وكان مسك الختام

سارة البريكيَّة

كانت منذ أشهر عدة البداية، واليوم على وشك إسدال الستار.. عن العام الدراسي أتحدث، ذاك العام الذي ستنتهي معه تلك المشاهد والصور والمظاهر التي اعدتنا عليها أثناء ذهاب وعودة أبنائنا وإخواننا للمدارس والكليات والجامعات.. وسنفقد اليوم ذلك الضجيج والصخب الجميل الذي كنا نشهده صباحا، ونعايشه نهارا في طرقاتنا، وفي مؤسساتنا التعليمية. فمنذ أيام أنهى طلاب صفوف النقل امتحاناتهم التي كان آخرها يوم الأحد الماضي فكان مسك الختام، وباشر بعدها طلاب صفوف الثاني عشر الامتحانات، وبعدها سنكون على أعتاب إجازة صيفية تمتد حتى أواخر شهر أغسطس من هذا العام.

وهنا يتجدَّد الهاجس الذي يترافق مع بداية إجازة كل عام؛ فأبناؤنا الطلاب سيواجهون فراغا كبيرا وستتفاوت استفادتهم منها بقدر ظروف وأوضاع أهاليهم.. وقد يقول قائل: "لماذا هم هكذا؟" لماذا لا يُستثمر وقت هؤلاء الطلاب بشيء يعود عليهم بالنفع؟". وأقول حتى نحقق هذه المعادلة والاستفادة من أوقات الطلاب بما يحقق لهم مكاسب تعليمية، نحتاج إلى توفر أشياء كثيرة؛ فليست كل الأسر مقتدرة ماديا وصحيا ونفسيا لتقوم مرة أخرى بنفس البرنامج الذي كانت عليه أيام المدارس.

... إنَّ المدارس التي سيودعها أبناؤنا ستكون فارغة لمدة تزيد على الشهرين، ولست أعلم ماذا أعدَّت وزارة التربية والتعليم لصيانة تلك المدارس.. حقيقةً الوضع مزرٍ للغاية في كثير من مدارس السلطنة؛ فلا نظافة في مرافقها العامة ولا في صفوفها، وأعتقد أن الفرصة مواتية لتهب الوزارة المعنية بصيانة تلك لمدارس صيانة تليق بالمبالغ التي أنفقت على هذه الصروح عند إنشائها.

في مثل هذا الوقت من كل عام حينما يكون الوقت صيفا، قديما كان الأهالي ينشغلوا بمزارعهم ونخيلهم، وكان الأبناء بمجرد انتهاء المدارس تجدهم مع ذويهم وأهاليهم يساعدونهم في جني محاصيل التمور، إلا أن نمط الحياة تغير وانشغل الناس بأمور كثيرة.

... إنَّ الانتقال من مرحلة إلى أخرى جديدة في حياة كل منا -خاصة بين صفوف الطلاب الذين سينتقل بعضهم إلى الصفوف العليا أو إلى الوظيفة- أمر مبهج دون شك، وقد عمدت بعض الأسر إلى مكافاة أبنائها الناجحين بأي شيء يستطيعونه، وفي هذا الصدد أقول للطلاب الذين سيكونون على مقاعد الدراسة في العام الدراسي المقبل، الله الله في الدراسة، عضو عليها بالنواجذ، اعطوها اهتمامكم ووقتكم، ستعطيكم في قابل الأيام حياة ستنعمون فيها بالراحة والعزة والمجد والفخار وبالمكانة الاجتماعية والعلمية والعملية، فالعلم يبني بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والشرف.. وكلُّ التوفيق لطلابنا في إجازتهم الصيفية.

Sara_albreiki@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك