نائب الرئيس التنفيذي: "الحوض الجاف" باكورة الصناعات البحرية العمانية الحديثة.. و300 سفينة رست بالميناء

وصف الشيخ خليل بن أحمد السالمي نائب الرئيس التنفيذي للإدارة بشركة عمان للحوض الجاف المشروع بأنّه باكورة الصناعات البحرية العمانية الحديثة، مشيرًا إلى أنّ الشركة استقبلت حتى الآن 300 سفينة مختلفة الأحجام لصيانتها.

وقال السالمي- في حوار مع "الرؤية"- إنّ الشركة تواجه جملة من التحديات تتمثل في الترويج الخارجي في ظل منافسة شرسة بأسواق العالم، ولترسيخ ثقافة العمل بين العمانيين، لافتًا إلى أنّ الشركة تبذل جهودًا حثيثة في تدريب وابتعاث الكوادر الوطنية بهدف تلقي الخبرات والتدريب على أيدي المختصين بالخارج.

وأضاف السالمي أنّ الشركة تعمل على النهوض بأدائها والترويج لها خارجيًا، من خلال المنافسة مع الموانئ في شرق آسيا وأوروبا، موضحا أنّ الحوض الجاف قادر على استيعاب 200 سفينة سنويًا.

حوار- ميمونة بنت عبد الله السالمية

** انطلق مشروع الحوض الجاف بالدقم في الربع الأول من عام 2011، أين وصل المشروع الآن؟

مع بدء الحوض الجاف صيانة أول سفينتين مملوكتين لشركة بلجيكية في أبريل 2011، أعلن بذلك إرساء ركيزة قوية لصناعة جديدة بالسلطنة وهي الصناعة البحرية على الصعيد المحلي والعالمي، وبعد تلك الانطلاقة استقبل الحوض إلى هذه اللحظة أكثر من 300 سفينة مختلفة الأحجام والجنسيات والتخصصات؛ بدءًا من السفن التجارية وحتى ناقلات السفن العملاقة؛ كناقلات الغاز الطبيعي المسال، وهذا لم يتأت من فراغ، بل بفضل استراتيجية تسويقية متميزة تستهدف عملاء جدد بجانب المشاركة في عدد من المعارض العالمية؛ حيث يقوم مسؤولو الشركة بزيارة عدة دول للاطلاع

على تجاربها في مجال إدارة وتشغيل الأحواض الجافة، واضعين برنامجا مكثفا لزيارة دول تحظى بوجود شركات تمتلك السفن العالمية مثل اليونان.

** ما هي أبرز التحديات التي تواجه شركة عمان للحوض الجاف؟

التحديات التي يواجهها المشروع متعددة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي؛ حيث إنّ الحوض الجاف ليس مشروعاً محلياً وحسب، إنما هو مشروع عالمي، ونحن نطمح لاستقطاب كبريات شركات الملاحة حول العالم، وصيانة السفن والناقلات العملاقة، كما أن المشروع ما زال في أولى مراحله؛ ونعمل في الوقت الحالي على الترويج للاسم التجاري والترويج للشركة على نحو يليق بمكانة السلطنة، لذلك تُعد مرحلة الترويج للمشروع ولمنطقة الدقم بشكل عام هي التحدي الأبرز.

وهناك تحد آخر داخلي، يتمثل في مجموعة من العوامل أهمها البنية الأساسية والتأهيل والتدريب وترسيخ ثقافة العمل بين الكوادر العمانية، وهي بشكل عام تحديات متعددة، كما أنّ مجال إصلاح السفن نفسه مبني على التحدي ويسمى بـ"3 دي" 3D وهي Difficult, Danger, Dirty، وهو واقع نشهده في مشروع الحوض الجاف.

** ماذا عن الهوية التجارية لشركة عمان للحوض الجاف؟

هناك مثل مأثور يقول: "من ليس له ماضٍ ليس له مستقبل".. فنحن العمانيين عرفنا بتاريخنا العريق في الإبحار والتجارة عبر البحار والسفن، إلى جانب صناعة السفن التقليدية والتي لا تزال موجودة، والحوض الجاف يعد صفحة جديدة من تاريخ الصناعة البحرية للسلطنة، كما أنه تكملة لمسيرتها في هذا المجال؛ حيث يتم فيه إصلاح وصيانة السفن العملاقة على الطرق الحديثة، ووفقا لأصول تنافسية عالمية.

