"أشوبا".. ارحلي عنّا بسلام

فايزة سويلم الكلبانية

Faiza@alroya.info

بيان (1)

تنتظم سلطنتنا الحبيبة هذه الأيام حالة من الترقّب نتيجة لما تمرّ به من الأجواء من أنواء مناخية، نتيجة لاقتراب العاصفة "أشوبا" من سواحل السلطنة، والتي تحمل في بواطنها أمطارا ورياحا قوية ستهطل وتهب على محافظات جنوب الشرقية ومسقط وشمال الشرقية والداخلية والوسطى وجنوب الباطنة.. ولكن أصبحنا كعمانيين نعيش على هذه الأرض الطيبة نتوقع ونترقّب في هذا الوقت من العام حالة من تلك الأنواء المناخية بحكم قُربنا من المحيط الهندي، والذي هو الآخر يتعرض لضغوطات ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة والرياح الموسميّة.

بيان (2)

ما نعيشه من مشهد ولحظات حاسمة تتباين ما بين خوف وقلق وتردد مصحوبا بابتسامات تلطّف الأجواء الصاخبة، تجعلني أعود بذاكرتي قليلا لأحداث شهر يونيو 2007م حيث ضرب إعصار "جونو" سلطنة عُمان مخلفا عددًا من الضحايا والعديد من المفقودين، إضافة إلى أضرار مادية بالغة لحقت بالبنية التحتية للبلد. حيث يعتبر إعصار جونو من أعنف الأعاصير التي ضربت منطقة الخليج خلال العقود الماضية، مما ألحق أضرارًا بالمباني والأشجار، وغمر عدة طرق بمياه الفيضانات وأعاق الحركة الاقتصادية في البلد.ولكن لطف الله ورحمته بنا كان لهما الأثر الكبير في تخفيف قوة الإعصار وانحرافه عن الاتجاه المتوقع له مما كان سيسبب كارثة كبيرة خاصة على الولايات الساحلية.

وفي يونيو 2010م ضرب إعصار "فيت" السواحل العمانيّة حيث تمّ إعلان حالة التأهب القصوى تحسبًا لما قد يخلفه الإعصار من أضرار وتفاديًا لتكرار مأساة إعصار جونو؛ الذي كانت خسائره فادحة، حيث صاحبه هطول أمطار غزيرة على مختلف مناطق السلطنة وضرب الإعصار جزيرة مصيرة وأجزاء من الساحل الشرقي من السلطنة.

بيان (3)

وها نحن اليوم في يونيو 2015م، نعيش أحداث عاصفة أخرى تسمى "أشوبا" ولكن نخشى ما نخشاه أن تضرب بلادنا مخلفًة الدمار والضحايا؛ لتعيد إلينا سيناريو "جونو" و"فيت"، ولكن ما يجعلنا اليوم مطمئنين أكثر من ذي قبل هو ما تعلمناه من دروس مستفادة من تجربتنا السابقة، فاليوم نجد الجميع قد تأهب وأخذ الحيطة والحذر خلال زمن قياسي، متابعين بدقة على مدار الساعة تطورات الحالة الجويّة، تحسبًا لأيّة أضرار تذكر سواء من المؤسسات المعنيّة وعلى رأسها الهيئة العامة للطيران المدني والمديرية العامة للأرصاد الجوية، أو الجهات الإعلاميّة السمعية والمرئية والمقروءة، ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الجهات والأفراد عامة، وقد أثبت العاملون في هذه الجهات كفاءتهم وقدّروا عظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم ليثبتوا أهميّة الاستعداد تحت مفهوم "إدارة الأزمات" مما جعل الكل يتأهب، وبالطبع سيكون لذلك أثر إيجابي في التخفيف من آثار العاصفة المتوقعة، وكل أمنياتنا بأن ترحل "أشوبا" عن عماننا بسلام..لا فاقدين ولا مفقودين.

بيان (4)

"بحمد الله تمّ توظيف عدد من العمانيين بوظيفة محلل وخبير أرصاد جوية خلال الساعات الما ضية".. هذه رسالة وصلتني ضمن العديد من الطرائف التي يتم تداولها عبر "الواتساب"، وبالرغم من أنّ غرضها الدعابة إلا أنّها باعثة على الأمل والتفاؤل لأنّها تؤكد أنّ وعي المواطن العماني اليوم بما يدور حوله من أحداث قد ارتفع أكثر من ذي قبل، مما يجعل الصغير والكبير راغبًا في المشاركة معبرًا عن رأيه ومتابعته للمستجدات، فالكل ومنذ الصباح الباكر تجده يسأل ويتساءل في المنزل والشارع ومقر العمل وعبر الهاتف " أين وصلت أشوبا؟" و "هل ستضرب العاصفة سواحل السلطنة؟" ومتى سيصل؟" و "كم سرعته؟" و "طمنونا على أهلنا وأحبائنا بصور ومصيرة وسواحلنا العمانية؟" و " اتصلوا بالبراشدي أو الجهوري أو زملائهم من العيون الساهرة لنتعرّف على المستجدات حول مسار العاصفة "أشوبا"... وهذا ما يمكن لنا أن نطلق عليه بــ "إعلام الأزمات"...

همسة اليوم أبعثها "لأبناء بلادي"...

بالأمس رحل إعصارا "جونو" و"فيت" مخلفين ذكريات مؤلمة..

واليوم نسأل الله بأن ترحل العاصفة "أشوبا" عن عماننا بهدوء وسلام...

فليحفظ الله عمان وقائدها وشعبها من كل شر..

تعليق عبر الفيس بوك