تباين أداء البورصات الخليجية الأسبوع الماضي.. و"السعودية" تتصدر الخاسرين مع ضعف النفط

أبوظبي- الأناضول

تباين خلال الأسبوع الماضي أداء البورصات الخليجية، مع استمرار ضعف أسعار النفط، فضلا عن تزايد المخاوف بشأن احتمالات تخلف اليونان عن سداد ديونها، فيما صعدت أسواق الإمارات وقطر والبحرين بفعل صعود قوي للأسهم القيادية.

وقال إيهاب رشاد، الرئيس التنفيذي لشركة مباشر للوساطة في الخدمات المالية إن "مثلت أزمة ديون اليونان عامل ضغط على أداء بعض الأسواق العربية في تعاملات الأسبوع الماضي". وأضاف رشاد، في اتصال هاتفي مع الأناضول، "كان هناك أيضا تقلب واضح في أسعار النفط ما بين الصعود والهبوط، وهو ما أثر كثيرا على معنويات المستثمرين وقراراتهم الاستثمارية". ويتعين على اليونان سداد ديون بقيمة 1.6 مليار يورو (1.79 مليار دولار) لصندوق النقد الدولي تستحق بحلول الثلاثاء المقبل في 30 يونيو الجاري، وفي حال عجزت عن السداد فقد تضطر الى الخروج من منطقة اليورو. وتعمل اليونان حاليا علي التوصل لاتفاق مع دائنيها، قبل نهاية الشهر الجاري، لكي يتم الإفراج عن حزمة مساعدات بقيمة 7.2 مليار يورو (8 مليار دولار) تمكنها من سداد ديونها. وأغلقت أسعار النفط في تعاملات أمس الجمعة مستقرة، وزادت العقود الآجلة لخام برنت تسليم 15 أغسطس، بنسبة 0.1% إلى 63.26 دولارا للبرميل، وارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم 15 أغسطس بنسبة 0.1% إلى 59.63 دولارا للبرميل. من جانب آخر، توقع رشاد أن تستمر البورصات العربية في أدائها المتباين خلال تعاملات الأسبوع القادم المقرر أن تبدا أولى تداولاته غدا الأحد، لكنه توقع تراجع السوق الكويتي مع تضرر معنويات المستثمرين بسبب العمليات الارهابية التي تعرضت لها البلاد الجمعة الماضية. واستهدف تفجير "انتحاري"، مسجد "الإمام الصادق"، بمنطقة الصوابر في العاصمة الكويتية، الكويت، أثناء صلاة الجمعة، وقالت وزارة الصحة إن عدد ضحايا هذا التفجير بلغ 27 قتيلاً، و227 جريحاً. وفي نفس الإطار، جاءت بورصة مصر على رأس الخاسرين مع تراجع مؤشرها بنسبة 1.98%، مستمرا فى هبوطه للأسبوع الخامس على التوالي، ليصل إلي 8406.17 نقطة، فيما خسر رأس المال السوقي للأسهم نحو 4 مليارات جنيه (526 مليون دولار)، وسط انخفاض ملحوظ في مستويات السيولة مع سعي المستثمرين والمؤسسات لتوفير سيولة تمكنهم من الاكتتاب في الطرح العام الأولي لإعمار مصر.

وكشفت المؤشرات النهائية لطرح "إعمار مصر"، المملوكة لشركة "إعمار" العقارية الإماراتية، 35.9 مرة بعد أن بلغ إجمالي كميات أوامر الشراء المسجلة نحو 3.23 مليار سهم. وطرحت "إعمار مصر" نحو 600 مليون سهم من أسهمها في البورصة المصرية على شريحتين للأفراد والمؤسسات، وحددت سعر طرحها الأولي عند 3.8 جنيه للسهم لجمع ما يصل إلى 2.280 مليار جنيه (298.8 مليون دولار)، وتوقعت بدء التداول على أسهمها في السوق في الثاني من يوليو/تموز القادم.

