"أشوبا".. العاصفة والرأي العام

مدرين المكتوميَّة

خلَّفت الحالة المدارية "أشوبا" -والتي جاءت تسميتها من سيريلانكا- الكثيرَ من القلق في مجتمعنا العماني.. وهبَّ الجميع لمتابعة تطورات هذه الحالة الجوية، وبدأوا تبادل الأخبار عبر وسائل التواصل الأجتماعي، والتي بالطبع لم تخلُ من تهويلات البعض وشائعات ينسجها آخرون.

إلا أن مجتمعنا -ولله الحمد- بات أكثر وعيا؛ إذ أصبح يمتلك القدرة على التفرقة بين الشائعات والأخبار الموثوقة، خاصة عبر تغريدات تويتر التي ساهمتْ في متابعة علمية ودقيقة للحالة المدارية. ومن هنا أثبتت الأرصاد الجوية العمانية كفاءتها في إرسال البيانات والإنذارات لتحذير الناس، وتعريفهم بتطور الحالة الجوية، إلى جانب العمل الذي تقوم به وسائل الإعلام في متابعة سير العاصفة وطمأنة الناس.

... لقد علَّمنا "جونو" و"فيت" الكثيرَ من الأشياء، التي كانت بمثابة دروس مستفادة لنا جميعا، خاصة فيما يخص التكافل في المجتمع، والتعاون في بناء عُمان من جديد، وأصبح العماني يمتلك وعيًّا نستطيع أن نقول إنَّه كافٍ في مثل هذه الحالات من حيث الاستعداد والترقب والانتظار على الرغم من أنني أستطيع القول بأن كلَّ بيت عُماني يمتلك "راصدا جويًّا" يحكي لهم التغيرات ووضعها؛ فالجميع يُحلل ويُتابع ويسأل ليحصل على معلومة حول الوضع الذي تعيشه السلطنة. وباستطاعتي القول بأنه وعلى الرغم من أنَّ الشائعات قد تسبِّب مشكلة، إلاَّ أن المجتمع أصبح يعلم طريق الحصول على المعلومة وتقصي حقيقتها.

وعلى مدار اليومين الماضيين، ومع إصدار الهيئة العامة للأرصاد الجوية الإنذار الأول، بدأ الناس يفدون إلى الأسواق لشراء متطلباتهم من المواد الغذائية؛ خوفا من حدوث أي طارئ يمنع التجوال.. وهي في رأيي تظاهرة صحية، تعكس حجم الوعي والاستعداد من قبل المواطن لأي طارئ قد يطرأ.

... نرجو من الجميع أخذ الحيطة والحذر، وعدم التهور في قطع الأودية والانتباه وعدم المجازفة والتحدي؛ فمثل هذه الأمور تحدث في لمح البصر دون أن يشعر بها الفرد، لذلك على الجميع الالتزام بالتعليمات والتفاصيل والتحذيرات؛ حتى وإن لم تكن عاصفة؛ فهطول أمطار يعني جريان أودية وشعب؛ مما يتسبب (لا قدر الله) في حوادث وانهيارات صخرية قد تودي بأرواح الكثيرين. وما أود ذكره والتأكيد عليه هو أنَّ هناك تجاوبا كبيرا من الجهات المعنية مع الوضع، وهو أمر واضح وبشكل كبير؛ من خلال تفاعل حسابات الوزارات بوسائل التواصل الاجتماعي مع الدفاع المدني بشكل ملموس ومقدر.

madreen@alroya.info

تعليق عبر الفيس بوك