كيس في الطريق

أحمد الرحبي

بعض الفاشلين والكسالى يتسلحون بالساعات كمناظير مقربة، لرصد الزمن من باب الفرجة على ملامح كائن جوارسي سحيق، ينداح من جانبهم.

***

* تعددت العناوين والمتاهة واحدة.

* الفرح دائمًا حفل من نوع الدعوة عامة.

* حاجة الدواء إليه في حينه.

* القطط عالة ألفتها.

***

أقصى درجات الامتنان من قبل المفلس ناحية فكرة أعجبته، هو تقليدها في نسخة رديئة لا تثير الإعجاب لدى أحد، سوى إعجابه بنفسه وقد حاز نسخته المقلدة منها.

***

أول اكتشاف سجلناه على ضوء النار الأولى هي ظلالنا، فكم تضاعف عددنا حينها وأصبحنا جيشا يهزم الخوف في قلوبنا.. فلم نعد وحيدين بعدها أبدًا.

***

لا تستطيع أن ترسم زهرة في الظلام، بينما مجرد قطعة فحم تستحيل في الضوء إلى جدارية كبيرة لحقل واسع من الزهور.

***

لو تمعنا جيدًا نجد أن الخرائط وكل الأطالس في الحقيقة قد رسمت بدافع من خطوات جريئة قادت أصحابها بكل شجاعة وإصرار إلى اكتشاف عوالم جديدة.

***

* الأمل حبل اليائسين دائمًا.

* الإرادة رصيد دائما ما يصرف عند الحاجة الملحة إليه.

* الكمال تمثال معرض للكسر.

* العفة تشبه منديلا أبيض ناصع البياض قبل أن نتمخط فيه بثانيتين.

* في الحرب لكل رصاصة جندي.

* إن الاتفاق الوحيد بين عدوين لدودين هو الخيار الحتمي للحرب بينهما.

***

نظر الحمار المتعب والمنهك من الكدح والعمل في النهار القائظ إلى ظله ملتمساً منه أن يتبادلا الأدوار بينهما بعض الوقت، وقبل أن يسمع نتيجة الجواب على سؤاله، فمماحكة للحمار المسكين برزت غيمة في صدر السماء ومحت الظل فجأة.

***

تعود المشقة والمعاناة التي يعاني منها الحمار في حياته، منذ الزمن الغابر إلى غبائه، وذلك منذ اليوم الذي التهم الحمار فيه الغيمة، على أنها في نظره القاصر الغبي، كومة قش.

***

إن التهويمات الشاعرية والرومانسية التي يوحي بها غروب الشمس في مخيلتنا، تعتبر ترفًا لا حاجة له بالنسبة للحمار الذي ينتظر غروب الشمس بفارغ الصبر ليعفى من تعبه ومشقته تحت الشمس.

***

يسألني أنا ابن الصحراء ما هي الغابة؟ أجبته بأنّها، ذلك الهيكل الخشبي العملاق المورق دائماً، المشجر في سعار رهيب من الخضرة المتوحشة.

***

تقعره وحرصه على انتقاء الكلمات ذلك الصديق كفيل بإقناعك بفرضية أن هناك مثلا مرحلة تاريخية من نشاط القرصنة البحرية عاشها البحر الميت!.

***

كيس في الطريق

اللعبة المفضلة للريح

***

*التكرار في الشيء لعبة الطبيعة التي لا تمل.

*الحطاب يعتبر سادن النار.. هل بالأساس كان مجوسيا هذا الحطاب؟.

*في خلد كل قطرة ماء ذكرى لحادثة غرق.

*مازلت أحارب اليأس بفأس، يقول الحطاب.

*نكرر أخطاءنا وأخطاؤنا تكررنا.

***

يجب أن نستمد الإلهام دائما من عثراتنا بدلا من أن نعتبر أول عثرة تواجهنا في طريقنا نكسة لا تقوم لنا بعدها قائمة.

***

ليست هناك خطوة واحدة نخطوها في الحياة مضمونة بنسبة ذهبية مهما استوفت من التدبير والتخطيط، لذلك فإن كل خطوة تنم عن شيء من الجرأة والشجاعة التي يأتي مكافأة لها النجاح دائماً.

بقدر ما هي سهلة ممارسة العادات في سلوكنا هي مضرة دائما كسلوك قائم على التكرار العقيم والتقليد السقيم، فلا يمكن بناء شخصية واعية مستقلة أو مجتمع واع في ظل سيطرة العادات والتقاليد.

