كيف نستفيد من رمضان!

سيف المعمري

رمضان شهر الخير والبركات، وهو موسم يتنافس فيه المتنافسون لكسب الأجر والمغفرة والعتق من النار. وعلى المؤمن أن يستفيد من الدروس التي يتعلمها من مدرسة رمضان وأن يكون محطة للانطلاق نحو الأفضل دائما.

ما أُريد أن أتناوله في هذا المقال هو كيف يمكن أن نستفيد من رمضان لتطوير روتين حياتنا اليومي طوال أيام العام، وفي مختلف المواقع والاهتمامات؛ فمثلا انضباط المؤمن في صيامه للشهر منذ طلوع الفجر وحتى مغرب الشمس يُعلمنا أهمية استثمار الوقت وقيمته وضرورة التقيد فيه زمنيا وسلوكيا؛ وبالتالي ما أحوجنا لهذا الانضباط في الوظيفة وفي أهمية استثمار ساعات العمل بمختلف المؤسسات والحرص على الإنتاجية والتنافس بين الموظفين بعضهم البعض؛ من أجل تجويد العمل وخدمة المجتمع والوطن.

وفي رمضان، نرى أناسًا في المساجد يتنافسون في أداء الصلوات وقراءة القرآن والجلوس بالساعات قبل وأثناء وبعد الصلوات المفروضة، وحضور حلقات الذكر، وهذا الدرس الرمضاني يُمكن أن نستفيد منه في عدم انشغال الإنسان بالدنيا، والموازنة بين أوقات العبادة والعمل، وألا تكون أيام العام حجة لترك الفضائل والأعمال الصالحة والمواظبة على أداء الصلوات في أوقاتها في المسجد، والذي يُمثل مؤسسة تربوية واجتماعية ومنبرًا للتواصل بين أبناء المجتمع؛ وبالتالي يمثل هذا التآلف المجتمعي مناخا للتكافل والتآزر.

وما نراه في رمضان من تنافس أبناء المجتمع العُماني في تفطير الصائم وتقديم المبادرات في تنصيب خيام إفطار الصائم ودعمها، كلها فضائل تضاعف بها الدرجات وهي تمثل واجهة رائعة لأبناء المجتمع العُماني في التكافل الاجتماعي وحب الخير والتسابق فيه، ويمكن أن يستفاد من هذا الدرس الرمضاني في استمرار هذه المبادرات الخيرية التي تسهم في إطعام الفقراء وإغنائهم عن السؤال ودعم المؤسسات الخيرية في السلطنة لتقوم برسالتها بكل ما تيسر للإنسان؛ وذلك لمزيد من النماء لهذا المجتمع.

وفي رمضان، تتنوع المائدة بكافة المأكولات والمشروبات، وعلى الإنسان أن يقدر هذه النعمة العظيمة، ولا يسرف فيها، وأن يأكل منها ويشرب بقدر؛ وبالتالي يتذكر أن هناك أناسًا محرومين من تلك الملذات، ويمكن أن يستفاد من هذا الدرس الرمضاني في كيف يستطيع الإنسان ضبط عملية الشراء للمأكولات والمشروبات وعدم الاسراف والتبذير.

وفي رمضان كذلك، يستطيع الإنسان ترك السلوكيات السلبية والعادات الذميمة كالتدخين والكذب والنفاق والخيانة...ونحوها؛ فيتعلم الإنسان في رمضان حرمة هذا السلوكيات والعادات؛ وبالتالي يجب عليه أن يستفيد من مدرسة رمضان لتكون محطة لتغيير الذات وبداية مشرقة لعادات وفضائل حسنة في البيت وفي العمل وفي الشارع وبها يرتقي المجتمع.

تلك بعضٌ من الدروس الرمضانية التي على الإنسان أن يستفيد منها لتغيير مسارات حياته فالمجتمع العُماني كان ولا يزال وسيظل بإذن الله مجتمعا يسوده التراحم والتآلف والانسجام، وهو إرث حضاري فُطر عليه هذا المجتمع؛ لذا علينا أن نجعل من هذا الشهر موسما ملائما للأخلاق الفاضلة لتبقى عُمان -بفضل الله، وقيادتنا الحكيمة، وشعبنا الوفي- واحة للألفة والمحبة، وأن نساهم جميعا لتكون عُمان في المقدمة دائماً.

saif5900@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك