معلم العصر الرقمي

إيمان الحريبي

يُعتبر التَّعليمُ أحد أهم الركائز التي يمكن أن تثري الأمم بالقدرة على دفع عجلة التنمية والتطور نحو الأفضل، وهو أيضًا أساس بناء الإنسان وتشكيل لبنات فكره وتغذية عقله فهو أحد السبل التي تؤهلنا لإعداد القوى الوطنية القادرة على النهوض بخطط التنمية وتنفيذ برامجها، بما يُحقق الغايات المنشودة، وفق المستويات المطلوبة من الجودة والإتقان، وبما يضمن التعامل السليم المبني على التفكير المنطقي والمنهج العلمي مع المتغيرات والمستجدات العالمية بكل كفاءة واقتدار،آخذًا في الاعتبار المحافظة على الهوية الحضارية العمانية المستمدة من الثقافة العربية الإسلامية.

ويشكل قرار مجلس التعليم بتحويل كلية العلوم التطبيقية بالرستاق إلى كلية للتربية لإعداد وتأهيل المُعلمين العمانيين تجديدا ورفدا للميدان التربوي في المستقبل المنظور بدماء جديدة من المعلمين المؤهلين، الذين يتم تدريبهم وتأهيلهم داخل السلطنة واطلاعهم على واقع الحقل التربوي الذي ينتظر منهم الكثير فمستجدات التعليم تتجدد، وعليه فإنّ تأهيل المعلم يجب أن يواكب هذا التجديد فكرًا وتطبيقًا فمن السبورة إلى السبورة التفاعلية الذكية إلى المناهج المحوسبة إلى مجتمع تعليمي تقني مؤهل وقادر على مواكبة متطلبات سوق العمل، حتى يقوم المعلمون بدورهم في دعم الاقتصاد كل وفق تخصصه ومجاله الذي اختاره. وفي خط متواز تسير خطط الإنماء المهني للمعلمين في الميدان التربوي بشكل يُعزز من قدراتهم التي اكتسبوها من الميدان ويكسبهم المزيد من التحفيز وشحذ الهمم لمواصلة المسيرة ونقل تجاربهم فيما بعد لجيل تربوي قادم من المعلمين والمعلمات، كما برامج التدريب والإنماء المهني يجب أن تتخذ منحى أكثر تشويقاً وأكثر ابتكاراً فالميدان التربوي بطبيعته غني بالتجارب التي يتم تبادلها في المشاغل المتواصلة على مدار العام وينتظر المعلم بعد أن تبادل خبراته مع زملائه في مشاغلهم في المناطق التعليمية وتستكمل برامج الإنماء المهني إثراء مهارات المعلم وشحذ همته مع مراعاة التنويع في البرامج ولعل التركيز على برامج القيادة وبناء القدرات والتحفيز والابتكار من قبل مدربين مختصين في هذا الجانب تجدد روح المعلم وتعزز من درجات الإبداع لدى المعلم وذلك تأكيدا على أهمية المعلم ودوره كمحور مهم يعزز من دوره وأهميته في بناء الوطن آملين من الإستراتيجية الجديدة للتعليم أن تأخذ بعين الاعتبار كل ذلك حتى تكون عملية التطوير عملية شاملة متكاملة تراعي كافة أطراف العملية التعليمية وتُعزز المعلم وتبني شخصية الطالب وتطور مداركه وتوسعها. فالآمال الآن معقودة على أن تأتي إستراتيجية التعليم بما يمكن أن يسهم في تحسين جودة مخرجات التعليم ويُسهم في المواءمة بين التخصصات وسوق العمل ويطور من المناهج الدراسية ويُعزز مهارات التفكير والبحث العلمي عند الطلبة بما يؤدي إلى تحسين التحصيل العلمي لمخرجات دبلوم الشهادة العامة في العلوم والرياضيات والمهارات اللغوية في اللغة العربية والإنجليزية. واكتساب مهارات وكفايات القرن الواحد والعشرين مثل: التفكير التحليلي، حل المشكلات والإبداع والابتكار ومهارات البحث في العملية التعليمية.

وهنا نسجل لكل معلم ومعلمة على أرض هذه البلد الطيبة كلمة شكر وتحية ومثلها نسطرها لكل العاملين في المواقع الإدارية والإشرافية والفنية والمساندة في قطاع التعليم مع قرب نهاية العام الدراسي فهم جميعًا بحق القلب النابض، والمحور الرئيسي في الارتقاء بمستوى طلابنا في مؤسسات التعليم المختلفة، وبهم يتحقق النجاح وبإدراكهم أن مهنة المعلم هي رسالة الأنبياء والمرسلين، مدركين سعيهم للارتقاء بمهنتهم الشريفة هذه لبناء أجيال عمان المستقبل وأن يسهموا في توجيه النشء إلى مكارم الأخلاق والقيم الفاضلة، ونشد على أيديهم أن يواصلوا بدورهم بذل كل جهد مخلص لتطوير أنفسهم واكتساب الاتجاهات الإيجابية نحو هذه المهنة النبيلة، وأن يكونوا دائماً وأبداً السراج الوهاج الذي ينير طريق المستقبل للتعليم في هذا الوطن العزيز.

@ehuraibi

تعليق عبر الفيس بوك