***

استطعنا من خلال اختراع الساعة أن نجعل الوقت يتمهل قليلا في مشيه لكي نراه رافعين قبعاتنا إشارة تحية لهذا الكائن الجوراسي الذي ينداح من حولنا.

***

يحاول الوقت من خلال الرنين والتكات الصادرة من بعض الساعات أن يستأذننا بالمضي دون أن نستوعب ذلك.

***

ليس الماضي سوى ساعة معطلة أما الحاضر فهو مجرد صدى لتكات صاخبة صادرة عن ساعة تتموضع بكل جدة في المستقبل.

***

التزامنا باقتناء أثمن الساعات السويسرية يطغى على التزامنا بالوقت الذي تتنفسه هذه الساعات على معاصمنا في كل تكة من تكاتها.

***

حنيننا إلى الماضي وتعلقنا به بلا شك هو واحد من الأسباب التي تحجب عنا تمثّل حقيقة قيمة الوقت، فالوقت لدينا معاد ومكرر دائمًا من نسخة جامدة تسكن في الزمن الماضي.

***

لا يمكننا الإقلاع إلى المستقبل في حين نزدري الوقت ونهينه بكل إهمالاتنا للقيمة التي يشكلها، فالوقت هو طاقة جبارة يتم تنفيذ كل عمل ناجح بواسطتها بأقل التكلفة، وكل تجارب الشعوب المتطورة في عصرنا الحديث هي في الحقيقة عبارة عن إعلان ثورة في الوقت أو بواسطته.

***

صناعة ساعة سويسرية ثمينة بكل المهارة والإتقان اليدوي الذي نفذت به هو في حد ذاته يعد احتراما وتقديرا للوقت.

***

في الوقت الذي نتنافس فيه على اقتناء الساعات ولبس أثمنها قيمة يبقى لكل منّا قراءته المختلفة للوقت.

***

من المفارقة المضحكة أنّ هناك شعوبا تؤمن بالوقت تمضي جل حياتها منهمكة في صنع ساعات تبذل فيها كل إتقانها ومهارتها لشعوب أخرى لا تقدر الوقت وحتى إنها لا تحترمه بالمرة.

***

قد تفقع أحد الاقتصاديين ضحكا عندما تحدثه بوعظية معتادة عن الأمانة فيما ذهنه مشغول بالائتمانات البنكية حينها.

***

لا يمكن هزيمة الأفكار أبدًا مهما تسلح أعداؤها بسلطة المنع والحجب والمصادرة، والتخويف والترهيب والترغيب، والبتر والقطع والقلع والقتل، وبالخوازيق والمشانق والحرائق... فسوف تظل الأفكار مشرقة دائما كشمس جديدة.

* * *

كل يفتش على نجمته الخاصة به في سماء الليل.. إنه مجرد تفسير لكثرة السهر.

***

كاد يورق التابوت وقد استبد به فرح العودة إلى الجذور في باطن الأرض.

***

قبل أن يكون فرنسيا أو إيطاليا أو.. أو.. كان الطاهي الأول في الطفولة المبكرة للبشرية على الأرض، هو النار.

***

هذه كمية مياه في صرة غيم أبيض هدية البحر إلى بستان معنونة المكان بدقة خطوط الطول وخطوط العرض.

***

*هناك قاض لاستعادة كل حق كما أن هناك لصا يسعى خلف كل حق لاستباحته.

*دائما التصفيق يمثل مكافأة غير عادلة لبعض الخطب الجوفاء.

*كل منا يهرب غريزيا من الخطر، لكن أغلبنا لا يميز من الوهلة الأولى ما إذا كان هروبه أمام الخطر أم خلفه.

*الذباب يعتبر من الحشرات الاجتماعية والأليفة رغم أنف وزارة الصحة.

*هل هناك أحذية للهروب وأحذية أخرى ننتعلها للإقدام؟

***

الزمن يمر عابرا حتى إنه لا يلقي التحية أو يخفض قبعته لكائن من يكون.. فهو عجول دائماً، حساؤه بارد وعصيره ساخن، أزهاره ذابلة.

***

جيناتنا هي ساعي البريد الذي يقطع حقب الزمن ببصمتنا الوراثية في تفانٍ لا ينقصه الإخلاص لمهمته، لكي يسلمها إلى آخر حفيد في السلالة البشرية.

تعليق عبر الفيس بوك