ولأن المشروع في أولى مراحله.. فإننا الآن في مرحلة بناء الهوية التجارية، وهذا سيستغرق وقتا كبيرا وجهودا جبارة، حيث تشارك الشركة في المعارض العالمية وتنظم زيارات للدول الرائدة في الصناعة البحرية، ونعمل على التعريف بمشروع الحوض الجاف.

** بالحديث عن التعمين، إلى أيِّ مستوى وصلت مستويات تعيين الكوادر الوطنية؟

بدأنا تدريب وتأهيل الشباب العماني قبل سنوات التشغيل؛ حيث تقوم الشركة بعملية التدريب على ثلاث مراحل وهي: مرحلة الشهادة العامة وهم الأيدي العاملة الفنية، وحملة الدبلوم العام وهم المشرفون وقادة الفرق ويتم تدريبهم وتأهيلهم لمدة تستغرق ثمانية أشهر في معاهد متخصصة، بالإضافة إلى مرحلة خريجي كليات الهندسة، ويتم تأهيلهم وتدريبهم في الكلية البحرية لمدة ثلاثة أشهر إلى أربعة أشهر، وخلال مرحلة العمل يتم ابتعاثهم إلى كوريا ورومانيا لتلقي التدريبات اللازمة والتي تناسب حاجة العمل لمدة شهرين، وخلال الأعوام السابقة تم ابتعاث 5 دفعات.

وهنا نقول إنّ عدد الموظفين العمانيين في تزايد مستمر، وفي الوقت الذي تعد صناعة إصلاح السفن وصيانتها مهنة تتطلب مواصفات عالمية، فإننا نحرص على أن يتحلى الموظفون والعاملون بالأداء المتطور إلى جانب حصولهم على شهادات وتراخيص معترف بها عالمياً، لذا فإننا نحرص على عملية التدريب والتأهيل للشباب العماني وابتعاثهم إلى الخارج للحصول على هذه الشهادات التي من شأنها أن تمنح زبائننا الثقة فيما نقدمه من خدمات فنية عالية الدقة لسفنهم العملاقة وناقلاتهم الكبيرة".

** كيف تقيمون القدرة التنافسية للشركة في هذا القطاع المهم؟

الأرقام تتحدث عن نفسها والإنجازات التي تم تحقيقها منذ التشغيل التجريبي وانتقالا إلى التشغيل الرسمي وعلى الرغم من أن السوق كبير وضخم، إلا أننا حققنا إنجازا كبيرا، كما أن المشروع سوف يشهد قدرة تنافسية عالية خلال المرحلة المقبلة، خاصة وأن منطقة الخليج العربي تشهد وحدها تردد العديد من ناقلات النفط العملاقة والسفن الكبيرة لتقل أكثر من 30% من النفط في العالم، كما أن أكثر من 60% من الغاز الطبيعي المسال يتم نقله من منطقة الخليج العربي، بالإضافة إلى الصناعات المختلفة مثل البتروكيماويات والحديد والألمونيوم وغيرها الكثير، ونحن ننافس الأحواض الجافة في شرق آسيا وأوروبا وغيرها ولا ننافس الأحواض الجافة بالدول المجاورة.

** وماذا عن القدرة الاستيعابية للمشروع؟

مشروع الحوض الجاف بإمكانه استيعاب 200 سفينة سنويا؛ حيث يسير المشروع بخطى حثيثة ومدروسة، وفي هذا الإطار نؤكد أنّ الطموحات كبيرة لتطوير منطقة الدقم بأكملها، كما أنّ هناك سعياً لاستقطاب المزيد من الاستثمارات والشركات العالمية والمحلية لتنفيذ مشروعاتها بمنطقة الدقم الاقتصادية وذلك لكونها من أكبر المناطق الاقتصادية في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أنها بنيت بطريقة متكاملة".

ونحن في مشروع الحوض الجاف نمتلك طموحات كبيرة ونسعى لتحقيقها واحدة تلو الأخرى؛ حيث بناء الهوية التجارية والسير على خطى التنافس الشريف مع الأحواض الجافة خارج المنطقة، والتكاتف والتكامل مع الأحواض الجافة التي بالمنطقة، وإبراز اسم عمان كرائدة في الصناعة البحرية واستعادة مكانتها في هذا المجال، إلى جانب حصولنا على حصة في السوق العالمي، والعمل على تقديم المزيد فيما يتعلق بتدريب وتأهيل الشباب العماني وتوظيفهم.

تعليق عبر الفيس بوك