الباحثة أميمة البادية: رمضان موسم لترويض النفس على الطاعة وتعويدهاعلى العمل الصالح

أكدت أن للصوم قوّةٌتصون خلايا الجسم وتقضي على الأمراض-

-الصوم يُحسِّن السيطرة على النفس ويزيدقوّة الإرادة-

الرؤية-مالك الهدابي-

أكدت الباحثة الإسلامية أميمة البادية أنشهر رمضان موسم نتعهد فيهالنفس بالترويض على الطاعة، واتباعمعالي الأمور وانتهاج مكارم الأخلاق ليكون هذا ديدننا في سائر أيام وشهور السنة.

وقالت إن الصومُ قوّة مُدهشة يصون خلايا الجسم ويقضي على مختلف الأمراض، الفيروسات، والبكتيريا، فهو ينشِّط نظام المناعة للجسم كما يخفِّف الاضطرابات النفسيّة، هو قوّة ينشِّط خلايا الدماغ، ويعيد برمجتها ويزيد قُدرتها على العمل والإبداع، ويُحسِّن السيطرة على النفس وزيادة قوّة الإرادة..

وأضافت البادية: وكما قال الأديب الرّافعي فإن "في ترائي الهِلال ووجوب الصوم لرؤيته معنى دقيقا آخر، وهو -مع إثبات رُؤية الهِلال وإعلانها- إثباتُ الإرادة وإعلانها، كأنّما انبعث أول الشعاع السماوي في التنبيه الإنسانيِّ العام لفروض الرحمة والإنسانية والبرّ".

وتابعت:إن الجوع يساعد الصائم في السيطرة على نفسه، ويدعم كسر حدّة الشهوات، ومراقبة الصائم الله واستشعاره أنّه في عبادة له ممّا يصرفه عن التفكير بالمعاصي والفواحش، والصيام يؤدي إلى صفاء الذهن وتقوية الإرادة وترويض النفس على الصبر.

واستطردت: كما يقول الأديب البليغ: "وهُنا حِكمةٌ كبيرةٌ من حِكم الصوم، وهي عملُه في تربية الإرادة وتقويتها بهذا الأسلوب العملي، الذي يُدرّب الصائم على أن يمنع باختياره من شهواته ولذّةِ حيوانيته، مُصرّاً على الامتناع، مُتهيِّاً له بعزيمته، صابراً عليه بأخلاق الصبر، مُزاولاً في كل ذلك أفضل طريقة نفسيّةٍ لاكتساب الفِكرة الثابتة ترسَخُ لا تتغيّرُ ولا تتحوَّل، ولا تعدو عليها عوادي الغريزة".

عبادة الإخلاص

وأكدت البادية أن الصيام الحقّ هو عبادة الإخلاص، هو الذي لا يتم قُبوله إلّا باجتناب ما حَرَّمَ الله من المُحرّمات، عن أبي عُبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عبّاس عن النّبيصلّى الله عليه وسلّمقال: "لا إيمان لمن لا صلاة له، ولا صلاة لمن لا وضوء له، ولا صوم إلّا بالكف عن محارم الله،كف بقيّة الجوارح عن الآثام من اليد والرجل عن المكاره، وكف البطن عن الشُبهات وقت الإفطار، فلا معنى للصوم وهو الكف عن الطعام الحلال ثم الإفطار على الحرام فمثال هذا الصائم مثال من يبني قصراً ويهدم مصراً، فإنّ الطعام الحلال إنّما يضرّ بكثرته لا بنوعه، فالصوم لتقليله..."

وقيل: فكم من صائم مُفطر وكم من مُفطر صائم!..

فهذا الصيام الذي يرفع النّفس ويحِّررها من كل قيد وعادة سلبيّة، وتتقوّى إرادة الإنسان بالصيام، وينمِّي مشاعره به، وكم من صائم حظّه من الصيام الجوع والعطش فقط!..

وأردفت:أن الصيام يقوِّي لدى الصائم كثيراً من جوانبه النفسيّة، إذ يعززعزائمه على الصبر والجلد وضبط النوازع وتحجيم الرغبات، كما يضفي على نفسه السكينة والرِّضا والفرح.. كما أن الصيام يخفِّفُ ويكبح جماح ثورة الغريزة الجنسيّة خصوصاً عند الشباب، ممّا يجعله يقي الجسم من الاضطرابات الجسميّة والنّفسيّة، ويُحسّن الصيام من خصوبة كلٍ من الرجل والمرأة على السواء.

الصيام قوّة؛ حيث يقوِّي جهاز المناعة للصائم فيقي جسمه بذلك من خطورة أمراض كثيرة، حيث يتحسّن المُؤشِّر الوظيفي لخلايا الجسم اللمفاوية عشرة أضعاف، كما تزداد نسبة تلك الخلايا المسؤولة عن المناعة النوعيةزيادة كبيرة، وتزيد نسبة بعض أنواع الأجسام المضادة في جسم الصائم.

فوائد صحية جمة

واختتمت قائلة: إنّالامتناع عن تناول الطعام والشراب لفترة زمنية معينة تتراوح بين 14 و 15ساعة يريح كثيراً من مكونات جسم الإنسان، فهو يريح الجهاز الهضمي من إفراز هرموناته وإنزيماته من المعدة والأمعاء، ويريح الكبد أيضاً من إفراز جزء كبير من عصارته الصفراوية، ويريح الهضم والامتصاص من العمل طوال فترة الصيام، ويمكن الانقباضات الخاصة من تنظيف الأمعاء،ويحد الصيام من ارتفاع حموضة المعدة لدى الصائمين، ومن ثَمَّ يساعد في التئام قُرحة المعدة مع العلاج المناسب. كما يعالج الصيام المتواصل مرض التهاب المفاصل المُزمن (الروماتويد)، ويعالج بعض أمراض الدورة الدموية الطرفية لدى الصائمين مثل مرضى (الرينود)، و(البرجر)، ويحمي كذلك جسم الصائم من أمراض الدم، كتصلّب الشرايين، والضغط، وبعض أمراض عضلة القلب.

وينشِّط الصيام آليات التمثيل الغذائي "الاستقلاب" للجلوكوز والدهون والبروتينات في خلايا جسم الصائم لتقوم بوظائفها على أكمل وجهٍ مُمكن، ويفيد العطش أثناء الصيام جسم الصائم إفادةً كبيرةً حيث يمدّه بالطاقة ويحسّن قُدرته على التعلّم من خلال تقوية الذاكرة..وفي الصيام تتهدّم الخلايا المريضة وتتجدَّد الخلايا الفتيّة كأثر مباشر لتنشيط عمليتي الهدم والبناء في جسم الصائم.

تعليق عبر الفيس بوك