صلالة - العُمانيَّة
تستقبلُ مُحافظة ظفار، اليوم، فصلَ الخريف الذي يبدأ في 21 يونيو ويستمر إلى 21 سبتمبر من كلِّ عام، ويُعتبر من المواسم السياحية التي تستقطب السياح من داخل السلطنة وخارجها، وسط أجواء رائعة تعيشها المحافظة هذه الأيام.
وتُعتبر مدينة صلالة الوجهة السياحية للأسر العمانية والخليجية التي تفضِّل قضاء إجازات الصيف بين أحضان الطبيعة والطقس المعتدل، طلبًا للراحة والاستجمام بعيدًا عن أجواء الصيف الحارة التي تمر بها منطقة الخليج، فضلا عن الراحة النفسية التي يلمسها السائح من حسن ضيافة وتشابه العادات والتقاليد في المنطقة.
وتزدان الطبيعة روعة وجمالاً في موسم الخريف؛ حيث يتواصل هطول الأمطار الخفيفة وينتشر الضباب وتكتسي الجبال والسهول باللون الأخضر في أجواء بديعة.
وفي ظلِّ هذا المناخ الاستثنائي، تستعدُّ الجهات الحكومية والخاصة المعنية -سنويًّا- لاستقبال الأفواج السياحية من خلال توفير التسهيلات والخدمات التي تلبي حاجة السائح ومتطلبات القادمين إلى المحافظة.
وينطلقُ مهرجان صلالة السياحي 2015م هذا العام في 23 يوليو؛ تزامنا مع يوم النهضة المباركة، ويستمر إلى 31 من أغسطس ولمدة 40 يوما تحت شعار "عمان المحبة والسلام".
ومن المقرَّر أن يحتضن المهرجان العديدَ من الفعاليات والمناشط الترفيهية والثقافية والدينية والتراثية والتسويقية والرياضية؛ حيث يُعدُّ رافدًا لتنشيط السياحة في موسم الخريف.
وستُقام معظم فعاليات المهرجان بمركز البلدية الترفيهي، إلى جانب قرية سمهرم السياحية ومنطقة شاطئ المغسيل وسوق الحصن، إضافة إلى ولايتي طاقة ومرباط. وتمتلك محافظة ظفار مقومات سياحيّة تضم في جنباتها مختلف البيئات الطبيعية كالشواطئ البيضاء والرمال الناعمة وسلسلة من الجبال والأودية والسهول المنبسطة والصحراء الممتدة إلى الربع الخالي والعيون المائية المنتشرة في كافة ربوعها والنافورات الطبيعية والكهوف المتنوعة، إضافة إلى الخيران الجميلة والمحميات الطبيعية وثروة حيوانية وبحرية غنية.
كما يتميَّز سهل صلالة الزراعي بالمنتجات الزراعية المتنوعة ذات الطابع الاستوائي وأشهرها النارجيل (جوز الهند) والموز والفافاي وقصب السكر. ويتكامل جمال الطبيعة بعناصرها الخلابة مع الآثار والشواهد التاريخية العديدة التي تعّرف بأبعاد المنطقة حضاريًا وتاريخيًا؛ وهو ما يضيف بعدًا سياحيًا ثقافيًا لهذه المحافظة.
ويُعتبر متنزه البليد الأثري أحد أهم المواقع الجديرة بالمشاهدة؛ حيث يضمُّ في جنباته متحف أرض اللبان وهو إطلالة شاملة على السلطنة بمختلف مناطقها عبر الأزمنة، إضافة إلى متنزه سمهرم الأثري والحصون التاريخية في ولايات طاقة ومرباط وسدح والكثير من المواقع التاريخية والأثرية المنتشرة في المحافظة.
وتشتهرُ المحافظة بإنتاج اللبان الذي تشكل شجرته رمزًا لمحافظة ظفار ويمثل عمود التجارة الأساسي في جنوب شبه الجزيرة العربية قديمًا، ومصدرًا مهمًا من مصادر الدخل؛ حيث اشتهرتْ المحافظة بإنتاج أجود أنواع اللبان في العالم نظرًا لتوفر المناخ الملائم لنمو أشجاره.
كما توجد بعض المعالم السياحيّة الجميلة التي يحرص السياح على زيارتها كالسهول والمرتفعات الجبلية خاصة مرتفعات سهل إيتين وسهل حمرير، إضافة إلى العيون المائية الرئيسية المنتشرة في كافة ربوع المحافظة؛ وأهمها: رزات، وجرزيز، وحمران، وصحلنوت، وأثوم، ودربات.
وتستقطبُ منطقة شاطئ المغسيل العديد من السياح لمشاهدة كهف المرنيف والنافورات الطبيعية، إلى جانب زيارة الأسواق التقليدية ومحلات بيع اللبان والحلوى العمانية ومحلات بيع المنتجات الزراعية المحلية الطازجة، خاصة الموز والفافاي وقصب السكر وجوز الهند.
وعلى مستوى خدمات الإيواء بالمحافظة، بدأت الفنادق بمدينة صلالة الاستعداد لاستقبال نزلائها خلال موسم الخريف، وكذلك الحال بالنسبة للشقق الفندقية والفلل والشقق السكنية من خلال إجراء التحسينات وأعمال الصيانة والتطوير حيث تشهد صلالة سنويًا، إضافة إلى العديد من أماكن الإيواء لمختلف المستويات لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السياح في فصل الخريف.
كما تشهد مراكز التسوق والمحلات التجارية بالمدينة تطورًا ملحوظًا إلى جانب ما تزخر به أسواق صلالة من المنتجات والصناعات التقليدية في هذا الموسم، خاصة محلات بيع اللبان والبخور والصناعات الفضية والفخارية والحلوى العمانية والمنتجات الزراعية التي تشتهر بها المحافظة.
وينفذ المركز الوطني للإحصاء والمعلومات سنويًّا -وبالتعاون مع وزارة السياحة وشرطة عمان السلطانية- مشروع حصر ومسح زوار خريف صلالة خلال فترة الخريف؛ بهدف توفير البيانات الاقتصادية حيث بلغ عدد زائري المحافظة في خريف العام الماضي 431.105 زوار.