مجيد بن عبد الله العصفور
يعتبره الكثيرون أحسن لاعب تنس في القرن 20 بعد فوزه ببطولة رولان جاروس الفرنسية 6 مرات و بطولة ويمبلدون الإنجليزية 5 مرات متتالية...
قمة النجاح على الأرض الترابية وعلى العشب. اتسم أداؤه بالأسلوب الكلاسيكي والأداء الخططي الراقي. صعد سلم النبوغ بسرعة فائقة و حقق فوزه الأول في بطولة محلية في السويد وعمره 11 عاما، وانضم إلى ناد كبير في ستوكهولم وعمره 12 عاماً، وعندما أكمل سن الثالثة عشرة اختاره الاتحاد السويدي ضمن مجموعة من الناشئين للتدريب مع المدرب الكبير بليجرين. وانضم إلى منتخب السويد الأول للمشاركة في كأس ديفيس وعمره 15 عاما فقط، وفاز في مباراتيه الأولين للفردي. الانطلاقة الكبرى كانت في سن 16، ترك رفاقه وابتعد عن اللهو والمتعة، وركز بجدية في تنمية مهاراته وزيادة قوته وملاحظة نجوم اللعبة العالميين، وفاز ببطولتي للناشئين في أورانج بول في الولايات المتحدة وفي ويمبلدون، وأصبح اللاعب الأول في السويد. ووصل إلى نهائي دورة مونتي كارلو ضد الروماني ايليا نستازي عام 1973، ووصل إلى الدور الثالث في رولان جاروس وهي البطولة الأولى له ضمن الجران سلام، واتسعت دائرة شهرته سريعاً في مشاركته الأولى في ويمبلدون ولاحقته الفتيات الإنجليزيات في كل مكان !! واضطرت الشرطة لحمايته باستمرار. بداية الانتصارات كانت عام 1974 وهو في سن 18، و فاز ببطولة رولان جاروس على حساب الإسباني مانويل أورانتيس و أصبح أصغر فائز باللقب، وصعد بثقة حتى أصبح المصنف الثاني عالمياً خلف الأمريكي جيمي كونورز. قاد بورج منتخب السويد عام 1975 إلى الفوز بكأس ديفيس للمرة الأولى في تاريخ بلاده واحتفظ بلقبه الفرنسي، وبقيت بطولو فلاشينج ميدو في الولايات المتحدة اللقب الذي استعصى عليه، وعجز دائما عن إحرازه لأسباب مختلفة بينها الإصابة 3 مرات.
واحتل بورج عام 1977 قمة التصنيف العالمي حتى عام 1980. اتسم دائما بالروح القتالية وعدم اليأس والتركيز العالي، وفاز ببطولة ويمبلدون 1976 رغم إصابته بتمزق في عضلات البطن، وشاهده الملايين يضع المخدر على بطنه عند إيقاف اللعب. وكانت مباراته النهائية في ويمبلدون عام 1981 ضد جون ماكنرو الأمريكي هي الأفضل على مر تاريخ البطولة الإنجليزية: خسر المجموعة الأولى بسهولة 1-6 و فاز بالثانية والثالثة باقتدار، وطال الصراع في الرابعة بعدما تعادلا 16 مرة حتى 16-16، و في المجموعة الأخيرة تمكن ماكنرو من الفوز 8-6 بعد مبارة دامت 3 ساعات و 53 دقيقة.
ورغم خسارة بورج في المباراة النهائية لبطولة ويمبلدون 1981 أمام ماكنرو إلا أنه حظي بتشجيع أكبر مما ناله الفائز، ووقف الجميع تحية له وتقديرا لرقمه القياسي لإحراز 41 فوزا متصلا على مدار 6 سنوات، وكان فوزه رقم 41 على حساب كونورز بعدما تأخر بمجموعتين.
ولم يدم مشوار جبل الجليد السويدي البارد إلا قليلا، واعتزل اللاعب مبكرا قبل أن يكمل 26 عاما، وهو أقصر مشوار لأي نجم من نجوم الرياضة الأفذاذ في القرن العشرين. وقد ساعدته قوته البدنية، لاسيما عضلات الكتفين، على توجيه الضربات القوية العميقة بدوران علوي (توب سبن) واستخدام يديه معا لتوجيه الضربات الخلفية (باك هاند) واعتمد دائما على اللعب من الخط الخلفي دون التقدم على الشبكة الا قليلا. واشتهر بشعره الذهبي الطويل المسدل على كتفيه ورباط الرأس، وامتلك رصيدا هائلا من النجاح في مواجهة أشهر خمسة نجوم في عصره وهم الأمريكون كونورز وماكنرو وفيتاس جيرولايتس وروسكو تانر والأرجنتيني جييرمو فيلاس خلال السبعينات. لعب أمامهم 81 مباراة. فاز في 60 وخسر 21 نقطة، ورصيده ايجابي في مواجهتهم جميعا.
