سالم البوسعيدي
بعد أن عرفت أهمية هذه الرحلة، لا بد أن تكون حددت هدفك منها؛ لو أن رجلاً ركب سفينة لم يحدد هدفه، فإنه بلا شك ضال تائه.
أما إن كان له هدف، فإن كان صادقًا في طلب الوصول إلى هدفه، بحث عن أسرع الطرق وأسلمها للوصول إلى الهدف.
لذلك؛ دائمًا ما أوصي بتهديف الحياة، أي أن يكون هناك هدف أعلى وأسمى وأكبر بل هو هدف العمر: رضا الله، وهذا هدف ثابت لا يتغير.. وهذا لا يمنع ان هناك أهدافا مرحلية في الطريق قد ترتبط بفترة معينة من الحياة؛ أن أتعلم شيئا معينا، أن أبني مسجدا، أن أصل إلى كفالة أكثر من يتيم، أن أحفظ جزءاً من القرآن... إلخ.
****
يلزمك هدف تعيش من أجله، ولكن مع تحديد الهدف يلزمك أيضا أن تركز في الهدف ونحن سنبحر في رمضان ليكن الهدف واحدًا لا يوجد غيره؛ ألا وهو: العتق من النار ومن أول ليلة.
نحن دائما نسمع أنه في كل ليلة عٌتقاء من النار، لذلك كان الناس يضيعون الأيام، وكان اهتمامهم بالليالي.
ونحن نقول دائمًا للذي يقول: "أنا أتمنى وكل بغيتي أن يرضى الله عني". نقول له: "ماذا تفعل لكي يرضى الله عنك؟"، فإن قال: لا أفعل شيئا، نقول له: "أنت كذاب"؛ لأن من يرد أن يرضى الله عنه، يبحث عمَّا يرضي الملك سبحانه ويفعله؛ فلابد من:
- الصيام إيمانًا واحتسابًا.
- القيام إيمانًا واحتسابًا.
- قيام ليلة القدر (تحريها، والتماسها، والبحث عنها، والحرص عليها) إيمانًا واحتسابًا.
إذن؛ لابد من عمل: فما نيل المطالب بالتمني... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.
(فكيف الآخرة؟)
لنضع هدفنا الكبير العتق من النار، هل تعرف معنى العتق من النار؟
سوف تفهمها إذا فهمت معنى قول الله عز وجل: "مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ". وقوله:"هِيَ حَسْبُهُمْ".. تخيل واحدا مولاه النار؛ هي مأواه؛ فإن تُعتَق منها كأن يكون لواحد عبد اشتراه بنقوده ثم أعتقه، فأصبح حرا.
****
إنَّ كتابة الرؤية الخاصة لرمضان من أهم الخطوات لتحديد كيف سنكون في هذا الشهر الكريم؛ فقليل منا من تعمّق في المعنى التحليلي لكلمة رمضان.
هل لديك شعار رمضاني؟ ضع شعاراً عبادياً تحفيزياً لك برمضان مثل "رمضاني الأفضل" أو "سأعبدك يارب كما لم أعبدك من قبل".
فكلُّ مسلم يجب أن يكون لديه شعار في العبادة، نأخذ مثالًا موسى -عليه السلام- فقد كان شعاره العبادي "وعجلت إليك ربي لترضى".
****
المسلم ليس من طباعه الفوضى؛ فيجب أن تكون حياته منعمة بالتنظيم الفعال.
المسلم الذكي هو الذي يذهب إلى النهاية، وبعد ذلك يذهب إلى البداية، أي أنه يجب أن يعرف هدفه وخطواته التي توصله إلى هذا الهدف؛ فالمدخلات الصحيحة لابد أن تعطيك مخرجات أصح.
مثل الشهور الاثنى عشر، كمثل أولاد يعقوب، وكما أن يوسف أحَبَّ أولاد يعقوب إليه، كذلك رمضان أحب الشهور الى الله، وكما غفر لهم بدعوة واحدة منهم وهو يوسف كذلك يغفر ذنوب أحد عشر شهراً ببركة رمضان.
****
إستراتيجية تحديد الهدف
خذ ورقة الآن واكتب:
- هدفك الكبير:..................
- أهدافك المرحلية:..................
- الالتزام بصلاة الجماعة.
- قيام الليل.
- الصدق.
- تدبر القرآن.
- ترك مجالس البطالين.
اكتب هدفك بالتحديد، وعلّقه في مكانٍ بارز تراه كل يوم، وراقب درجة تحقيقك له.
salem2226@gmail.com