورة لمحة تاريخية تعتز بها أسرة الخنجي كثيرا.

وبالاتنقال إلى الدراسة، والتي تنقل فيها في المدارس السعيدية بمسقط ومطرح في المرحلة الابتدائية؛ لينتقل بعدها إلى مدرسة جابر بن زيد والذي كان ضمن دفعتها الأولى، قال الخنجي: إنَّ ما تتمتع به هذه المدرسة من إمكانات كبيرة أمر بالغ الأهمية، إضافة الى إخضاع الطلاب للانضباط الإجباري، والذي تفتقر إليه الكثير من مدارس السلطنة. وتابع بأنه بعد الانتهاء من مرحلة الدراسة داخل السلطنة، انتقل إلى الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية في تخصص الإدارة الصناعية ليعود في العام 1986 إلى مسقط، ويستأنف العمل مع والده.

وعند سؤاله عن سبب توجُّهه للدراسة في وقت كانت تكفي فيه الشهادات الإعدادية للحصول على عمل وبمدخول جيد، قال إنَّ النخبة التي درست في تلك الفترة تمكن صاحب الجلالة من الاعتماد عليها لاحقا في أمور إدارية تخص الدولة.

وعن الهوايات، تحدَّث الخنجي عن عشقه للكرة الطائرة وممارسته لكرة القدم في الغربة مع أبناء وطنه المغتربين للدراسة هناك.

وبالعودة إلى التحديات التي تواجهها عُمان في الجانب الاقتصادي، أشار الخنجي إلى أنَّ أهم تحدي هو تشغيل القوى العاملة والعمل على سياسة التعمين.. مشيرا إلى أنَّ الأمر ليس بالسهل كما أن التحدي كبير، خصوصا في الفترة الحالية، وما تواجهه السلطنة من انخفاض لأسعار النفط. وتابع بأن السلطنة في حاجة ماسة إلى تنشيط الاقتصاد بشكل كامل وتسهيل وتحرير القوانين في مجال الاستثمار، كما أنَّ القوى العاملة الوطنية تحتاج إلى تعليم وتدريب صحيح. وأوضح أنَّ شباب اليوم يحتاج إلى التعليم والتثقيف ليكون قادرا على تحمل مسؤولية البلاد، وهذه المهمة التي يجب أن تنتبه إليها الدولة لما لها من أهمية في بناء الوطن. واختتم الخنجي حديثه بدعوة الشباب إلى العمل الجاد والحرص على تعلم كل ما هو جديد، كل في مجال عمله، والمساهمة في مسيرة النهضة المباركة.

ويُشار إلى أنَّ برنامج "قبل السحور" تجربة إذاعية جديدة، فيما يتم عرض الحلقة مصورة على موقع "يوتيوب"؛ مما يتيح للمستمع رؤية ومشاهدة كواليس التسجيل الإذاعي.

تعليق عبر الفيس بوك