نادان تجمع شباب عمان

ناصر بن سيف الجساسي

تقدم إلى قائــد الفريق وصافحه بحرارة شديدة وأردف قائلاً بنبرة يفيض منهــا الامتنان والتقديــر شكرا لكم حينما سمحتم لنا بالمسير معكم ولإتاحتكم الفرصة لنا لاكتشاف جبال عمان وما تخفيه من كنوز عظيمة والالتقاء بشخصيات عمانية رائعة، إننا سٌعداء وسننقل تفاصيل المسير إلى إخواننا وأصدقائنا.

هكذا عبرّ أحد المشاركين الأجانب عن فرحه وسروره بمشاركته في المسير إلى قرية نادان بجبل الكور بولاية بهلا والذي جاء بتنظيم من فريق المغامرات وتسلق الجبال لمسافة 16 كلم وحقيقة ليس هو المُشارك الوحيد الذي عبّر عن شكره وامتنانه عن المسير إنما هناك 111 غيره من مختلف الجنسيات أغلبهم من أبناء عٌمان الشغوفين بتسلق الجبال.

فريق الشباب للمغامرات وتسلق الجبال فريق حديث التأسيس يشق طريقه نحو النجاح عبر دروب الآباء والأجداد التي سلكوها قديماً في الأودية والجبال الشاهقة والمنحدرات الخطيرة والتي نحتوا بين صخورها طريقاً ممهداً حاملين على أنفسهم صعوبة الحياة في المناطق الجبلية مٌبرهنين على قدرة الإنسان على توظيف وتسخير الطبيعة متى ما أراد وبجانب الهواية والرياضة يقيم أعضاء الفريق أيام المسير الجبلي لأهداف متعددة ويربطونه بمناسبات وطنية وإنسانية لتأكيد علـو الهمة لدى الإنسان العماني الذي عانق الجبال الشاهقة بكل رفعة وعزة وشموخ.

المسير الذي أقامه فريق المغامرات وتسلق الجبال هذه المرة كان إلى قرية نادان وسلط الضوء من خلاله على جمال هذه القرية وأيضاً مشقة الوصول إليها وما يُعاني أبناؤها من صعوبة بالغة للوصول إلى المدرسة وكم من التضحيات والمخاطر التي يواجهونها للحصول على حظ وافر من العلِم فالطريق الوعر الذي شقه المشاركون هو نفس الطريق الذي يشقه يومياً أبناء القرية نزولاً وصعوداً إلى المدرسة التي يدرسون بها والتي تقع أسفل الجبل بمنطقة سيح المعاشي.

ما أجمل أن يكون لفرقنا الرياضية والتطوعية نظرة شمولية للمناشط والفعاليات التي نقيمها لنحقق من خلالها مكاسب عدة لأنفسنا ولمجتمعنا ووطننا وهذا ما وضح فعلاً من خلال المسير إلى قرية نادان فقد حقق الفريق أكثر من مكسب: تعارف - اكتشاف جبال عمان وتضاريسها - الاستمتاع بجمال قرية نادان والمناظر الطبيعية - بالإضافة إلى توجيه رسالة غير مباشرة لذوي الاختصاص بشأن التعليم والسياحة الجبلية.

تخبئ جبال عمان بين صخورها وارتفاعاتها العالية الكثير من الكنوز والمناظر الجميلة فما تم اكتشافه قليل ويبقى الجزء الأكبر صامداً وصامتاً ينتظر اكتشافه!.

تعليق عبر الفيس بوك