جبل شمس وجهة سياحية.. ولكن!!

 

خالد الخوالدي

 

زرت معظم محافظات السلطنة من مسندم حتى صلالة، وزرت محافظة الداخلية وولاية الحمراء خصوصا إلا أني اكتشفت أني لم أزرها لأنني لم أزر جبل شمس الذي يكشفها من الأعلى مثلما يكشف محافظات عدة من السلطنة ويصل مداه عدد من دول الخليج وكيف لا يكشفها وهو يعلو سطح البحر بثلاثة آلاف متر، وتلمّست جمال هذا الجبل بعد رحلة شيّقة جمعتني ضمن وفد جمعية الصحفيين العمانية، وكانت رحلة جميلة ورائعة بروعة أهلها وسمو أخلاق أهلها وكرمهم ونخوتهم العربية الأصيلة.

وقبل أن نتحدث عن جبل شمس من حيث المكانة والذي يجب أن يكون يسعدني أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لجمعيّة الصحفيين العمانية التي كانت صاحبة الفضل في تنظيم هذه الرحلة العلمية والترفيهية والاستكشافية والتي جمعت مجموعة وكوكبة من الصحفيين أصحاب الكلمة والمنابر المضيئة التي تنير سماء الإعلام يوميًا في السلطنة والذين يستحقون أيضا الإشادة والتحيّة والتقدير على روحهم الطيبة وتعاملهم الراقي والتزامهم الجم في إنجاح الرحلة بكل اقتدار.

وعودة إلى جبل شمس ذلك الطود العملاق الصامد الذي يعلو بهامته السحاب ويلامس السماء بكل ود لتكسو قممه الثلوج في فصل الشتاء وتداعبه النسمات الباردة اللطيفة في فصل الصيف ليكون بذلك حالة استثنائية نادرة في السلطنة لا يكاد تشاركه في ذلك إلا قمم أخرى مشابهة كالجبل الأخضر والجبل الأبيض وكلها أسماء لها أسبابها ومسبباتها.

وكل من يزور جبل شمس يسأل عن سبب التسمية التي بلاشك لها أهميتها عند من يبحثون عن المعلومة والتوثيق، أمّا أنا شخصيا فلا يهمني كثيرا لماذا سمى جبل شمس أو الجبل الأبيض أو الجبل الأخضر بهذه التسميات فالروايات تختلف والمعاني كثيرة وما يهمني أن يكون لجبل شمس المكانة المرموقة التي تليق به ليكون مهوى لكل السياح ومحبي التسلق والمغامرات ولهواة الفلك ومتابعي النجوم حيث يندر أن يجد هؤلاء موقعا آخر كمثل هذا الجبل.

وهذه الأمنية لن تتحقق إذا ظل الوضع على ما هو عليه الآن فالسائح والصاعد للجبل أول ما يصادفه اللغز المحيّر لطريق هذا الجبل حيث يسلك المستخدم طريقا معبدا إلى أعلى الجبل ثمّ يسير في طريق ترابي ولمسافة 8 كلم وبه من المنحنيات والخطورة والحصى ما يعرض حياة العابرين للخطر هذا إضافة إلى أن السيارات الصغيرة لا تقوى على مواصلة المشوار كما أنّ إطارات السيّارات معرّضة للتلف نتيجة الحصى مما يتسبب في أخطار محدقة وهنا لا نستثني كل السيّارات سواء ذات الدفع الرباعي أو غيرها، وبعد 8 كلم ترابية تأتي خمسة كلم مرصوفة إلى أعلى قمة في الجبل ليجعل هذا اللغز الجميع متحيرين في الإجابة عنه ويتساءلون لماذا لم ترصف تلك المسافة ورصفت المسافة التي بعدها وهنا يجب على الجهات المختصة أن تعمل على معالجة هذه الإشكالية حتى تكون الطريق سالكة وميسرة لكل من أراد الصعود.

والنقطة الثانية التي كدرت صفو الكثير عدم توفر شبكة الاتصالات التابعة لشركة عمانتل مما خلق نوعا من الضيق حيث لم يستطع الصاعدون إلى أعلى قمم الجبل الاطمئنان على ذويهم وأهلهم طيلة اليومين اللذين قضيناهما في منتجع مرتفعات جبل شمس بينما كانت الشبكة مقبولة لمستخدمي شبكة أوريدو.

والنقطة الثالثة التي أود التطرّق إليها هي ارتفاع أسعار الغرف في المنتجع حيث تصل الغرفة المزدوجة إلى أكثر من 50 ريالا عمانيا وعندما سألنا صاحب المنتجع عذرناه وقدرنا له فهو يطلب الماء بواسطة صهاريج المياه لتصل قيمة الصهريج الواحد لأكثر من 55 ريالا عمانيا والتي لا تكفي لحاجة النزلاء مما يترتب عليه طلب المزيد من المياه وهنا لو تم توفير المياه عن طريق الأنابيب لسهل المهمة ولتوفرت المياه باستمرار وبسهولة أكبر وأعتقد لن يكون هناك مبرر لارتفاع أسعار الغرف التي لا تصل في درجتها للنجمة الواحدة.

في الأخير أكرر شكري وتقديري لجمعية الصحفيين العمانية على جهودها الكبيرة في تنظيم هذه الرحلة والتي تعرفنا من خلالها على معلم طبيعي وتاريخي من معالم عمان الحبيبة كما أننا استفدنا من لقائنا في الرحلة بالدكتور عبود الصوافي رئيس جامعة الشرقيّة الذي قدّم كلمات طيبة حول تحديات التعليم العالي في السلطنة كما تعرّفنا في الرحلة على التراث العماني في علم الفلك من خلال جمعية الفلك العمانية والاستفادة الكبرى كانت الالتقاء بالإخوة والأصدقاء والزملاء في جو أخوي عائلي جميل، ودمتم ودامت عمان بخير.

 


Khalid1330@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك