الهنائي يغوص في أعماق الاستزراع السمكي وينتج "البلطي النيلي".. ويعمل على إكثار 7 أصناف من أسماك الزينة

سطَّر الشاب خالد بن خميس الهنائي -من ولاية صحار- قصة نجاح من نوع خاص؛ حيث تمكَّن من توظيف طاقاته وإبداعاته والدعم المقدَّم له من وزارة الزراعة والثروة السمكية وصندوق التنمية الزراعية، وتنفيذ مشروعه الخاص، المتمثل في استزراع سمك البلطي، وإكثار 7 أصناف من أسماك الزينة لأول مرة في السلطنة.

وحثَّ الهنائي الشبابَ للحرص على امتلاك مشروعهم الخاص، وألا ييأسوا.. مشيرا إلى أنَّ مشاريع الاستزراع السمكي في السلطنة واعدة، لاسيما بعد الإقبال الكبير على سمك البلطي النيلي، فضلا عن إكثار أسماك الزينة. وقال الهنائي إنَّ وزارة الزراعة والثروة السمكية وكذلك صندوق التنمية الزراعية، كان لهما الفضل الكبير في نجاح المشروع، داعيا الشباب إلى السعي للحصول على الدعم من جهات الاختصاص، والتي تقدِّم شتى أنواع الدعم المدي والمهني والحرفي.

الرُّؤية - خالد الخوالدي

◄ في البداية، نودُّ تقديم نبذة عن مشروعك؟

- بداياتي كانت في العام 2014، عندما بدأت استلام الأسماك من قبل وزارة الزراعة والثروة السمكية؛ باعتبار أنَّ المزرعة هي واحدة من 10 مزارع تم اختيارها لمشروع الاستزراع السمكي، والمدعوم من قبل الوزارة بإشراف مركز الاستزراع السمكي، والمشروع معد بحيث ينتج أسماك البلطي والتي تعيش وتتكاثر في المياه العذبة وهي من أسماك المائدة ذات المذاق الجيد، والتجربة حققت النجاح ولاقت إقبالا كبيرا من المستهلكين، ووصلت الإنتاجية إلى 35 كيلو جراما كمرحلة أولى، وتعد هذه التجربة الأولى بالسلطنة وهي المرحلة الأولى لسلسلة من منافذ بيع الأسماك الحية التي سيتم تنفيذها تباعا.

◄ كيف كانت بدايات المشروع؟ وما هي الصعوبات التي واجهتك؟

- بدأ المشروع بدعم فني من وزارة الزراعة والثروة السمكية؛ الأمر الذي وفَّر لنا كل المعلومات المطلوبة لإنجاح المشروع؛ حيث تمَّ توفير الأدوات المطلوبة للمشروع، والدورات التدريبية اللازمة، والمتابعة المستمرة ولا توجد صعوبات تذكر.

ومن ثمَّ بدأنا بيع المنتج بشكل تدريجي في سوق الأسماك بصحار وبعض المحلات التجارية في الولاية، وقد لاقى إقبالا كبيرا، خصوصا وأنَّ السمك طازج ويُباع حيًّا تحت كل الظروف المناخية، بخلاف أسماك الصيد البحري التي عادة لا تتوافر طازجة أثناء رداءة الجو وصعوبة ركوب البحر.

◄ هل وضعت دراسة جدوى اقتصادية للمشروع قبل تنفيذه؟ وماذا عن خيارات تطوير العمل؟

- الاستزراع السمكي صناعة مهمة في السلطنة، وتساهم في رفع دخل المزارع، والمشروع معد لإنتاج 36 طن سنوياً بمعدل 3 طن شهريا، وقد بدأت في عرض الأسماك طازجة في سوق السمك بولاية صحار، وأيضا من خلال البيع المباشر في المزرعة، وقد قمت مؤخرا بإجراء تجارب ناجحة لإكثار سبعة أنواع من اسماك الزينة الشائعة وأنا بصدد تجربة أنواع جديد أخرى، والهدف من هذا هو توفير اسماك زينة مختلفة لسوق اسماك الزينة المحلي بأسماك تمت أقلمتها لتلاءم البيئة العمانية وهذا سيساهم في التقليل من استيراد اسماك الزينة من خارج السلطنة.

◄ كيف تولدت الفكرة؟ ومن ساعدك ووقف إلى جانبك لتحقيقها؟

- قبل دعم الوزارة بما يقارب الـ4 سنوات، كانت لدي أحواض تجريبية صغيرة تستوعب 1000 سمكة، وكنت أراقب مراحل نموها وما مدى جدوى هذا المشروع، وواجهنتي الكثير من الصعوبات؛ منها نفوق الأسماك وإصابتها بالأمراض علاوة على كيفية فرزها، وكنت أنتظر 9 أشهر لبيع الأسماك وأبدأ من جديد زراعة جديدة وتجربة جديدة، إلى أن تبنَّى صندوق التنمية الزراعية مشروعي، وبفضل الله نجح المشروع.

◄ وما هي الطاقة الإنتاجية للمشروع؟

- تبلغ الطاقة الإنتاجية للمزرعة حوالي 36 طنا من أسماك البلطي النيلي في العام، وقد بدأنا في بيع الأسماك حية عبر عرضها من خلال المحلات التجارية الكبيرة، وهي خطوة تعد جيدة؛ حيث توفر منتجا بجودة عالية للمستهلكين، ويتم تهيئة الأسماك قبل العرض للبيع عن طريق وضعها في حوض التهيئة لمدة 24 ساعة دون غذاء في ماء نظيف في المزرعة من أجل السماح للأسماك بهضم الغذاء والتخلص منه، وكذلك من أجل تنظيف أجسامها من أي عوالق قد تكون عالقة على جسمها، وتعد أسماك البلطي التي يتم تربيتها ذات قيمة غذائية عالية؛ حيث إنه يتم تغذيتها بعلف متوازن وبه نسب عالية من الدهون غير المشبعة والبروتين الذي هو من أصل سمكي.

◄ وكيف ترى إمكانية تطوير مشروعك؟

- من أجل تطوير المشروع السمكي، فقد جاءت فكرة العمل على إنتاج أسماك الزينة، حيث يعد هذا المشروع الأول من نوعه في السلطنة، إن لم يكن في دول الخليج كذلك، حيث يتم في الغالب استيراد سمك الزينة من شرق آسيا بشكل دوري ليباع في محلات الزينة، والمعروف أن الأسماك التي تستورد تكون معرضة للأمراض والنفوق في فترة قصيرة، وذلك لاختلاف البيئة عليها.

لكنَّ في مشروعي، فإن أسماك الزينة التي يتم إنتاجها في عمان، جيلا بعد الآخر، تتولد لديه القابلية للعيش في الأجواء العمانية، والتأقلم على طبيعة وبيئة الجو في عمان؛ وبالتالي تكون مناعته أقوى من المستورد، ولقد نجحنا في إكثار ما يقارب الـ7 أنواع من أسماك الزينة وبمعدل 4 ألوان من كل نوع؛ أي ما يعادل 24 لونا ونوعا، مما يجعلنا قادرين على المنافسة في السوق المحلي فور حصولنا على التصاريح اللازمة من الوزارة، على أن نطور عملنا لندخل الأسواق في الدول المجاورة.

وخطة الإنتاج في أسماك الزينة تتضمَّن إنتاج 10 آلاف من كل نوع، على أن يزيد هذا الرقم عند الحصول على طلبات خاصة من العملاء، وكذلك إدخال نوع واحد جديد شهريا من أجل توفير التنوع في الأسماك المعروضة، ومن حسن الحظ أننا لا نواجه منافسة حاليا لأن السوق المحلي بحاجة إلى هذا النوع من المشاريع لأنها مشاريع جديدة كلياً.

◄ اذكر لنا أنواع أسماك الزينة التي تقوم بإكثارها؟

- تم إكثار عدد من الأصناف؛ منها: سمكة شبوط الزينة الأحمر(Koi carp)، والسمكة الذهبية (Gold fish)، وسمكة السيكلد(Cichlid fish) ، وسمكة الزيبرا (Zebrafish)، وسمكة سمك السوردتيل "ذو الذيل الحاد" (Swordtail Fish)، وسمكة البالون مولي (Balloon Molly Fish)، وسمكة المولي (Molly Fish) وروزي بارب (Rosy barb).

وبعض الأصناف -مثل السمكة الذهبية- توجد منها أنواع كثيرة وألوان متنوعة، وعليها طلب عالمي كبير جداً، وقد نجحنا في إكثار 3 أنواع من هذه السمكة كذلك سمكة الشبوط الأحمر سمكة شائعة في الحدائق المائية، ويوجد منها أنواع كثيرة وألوان متنوعة، وعليها طلب عالمي كبير جداً، ونطبق في المزرعة السلوك الإداري الحسن في عمليات التفريخ؛ حيث يتم في جميع عمليات التفريخ تطبيق معايير جودة الماء لكل نوع من الأسماك المذكورة، كما يتم تهيئة غرفة خاصة معقمة لعمليات التفريخ وحضن البيوض. ويأتي تشجيع الوزارة لإكثار أسماك الزينة لعدة أسباب؛ منها: التقليل من حجم استيرادها من الخارج مما يقلل فرص انتقال أمراض الأحياء المائية الغازية، وتعظيم العائد المادي للمزارع من خلال إيجاد فرص العمل في هذا القطاع الواعد.

◄ وما الأهداف التي وضعتها لإنجاح المشروع، ومواجهة المنافسة؟

- أولا: جودة المنتج، ثانيا: تغطية السوق المحلي بأسماك البلطي والزينة، ثالثا: بذل الجهد لمضاعفة الإنتاج والتصدير للدول المجاورة.

وفي الوقت الحالي، لا توجد منافسة على مستوى الولاية وربما المحافظة، لكن مع الوقت من المؤكد أنه ستصبح هناك منافسة، وسنكون مستعدين لها من خلال تجويد الإنتاج وترسيخ اسمنا في السوق وكسب ثقة المستهلك.

◄ وإلى مَنْ تهدي هذا النجاح المتميز في مشروعك؟

- هذا النجاح يُسجَّل لوزارة الزراعة والثروة السمكية وصندوق التنمية الزراعية، وإلى راشد الغافري مدير عام المديرية العامة للثروة السمكية بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة، وللدكتور فهد العجمي الذي وقف وقفة صادقة وراء هذه النجاحات، وأيضا القائمين على الاستزراع السمكي، والذين لم يألوا جهدا في دعمي من خلال إنشاء المزرعة وتوفير بعض الإمكانيات المتعلقة بالإنتاج، وتذليل العقبات متى كان ذلك ممكنا.

وهنا؛ أنتهز الفرصة لأقول للشباب إنَّ سوق أسماك الزينة ومستلزماتها واعد؛ حيث يتم في الوقت الحالي استيراد الأسماك من خارج السلطنة، كما أنَّ إنتاج سمك البلطي النيلي لاقى إقبالاً جيدا في السوق المحلي، ونقوم بتصنيع الأحواض الزجاجية المستخدمة في عرض أسماك الزينة، ونجاح المشروع يُثبت ويُبرهن أنَّ المشاريع التي تقوم على تنفيذها وزارة الزراعة والثروة السمكية للمواطنين قادرة على النجاح الباهر، إذا ما وجدت اهتماما من المواطن لأنه شريك في التنمية المستدامة.

تعليق عبر الفيس بوك