"المكتبة للمجتمع" تحتفل بالذكرى الثانية للتأسيس وسط إشادات "واسعة" بنجاح فعاليات المبادرة

 

مسقط - مازن المحفوظي

 

احتفلت مبادرة المكتبة للمجتمع، مُؤخرا، بذكرى مرور عامين على تأسيسها، غطت خلالهما أكثر من 34 حلقة عمل وفعالية موزَّعة على مدارس حلقة ثانية ومؤسسات رعاية الطفولة ومراكز الوفاء الاجتماعي، وبمشاركة أكثر من 877 طالبا وطالبة في البرنامج.

وقال الدكتور منذر البوسعيدي مساعد العميد للتدريب وخدمة المجتمع بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية: إنَّ ما يُميِّز هذه المبادرة استهدافها للفئات السنية الصغرى في المجتمع، والتي هي عماد المستقبل؛ حيث تحفز القراءة خيالهم، وتساعدهم في التعرف على طريقة الإيقاع اللغوي، وتنشط عملية التواصل بين الطفل والمحيطين به وتنمي مداركه ومعارفه.. وأضاف: في عصرنا الحالي أصبح الكتاب مهملا بسبب ظهور وسائل مُشتتة كوسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث أخذت جزءاً كبيرا من أوقاتهم. وهنا، تبرُز أهمية المبادرة في لفت الأنظار إلى أهمية الكتاب والقراءة مهما بلغنا من التطور.

وتقول أصيلة بنت سالم الهنائية مساعد أمين مكتبة مركز المعلومات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وأحد المدربين المتطوعين أن هناك تقبلا واستجابة إيجابية للفئات المستهدفة في المبادرة، وهذا ما لُوحظ في نهاية الورش حيث التطبيق العملي، وهذا سيمنح القائمين على المبادرة العزيمة والإصرار لمزيدٍ من العطاء لتحقيق أهداف المبادرة.

وتوضِّح الهنائية أنَّ هناك صُعوبة في البداية لدى الفئة المستهدفة؛ حيث المكان الجديد، وما يلبثُ حتى يمضي بعض الوقت ونتفاجأ بأسئلة ذكية من الفئة المستهدفة وتفاعل كبير، وهذا يدلُّ على تكيُّفهم مع الوضع.. وتابعت بقولها: تلاقي المبادرة إقبالا كبيرا من المؤسسات التعليمية ومؤسسات رعاية الطفولة والمراكز الصيفية؛ حيث الطلبات الكثيرة للتعاون مع المبادرة لعمل الورش، وهذا يدل على الإدراك التام من قبل المؤسسات بأهمية القراءة ورغبتهم في توعية أبنائها.

فيما يقول باسم بن هلال الكندي -معلم بمدرسة معولة بن شمس للتعليم الأساسي بولاية وادي المعاول، وأحد المشرفين على طلابه للاستفادة من المبادرة: المبادرة رائعة ولها فوائد عديدة؛ أهمها: تعريف الطلاب بطرق البحث عن الكتب وفهرستها، وكيفية توظيفها في البحوث، وقد استجاب الطلاب مع الحلقات المقدَّمة بشكل إيجابي، خاصة مع التطبيق العملي لطريقة البحث عن الكتب.. ويدعو الكندي لتوسيع نطاق المشاركة للفئات الأخرى من الطلاب وتبني أفكار تناسب مستوياتهم، كتلخيص الكتب حسب كل فئة.

 

ومبادرة المكتبة للمجتمع انطلقتْ في العام 2013 بتنظيم من مكتبة مركز المعلومات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس، وبدعم من الشركة العمانية لإدارة المطارات، وكانت بداية فعالياتها في شهر مايو من سنة إطلاقها، ثم توالت الفعاليات والأنشطة المختلفة حتى وقتنا الحالي.

والمبادرة عبارة عن برنامج تطوعي يقدم حزمة من الفعاليات والأنشطة داخل مكتبة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة وخارجها وموجهة لطلاب المدارس ومؤسسات رعاية الطفولة والمراكز الصيفية؛ وذلك بهدف غرس حب الاطلاع ورفع قدرة الطالب على التثقيف الذاتي، وتحويل الطالب من مستهلك للمعلومة إلى منتج ومصدر لها والتشجيع على زيارة المكتبات واحترام الإنتاج العلمي للمؤلفين والناشرين والمخترعين. كذلك تهدف إلى إكساب الطالب عادات اجتماعية حسنة عن طريق التعاون واحترام الأنظمة والتعليمات والتقيد بها وامتلاك المهارات الأساسية لاستخدام المكتبات حتى يخرج جيل واع ومثقف.

وتنقسم فعاليات ومناشط المبادرة إلى 3 نوافذ مختلفة؛ هي: ورشة استخدام المكتبة وتضم مجموعة مناشط متنوعة تقام في المكتبة وتستهدف طلاب الصف السادس بمقدار مرة كل أسبوعين. ويبدأ النشاط بمحاضرة حول أهمية القراءة والتأليف وتعريف الطلاب بأنواع المكتبات ومكونات الكتاب وكيفية اختيار الكتاب المناسب والتعامل مع أمين المكتبة، ثم يتبع المحاضرة تطبيق عملي بين الأرفف وأقسام المكتبة.

أما النشاط الثاني؛ فهو "أصنع بيدي"؛ حيث يصنع الطلاب كتابا بدءا من تجميع الأوراق وتقسيمها ثم خياطتها وانتهاء بتغليف الكتاب. ويهدف النشاط إلى محاكاة آلات المطبعة، ويترجم النشاط فكرة تحول الأفكار العظيمة إلى كتاب يُقرأ.

أما النشاط الثالث الخاص بـ"آن شيرلي"، فهو عبارة عن فيلم كرتوني مدته ثماني دقائق بعنوان "مزيدا من الكتب"؛ حيث يبث رسالة تربوية مقتطفة حول أهمية المكتبات المدرسية، والفيلم تتبعه مجموعة أسئلة يتم مناقشتها جماعيا بين الطلاب مع أمين المكتبة.

أما النافذة الثانية؛ فهي "القراءة لذوي الاحتياجات الخاصة"، وتقام في مراكز تأهيل المعاقين في ولايات السلطنة مرة واحدة في كل فصل دراسي، وتهدف إلى تبسيط أسلوب وأبجديات القراءة لذوي الاحتياجات الخاصة وفقاً لنوع الإعاقة، ويشترك في المساق التدريبي جانب من المختصين في علم المكتبات والمعلومات وهيئة طبية متخصصة في العلاج الوظيفي والطب السلوكي.

والنافذة الثالثة هي: "أطفالنا في المكتبة"، والتي تستهدف أطفالَ ما قبل المدرسة وتهدف إلى نشر عادة القراءة وتحبيب المكتبات لدى الأطفال؛ حيث تحمل شعار "قراءة الأطفال تصنع الأبطال"، وهذه الورشة تنظم داخل المكتبة أثناء الإجازة الصيفية والإجازة بين الفصلين.

ويقوم على المبادرة مجموعة من المتطوعين من أمناء المكتبة وفنيي الحاسب الآلي ووسائل التعليم بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.

تعليق عبر الفيس بوك