إيمان بنت الصافي الحريبي

أصبح حلم مطار صلالة الجديد واقعا معاشا، وتحول إلى صرح متميز ومتكامل التجهيزات ليُسهم في تعزيز المكانة الاقتصادية والسياحية لظفار، ويحقق الرغبة القوية في أن تكون ظفار واحدة من الوجهات السياحية التي يقصدها الزوار على مستوى العالم.. ويتيح مطار صلالة الجديد لهذه الأماني طريقا واقعيا للتحقق من خلال خدمات تصنف ضمن الفئة (أ)، وتجهيزات تعد الأحدث في نوعها على مستوى المنطقة من مناضد متطورة لتخليص إجراءات المسافرين التي ارتفع عددها إلى نحو ثلاثين بدلا من عشر في المطار القديم و10 بوابات للمغادرة بدلًا من بوابتين في المطار السابق، وخراطيم نقل المسافرين وهي الأولى من نوعها على مستوى السلطنة.

وحظي مطار صلالة بتشغيله للمرة الأولى ومبنى للمسافرين بمساحة 65 ألف متر مربع بطاقة استيعابية تبلغ مليوني مسافر سنوياً في مرحلته الأولى ومدرج رئيسي بطول 4 كم بعرض 75 متراً يستوعب جميع وأحدث أنواع الطائرات بما فيها (380 A)، ومزوداً بأحدث أجهزة الملاحة الجوية والهبوط الآلي...وغيرها حسب المعايير الدولية المعمول بها في هذا الشأن.

كلُّ هذا يُبشر بنمو وانتعاش لقطاع السياحة والنقل الجوي والبري وحركة الموانئ، ويعزز الاستثمار ويدعم الاقتصاد والتجارة والتبادل التجاري؛ فالمشروع يتكامل مع مشاريع أخرى كبيرة موجودة واخرى قادمة، ويدعمها، بل إنَّ اكتماله وتشغيله عامل جذب من الدرجة الأولى لكل ذي استثمار جاد.

ويضعُ مطار صلالة الجديد محافظة ظفار على خارطة السفر الإقليمية والعالمية؛ نظرًا لقربها من أسواق آسيا وإفريقيا وأوروبا؛ حيث موقع المحافظة المثالي من تلك الأسواق والمحطات. ومن المتوقع أن ينعكس دور مطار صلالة الجديد بالإيجاب على المنظومة الاقتصادية في المحافظة، خاصة ميناء صلالة والمنطقة الحرة، كما أنَّ اكتمال البنية الأساسية في ولاية صلالة من جسور وطرق والقطار في المستقبل سوف تجعل المحافظة مكاناً جاذباً للتجارة والاستثمار والسياحة، وهذا سيُعزز تنويع مصادر الدخل للاقتصاد الوطني.

ولا شكَّ أنَّ هذا المشروع فرصة جيدة لتوظيف الباحثين عن عمل وليس ذلك فحسب، بل أيضا تأهيلهم وتدريبهم، وهذا ما لمسناه من حديثنا مع المسؤولين بالشركة العمانية لإدارة المطارات، فهي خطوة للإمام لإيجاد كادر مؤهل ومدرب وقادر على التعامل مع متطلبات التشغيل والترويج والتسويق وجذب الخطوط الجوية المختلفة بأعلى درجات الاحترافية والمهنية في عالم الطيران.