ما بين حوض المسرات... وتحلية صحار

فايزة سويلم الكلبانية

faiza@alroya.info

كثرت مؤخرًا انفجارات أنابيب إمدادات المياه في مختلف محافظات السلطنة، ولا يُمكن لنا أن نُلقي اللوم على الهيئة العامة للكهرباء والمياه وتوابعها من الجهات المعنية، لأننا وبصريح العبارة نلمس تلك الجهود المستفيضة والمبذولة من قبل المعنيين لحل هذه الأزمات المتكررة، ولكن لا يمكننا أيضاً أن نقف موقف المتفرج عندما يصل الوضع لمثل ما تُعاني منه قرى ولاية عبري بمحافظة الظاهرة نتيجة لانفجار الخط الرئيسي لمياه حوض المسرات بالولاية، والذي امتدت فترته لأسبوع أو أكثر حتى يومنا هذا بلا أيَّ حراك ملموس من الجهات المعنية لوقف الهدر الهائل في المياه المترتب على هذا الانفجار، لتتحول الأرض الصحراوية الجافة إلى برك ومستنقعات من المياه والوحل والطين، وتسبح طرقات القرى المجاورة للحوض وكأنها مغمورة بنهر من المياه المهدورة.

وتكمن المفارقة في أنه في ظل ما تعانيه قرى ولاية عبري من هدر وإغراق المياه للأراضي والطرق نتيجة لانفجار أنابيب المياه التابعة لحوض المسرات تعاني محافظتا شمال وجنوب الباطنة من نقص حاد في مياه الشرب وانقطاعها في بعض الولايات مع جهود مقدرة من هندسة القوات المسلحة واستغلال مؤسف لبعض أصحاب سيارات نقل المياه ومبالغة في الأسعار.

حيث لجأت الهيئة إلى توزيع المياه عن طريق الصهاريج على منازل المواطنين بكل من ولايات محافظات شمال وجنوب الباطنة مع الاستمرار في توزيع العبوات البلاستيكية لأغراض الشرب والطبخ عبر نقاط توزيع المياه أقيمت خصيصاً.

لقد أصبحت سلسلة انفجارات خطوط إمدادات المياه المترهلة بين الحين والآخر في مختلف المحافظات وما تخلفه من آثار أمرا يؤرق المواطنين لما تسببه من إعاقة لحركة السير أحيانا وانقطاع المياه عن القرى المجاورة كاملة، إلى جانب استنزاف تلك المياه لحجم الترسبات الذي يحدث أثناء الانفجار، وقد رفع عدد من المطالبات من الأهالي للحكومة والجهات المعنية للوقوف بجدية على هذه الأزمة لتوضع لها الحلول الجذرية لما يترتب عليها من استنزاف لأموال الدولة في الصيانة، وهدر للمياه العذبة التي تفتقر لها كثير من المناطق، وهناك من يشتري هذه المياه من " التناكر" بأسعار باهظة الثمن لتكفي احتياجاتهم اليومية في ظل ترشيد استهلاك المواطن للمياه وعدم الإسراف، هذا بالإضافة إلى تعرض المناطق السكنية القريبة من هذه التجمعات المائية لظهور البعوض وكثرة الحشرات والتي بدورها سوف تنقل الأمراض للقاطنين بالمنطقة المحيطة بالحوض.

حيث يعتبر مشروع مياه حوض المسرات بولاية عبري من أكبر المشروعات التنموية العملاقة التي تشهدها المنطقة والذي سوف يستفيد منه ما يقارب 115.000 نسمة ويقدر إجمالي تكلفته بأكثر من 26 مليون ريال عماني ويتم من خلاله تزويد الولايات الثلاث بالمياه الصالحة للشرب والمشروع يساهم في حل مشكلة الجفاف التي تعاني منها المنطقة.

ومثلما تناشد الهيئة العامة للكهرباء والمياه المواطنين والمقيمين تفهم الوضع وتحث الجميع إلى مواصلة ترشيد استهلاك المياه وتقليل استخدام المياه في الأمور غير الضرورية قدر المستطاع لحين الانتهاء من إصلاح المحطة وعودة إنتاج المياه للمستوى الطبيعي، فالمواطنون يناشدون الهيئة والحكومة ضرورة الإسراع في حل أزمة المياه التي تتفاوت بين عطش وغرق في الباطنة والظاهرة وغيرها من المحافظات المتأثرة.

تعليق عبر الفيس بوك