الخليج وأمريكا.. علاقات وثيقة

القمة الخليجيّة - الأمريكيّة التي تلتئم اليوم في كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكية، لا يمكن النظر إليها بمعزل عن العلاقات الوثيقة التي تربط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي علاقات متجذّرة وراسخة تقوم وفق صداقات قديمة وعلى تبادل مشترك للمصالح بين الجانبين..

والقمة تعد سانحة للطرفين، للتباحث بشأن مختلف أوجه العلاقات، واستشراف آفاقها المستقبليّة، بما يضفي عليها مزيدًا من الحيوية، ويرفد شرايينها بدماء جديدة تدفع بها إلى الأمام؛ مع استصحاب والأخذ في الاعتبار التطوّرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة.

وتعكس القمة في جانب منها الحرص الخليجي والأمريكي على المضي قُدمًا بعلاقات التعاون، ودعمها وتطويرها، والانتقال بها إلى آفاق أرحب بما يخدم المصالح المشتركة والمتبادلة بين الطرفين، ويسهم في صون مصالح كافة دول الشرق الأوسط.

ومن هذا المنطلق فإنّ القمة، تضيف إلى رصيد هذه العلاقات؛ لاسيما أنّها تأتي في توقيت بالغ الحساسيّة، وتتطرق إلى جملة من المحاور المهمة لكلا الطرفين، ومنها التعاون الدفاعي والأمني بين واشنطن ودول مجلس التعاون الخليجي وملف الإرهاب.

وفي ما يتعلق بالتعاون الأمني والدفاعي بين الطرفين فهو قائم فعليا؛ ولكن قد تحتم المستجدات الحالية على الساحة الإقليمية تقوية هذا التعاون، وتدعيمه حتى يكون قادرًا على الصمود والاستمرارية، بما يجنب المنطقة ما يعكر استقرارها.. وفي هذا الإطار يعول على القمة وضع أطر أكثر وضوحًا في ما يتعلق بهذا المحور.

أمّا في ما يتعلق بملف الإرهاب؛ فقد باتت هناك ضرورة حتميّة للتصدي لهذا الوباء بعد أن استشرى خطره، وبات يهدد ليس استقرار دول المنطقة فحسب، بل العالم بأسره؛ ولا شك أنّ التصدي لخطر الإرهاب يستوجب تضافر الجهود على الصعيدين الإقليمي والدولي.

تعليق عبر الفيس بوك