قرية الثابتي بولاية إبراء.. مكانة تاريخية عريقة وأهمية اقتصادية كبيرة

إبراء- العمانية

تعد قرية الثابتي بولاية إبراء في محافظة شمال الشرقية من أهم قرى الولاية لمكانتها التاريخية العريقة بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية والسياحية بولاية إبراء بشكل خاص ومحافظة شمال الشرقية بشكل عام .

وتقع قرية الثابتي في وسط الولاية التي تبعد عن العاصمة مسقط بحوالي 170 كيلومترا، وتحدها من الشمال قرية اليحمدي ومن الشمال الغربي قريتا النصيب والحزم ومن الجنوب الغربي منطقة العلاية ومن الشرق قرى ولاية القابل .

ويعد الوصول إلى هذه القرية سهلا وذلك من خلال اتباع الطريق الرئيسي بدبد - صور وصولاً إلى ولاية إبراء، حيث تبعد عن بلدة العلاية بمسافة 3 كلم وعن بلدة السفالة بمسافة 6 كلم تقريبا. وتشتهر قرية الثابتي بمزارعها الخضراء الواسعة، حيث تعتبر قرية زراعية يعتمد سكانها على تسويق المنتجات الزراعية إلى مختلف الأسواق بالولاية والولايات المجاورة خاصة في فصل الصيف حيث تتنوع فيها أصناف المزروعات بين منتجات النخيل والحمضيات والبرسيم وغيرها من المنتجات الزراعية.

كما تشتهر القرية بسوقها القديم والذي يشهد هبطات الأعياد كأحد أهم أسواق الولاية إلى جانب أسواق السفالة والعلاية واليحمدي .

واعتمد أهالي قرية الثابتي قديما على فلج الثابتي في ري مزارعهم حيث يعتبر من أشهر أفلاج الولاية والذي عاد مؤخرا للجريان بعد توقف دام أكثر من 15 عاماً و يعد فلج الثابتي من أشهر الأفلاج في الولاية ويبلغ طوله من المنبع حوالي 10 كلم .

وتأتي تسمية قرية الثابتي بهذا الاسم بسبب ثبات فلجها في الوقت الذي جفت فيه أفلاج القرى المجاورة في فترات الجفاف .

ويوجد في قرية الثابتي عدد من المساجد والآثار القديمة التي تحكي تاريخ العلماء ومشايخ العلم والدين الذين ضمتهم القرية عبر العصور بالإضافة إلى عدد من مدارس تحفيظ القرآن الكريم وتعاليمه السمحة.

ومن المعالم التي تشتهر بها قرية الثابتي (مسجد العويسية) الذي يقع في آخر القرية حيث يعتبر من المعالم الأثرية والتاريخية القديمة و(بيت أولاد حاكم) الأثري ووجود منطقة النظارة القديمة والتي لها قصص عبر التاريخ تحكي تاريخ وعراقة القرية هذا إلى جانب وجود وادي الجمة الذي يعتبر من الأماكن السياحية الجاذبة بولاية إبراء.

وتتنوع الصناعات الحرفية التي يمتهنها ويحافظ عليها أهالي قرية الثابتي منذ قديم الزمان مثل حرف النسيج والغزل وصناعة الخناجر والحلي النسائية وصناعة الدعون ودبغ الجلود وصناعة الأحذية بالإضافة إلى صناعات السعفيات والخوصيات.

ومن أبرز ما يشتهر به أهالي القرية تربية الخيول والجمال حيث اشتهر العديد من ملاك الخيل والجمال ومربيها مما يؤكد ذلك اهتمام أهالي الولاية بتربية الخيل عبر الأزمنة القديمة حتى أصبحت اليوم ولاية إبراء من أشهر ولايات السلطنة في تربية الخيل والجمال وتدريبها لوجود أكثر من سايس لتربية الخيل وتضمير الجمال وعدد من مضامير السباقات.

وحظيت قرية الثابتي في عصر النهضة المباركة بالعديد من المنجزات التنموية التي كفلت لسكانها العيش الكريم أبرزها وجود مدرسة الثابتي للتعليم الأساسي والتي يتلقى فيها أبناء القرية التعليم. كما حظيت القرية بالمشاريع التنموية المختلفة في مجالات الطرق والاتصالات والكهرباء والمياه وغيرها من المنجزات التنموية، هذا إلى جانب الجامع الجديد الذى تم افتتاحه في عام 2013 والذي يتسع لأكثر من 1500 مصل، ووجود مجلس عام لأهالي القرية ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال والنساء يلتحق بها قرابة 250 دارساً ودارسة على مدار العام.

تعليق عبر الفيس بوك