وهبطت بورصة السعودية، وهي الأكبر في العالم العربي، بنسبة 1.45% إلى 9367.29 نقطة بعدما تضررت معنويات المستثمرين من تباطؤ التدفقات النقدية الأجنبية منذ فتح السوق أمام الاستثمارات الأجنبية منتصف الشهر الجاري. وشهد السوق السعودي الأسبوع الماضي إدراج وبدء التداول على أسهم "السعودية للخدمات الأرضية"، التابعة للناقلة الوطنية الخطوط الجوية السعودية، الذى صعد بالنسبة القصوى البالغة 10% نحو 55 ريالا. وكانت الشركة "السعودية للخدمات الأرضية" قد طرحت 56.4 مليون سهم للاكتتاب العام تمثل 30% من أسهم الشركة بسعر 50 ريالا للسهم، خصص منها 60% للمؤسسات المالية المكتتبة و40% للأفراد السعوديين، وبلغت نسبة التغطية النهائية لاكتتاب الأفراد نحو 339%، ووصل العدد النهائي للمكتتبين الأفراد 1.86 مليون مكتتب، بمبالغ محصلة بلغت قيمتها 3.8 مليار ريال (1.01 مليار دولار).

وتراجعت بورصة الكويت وخسر رأسمالها السوقي نحو 150 مليون دينار (495.7 مليون دولار)، وهبط المؤشر السعري بنسبة 0.41% إلى 6211.73 نقطة مع تعرض أسهمه الصغيرة إلى عمليات بيعيه بهدف جني الارباح. وفى نفس الاتجاه، هبطت بورصة الاردن بنسبة 1.01% إلى 2131.51 نقطة، بورصة مسقط بنسبة 0.21% إلى 6441.95 نقطة.

في المقابل، صعدت بورصة أبوظبي بنسبة 4.13%، وهي أكبر وتيرة صعود أسبوعية منذ قرابة عام، لتصل إلى 4760.76 نقطة محققة أعلي مستوياتها في 7 أشهر، وجاء الارتفاع بدعم رئيسي من سماح حكومة الإمارات بتملك أسهم "اتصالات" من قبل الاجانب. وارتفع سهم "اتصالات" علي مدار جلسات الأسبوع الماضي بنحو 20.7%، ليقود صعود مؤشر قطاع الاتصالات بنسبة 21% .

وقالت مؤسسة الإمارات للاتصالات، في بيان صحفي الأحد الماضي، إن الحكومة قررت رفع القيد عن تملك أسهمها من قبل المؤسسات المحلية والأجنبية والأفراد من غير المواطنين، على أن لا تزيد نسبة تملك الأجانب عن 20%. وصعدت بورصة دبي المجاورة لكن بوتيرة أقل بلغت 2.04%، وهي أكبر مكاسب أسبوعية منذ شهرين، لتصل إلى 4760.76 نقطة مدعومة بعمليات شراء قوية للأجانب على الأسهم القيادية.

ووفقا لبيانات سوق دبي المالي، قفزت قيمة مشتريات الأجانب من الأسهم خلال الأسبوع إلى 3.26 مليار درهم (887.7 مليون دولار). وجاء صعود سوق دبي وسط نمو ملحوظ في قيم التداولات لتصل إلى 6.94 مليار درهم (1.9 مليار دولار)، واستحوذ سهم "إملاك" للتمويل على نحو 50% من سيولة السوق بعد ان بلغت قيم التداول على السهم نحو 3.46 مليار درهم (942 مليون دولار)، ليغلق مرتفعا بنسبة 33%.

وارتفعت بورصة قطر بنسبة 1.98%، مواصلا صعوده للأسبوع الثاني على التوالي، ليصل إلى 12133.23 نقطة مع تلقيها دعما قويا من الأسهم القيادية في قطاعات العقارات والصناعة والبنوك.

تعليق عبر الفيس بوك