دعم الابتكار

إيمان الحريبي

تعتبر عملية البحث والتطوير من الخطوات المهمة التي تعزز التنمية وترفد الاقتصاد لذلك يجب وضع الخطط المناسبة والاستراتيجيات العملية التي تؤسس لبيئة بحث علمي تستهدف كافة المستويات وخاصة المؤسسات التعلمية التي تمتلئ بالعقول الناشئة والخصبة القادرة على تقديم الأفكار الإبداعية وتبحث عمّن يلتفت إليها ليلعب هؤلاء حاضرا ومستقبلا محوريا في التنمية والرفاه. وتأتى القيمة المضافة العالية من قيمة الأفكار الإبداعية التي تفضي إلى منتجات أو خدمات جديدة ومتطورة وتتأتى أيضا من تطوير منتجات قائمة لتحسين جودتها وتخفيض أسعارها ورفع تنافسيتها، كما أنّ الجهود المبذولة في البحث والتطوير والتصميم لها صلة وثيقة مع القيمة المضافة.

إنّ البحث العلمي يولد بنكًا من المعرفة والمعلومات لتغذية التطوير والابتكار والتنمية على الصعيد المحلي والصعيد العالمي، من هنا فإنّه يتوجب علينا تشجيع ودعم البحث العلمي بكل فروعه ومجالاته ليصبح جزءًا من ثقافتنا.

ويقوم مجلس البحث العملي بدور كبير في تعزيز بيئة البحث العملي والابتكار ولكن يحتاج المجلس إلى دعم من المؤسسات المختلفة حتى تقدم للمجلس المشاريع تلك الأفكار والمشاريع التي تخدم التنمية وتعزز بيئة البحث العلمي في السلطنة وتخلق أنمذجة رائدة تدعم مجالات البحث العلمي. وإذا ما نظرنا إلى ما نحتاجه من أدوات لتعزيز بيئة البحث العلمي والابتكار يمكن أن نحددها في وجود سياسة صناعية داعمة ومشجعة للبحث العلمي من خلال استراتيجية وطنية للبحث العلمي، وتوفر بيئة ومناخ ملائمين للبحث العلمي مع توفر التشريعات اللازمة لذلك، بجانب وجود باحثون علميون متمرسون ممن لديهم الرغبة الذاتية في البحث العلمي، بجانب توفر الأدوات اللازمة للبحث العلمي مثل المختبرات العلمية المجهزة بالأجهزة والمعدات والفنيين اللازمين لعملية البحث العلمي، ووجود قضايا ومشاكل بحثية تحتاج إلى حلول باستخدام البحث العلمي، واستخدام نواتج ومستخرجات البحث العلمي في حل مشاكلنا وتطوير منتجاتنا، والتكيف الاجتماعي لدعم وحفز البحث العلمي. وأغلب ما ذكرت متوفر فما الذي نحتاجه إذا حتى ننطلق إلى عالم الابتكار والبحث العلمي. تقف الكثير من المشاريع الطلابية حائرة بعد أن تُعرض في معارض جامعية أو مدرسية أو داخل الكليّات بعد أن يتعرف عليها الزوار فماذا بعد أن يكرم أصحابها ويلتقطون الصور التذكارية فبدلا من أن تصبح هذه المشاريع ذكريات في سجل الطالب يجب أن تفكر المؤسسات في تقريب مثل هذه المشاريع وتسويقها للمؤسسات والمصانع والجهات المختلفة التي يمكن أن تستفيد من مثل هذ المشاريع فتأخذ بيد أصحابها وتقدم لهم الدعم والأفكار التطويرية فتصبح مشاريع واقعية ذات إنتاجية وقيمة مضافة بدلا من مشاريع على ورق ومجسمات كرتونية وغيرها. هكذا يجب أن يفكر القطاع الخاص وأن يترجم مسؤوليته الاجتماعية من رعاية الفعاليات إلى تنمية القدرات البشرية ودعم العقول المبتكرة والأفكار الإبداعية وعلى المؤسسات التي تحتضن مثل هذه العقول أن تسوقها بشكل يمنح تلك العقول الوقود المعرفي والدعم المعنوي الكافي لأن تستمر وكذلك تلمس الحاجة إلى تقديم المزيد من الجرعات التدريبية التي يمكن أن تقدم لهؤلاء حتى يُنتفع بفكرهم وتترجم أفكارهم لواقع ملموس ويحتذي بخطاهم إخوانهم وزملاؤهم وتستمر بهم مسيرة التنمية والعطاء بإيدي شباب الوطن. إذن ثقافة البحث العلمي والابتكار يجب أن تسود بشكل أوسع وأشمل في المناهج وفي البرامج الإذاعيّة والتلفزيونية وأن يتم التعريف بالمبتكرين والباحثين في كل المجالات وأن تخصص الندوات والمؤتمرات والورش التدريبيّة التي تنقل تجارب هؤلاء لغيرهم فيتأثرون بها ويشمرون عن سواعد المعرفة والبحث والابتكار فردًا وجماعات ونستفيد مما يقدم مجلس البحث العملي وجهود مركز الاستكشاف العلمي الرائدة وما به من أدوات وأجهزة وأفكار تدعم الابتكار، وتؤسس لبيئة بحث علمي فاعلة نتمنى أن نراها في عموم محافظات السلطنة بدعم من القطاع الخاص.

أبعاد..

التحلي بالصفة الإيجابية شيء جوهري في طريق تميز الواحد منّا وتقدمه، بل يمكنني الادعاء بأنّ الخط الفاصل بين كونك شخصًا عاديًا وشخصًا متميزًا يتوقف على مدى تمسكك أو عدمه بأفعال وسلوك الإيجابيين.

تعليق عبر الفيس بوك