لا تهاون في أمننا المائي

علي بن بدر البوسعيدي

لم تقتصر قطوعات المياه الصيفية هذا العام على محافظة مسقط فقط بل طال لسانهاحتى وصل محافظات الباطنة، فانقطاعات المياه هذه المرة لمتستمر لسويعات محدودة فقط..!! بل امتدت أياما متواصلةالأمر الذي جعل ضعاف النفوس من أصحاب التناكر يحاولون الاصطياد في الماء العكر، وذلك باستغلال الناس عبر رفع الأسعار، حيث صارت قيمة تانكر المياه الصالحة للشرب تتراوح بي 25 إلى 30 ريالا، مما سبب قلقا شديدًا للمواطنين، ودفعهم بمطالبات لإيجاد حلول سريعة وناجزة.. لقد كشفت الزيارة الأخير التي قام بها عدد من المسؤولين الحكوميين وعلى رأسهممعالي الوزير المسؤول عن الشؤون المالية نائب رئيس مجلس الشؤون المالية وموارد الطاقة، لمحطة الغبرة الجديدة أنّ هناك بطءًا شاب عملية تنفيذ المشروع، وربما يكون لهذا البطء دور كبير في الأزمة، فالشركة المنفذة لم تفي ببنود عقدها من حيث التسليم، حيث نصت الاتفاقية الموقعة بين الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه وشركة مدينة مسقط للتحلية في فبراير 2013م، على أن يبدأ التشغيل التجاري للمشروع في أكتوبر 2014م، وقد تمّ الاتفاق على التسريع في تشغيل المحطة الجديدة قبل الوقت المحدد لها، وقد أكدت الشركة المنفذة أنّها سوف تبذل كافة الجهود للإسراع في إنهاء كافة الأعمال المتبقية والبدء في عملية إنتاج المياه مع بداية شهر يوليو القادم وصولاً إلى الإنتاج الكامل للمحطة والمقدرة بـ (٤٢) مليون جالون يوميًّا تدريجيًّا بحلول سبتمبر ٢٠١٥م، ولكن لا يجب أن يمر هذا التقصير مرور الكرام بل يجب محاسبة الشركة المنفذة للمشروع بالطرق القانونية والسبل التي تحفظ للوطن مقدراته ومكتسباته.

لقد حبانا الله في السلطنة بعدد من مصادر المياه كالأفلاج ومياه العيون والمياه الجوفية، وأعتقد أنّه في ظل هذا الضغط المتواصل والاستهلاك المتنامي على هذه المصادر بفعل التوسع السكاني والطفرة لابد من إيجاد مصدر آخر يوفر للبلاد حاجتها من المياه الصالحة للشرب،وتعد البحار التي تحيط بنا مصدرا كافيًا وحلا جذريًا للمشكلة، فقط الأمر يحتاج إلى التوجّه نحو إنشاء محطات تحلية ضخمة تسقي العباد والبلاد، وأن نجترح الحلول التي توفر لنا تحليّة رخيصة ونظيفة تجعل مياهنا تتدفق وتدفعنا نحو التوسع في الرقعة الزراعية وبالتالي تحقيق الأمن الغذائي للسلطنة.

أتساءل عن توصيات ندوة "استخدام المياه غير التقليديةفي المناطق الحضرية" والتي عقدت في مسقط العام الماضي فهي نادت باستخدام المصادر المائية غير التقليدية، والتوسّع في إنشاء سدود تخزينية صغيرة في المناطق الجبلية. وتحلية مياه البحر، واستخدام المياه غير التقليدية في تغذية الخَزانات الجَوفية.. يا تُرى متى سيتم تطبيق هذه التوصيات؟ وهل ستنعكس واقعًا عمليًا أم ستظل حبيسة أدراج المكاتب؟

تعليق عبر الفيس بوك