العروبة وصور .. مفاجآت تناقض النظريات والواقع

الرؤية - خاص

تقول النظريات التحليلية إن الخبرة تميل وبقوة لصالح العروبة في مواجهته أمام صور، الذي يملك حماسة وحيوية لاعبين دون منازع، لكن الواقع العملي يؤكد أن لقاءات الفريقين لا تخضع للنظريات وإنما تحمل خصوصية استثنائية دون الديربيات الأخرى، وهذه الخصوصية يعرفها أبناء العفية، وبالتالي وبغض النظر عن أي تحليل فني فمن المتوقع أن يفاجئ الفريقان المحللين والمتابعين بما يخالف توقعاتهم وتحليلاتهم.

المباراة في عمومها سيغلب عليها طابع الحماس والهجمة والهجمة المضادة السريعة كونها ستكون مفتوحة إلى أن يلج هدف في مرمى أحدهما ومن يحرز هدف السبق ستكون له اليد الطولى في التحكم بسير المباراة.

صور.. الفريق الممتع يتميز بأن جل لاعبيه من الشباب حيث إن نواة الفريق تأسست العام 2006 ومنذ ذلك العام والفريق يتدرج في مراحله السنية إلى أن شب عوده وأصبح أعضاؤه هم الفريق الأول بالنادي وبالتالي فلا ريب أن نتائج الفريق المبهرة هذا الموسم هي نتاج حقيقي لحالة الانسجام بين لاعبيه نظير لعبهم مع بعضهم فترة طويلة.

ولولا الإشكاليات التي صاحبت الفريق في الدور الأول بالدوري لكان للقب عنوان آخر، فالفريق فنياً اعتراه عدم الاستقرار بعد الاستغناء عن البوسني ريفاد ليزج بالوطني سالم سلطان ومعه المغربي يوسف الرفالي ليصنع هذا الثنائي منتجا جديدا في الدور الثاني وتصفيات الكأس إلى أن وصلا بالفريق إلى نهائي الكأس الغالية عن جدارة واستحقاق.

إن فريقا يملك أحمد خلفان السيابي، وجمعة الجامعي ومحمد مبارك وخالد صالح وطارق المخيني وأسعد هديب وعلي سليم والمحترفين السوريين بلال عبد الدائم وأحمد العميري ومن ثم البرازيلي تياجو، لقادر على أن يخطف لقبا في هذا الموسم بل إنه قد يخطف وصافة الدوري في حال فوزه وتعثر فنجاء في الجولة الأخيرة.

ويتفوق صور على العروبة في خط المقدمة كونه يمتلك أكثر من مهاجم صريح ولديه أطراف سريعة على عكس العروبة الذي تمكن من خطف لقب الدوري بأسلوبه الدفاعي كونه لا يمتلك مهاجما صريحا وبالتالي فقد نشهد مدا هجوميا للعميد صور مقابل تنظيم دفاعي جيد للعروبة فجل لاعبي خط دفاع العروبة ينتمون لخط دفاع المنتخب الأول لكرة القدم.

في المقابل.. فإن العروبة يتمتع بخبرات كبيرة من خلال وجود الأسماء الدولية التي تطمح لتحقيق ثنائية الدوري والكأس وهو يملك مقومات ذلك من خلال وجود لاعبين كبار ورصيدهم من الخبرة الشيء الكثير كحسن مظفر وأحمد كانو وعيد الفارسي وسعد سهيل وأحمد سليم وإبراهيم سبيت وناصر الشملي وآخرين يمتلكون من الحيوية والشباب كأحمد مشعل وعبد الله صالح وعبد الله فيروز وإبراهيم الزدجالي وأيمن ربيع ويونس مبارك ورياض سبيت ورمانة الميزان الإسباني أنخل والبرازيلي الأنيق مورانو ومن خلفهم جميعا هناك السد المنيع الحارس أحمد القلهاتي.

الفريق يدربه المدرب الفرنسي فيليب المدرب السابق للمنتخب الأولمبي والذي استوعب مشكلة الفريق التهديفية فور تسلمه الدفة الفنية فلعب بأسلوب المدرسة الفرنسية بغلق المناطق الخلفية والاعتماد على المرتدات وأثمر ذلك الفوز بلقب الدوري قبل النهاية بـ 3 جولات ولديه فرصة هائلة اليوم من أجل تحقيق الثنائية ليرد على المشككين في قدراته كمدرب إبان تسلمه لدفة القيادة الفنية للمنتخب الأولمبي.

العروبة خلال الموسم الحالي امتلك فريق متجانسا ومتكافئا على كافة الخطوط من الناحية الهجومية والدفاعية.. والتوازن في خط الوسط.. ووجود الخبرات كان له دور في تجاوز المطبات، والفريق لعب بطريقة فيها الكثير من التوازن وإن كان خط هجومه لم يرق لمستوى خط دفاعه ووسطه الذي كان قلب الفريق من كافة النواحي.

وجود نجوم المنتخبات الوطنية، مع المواهب من أبناء النادي جعل هذا الفريق يتقدم منذ انطلاقة الموسم بثقة كبيرة، ولاعبي الفريق وجماهيره وحتى جهازه الفني يعلمون أهمية المباراة وصعوبتها كونها تضع الجيران والمتنافسين الدائمين وجهًا لوجه، الفريق استعد بطريقة جيدة وعسكر قبل المباراة بعدة أيام، لدخول الأجواء ولا يعاني من إصابات أو نقص بالرغم من أنه وصل لنهاية الموسم وهذا دليل على حضور الفريق فنيا وبدنيا وحتى ذهنيا.

تعليق عبر الفيس بوك