إجابات لأسئلة غير موجودة

المعتصم البوسعيدي

المنطق المعروف بأنّ هناك سؤالا وبالتالي هناك جوابا، وما بينهما سطور حُبلى بالتأويل والتفسيرات وربما هذا ما يبعث الإشاعات من "سباتها" والتي باتت تتغلغل حسب الأهواء في عقول متلقية تستفزها العاطفة، وفي عالمنا المتغيّر بالقيم والمتعثر بالسلوكيّات والجاهر بالباطل المغلف بالحق الذي يصنعه أبطال وهميون على مشهد الأحداث، فإنّ الإجابات هي ما تسبق الأسئلة "فالتكيف" هو الأصل "وأغذية التعليب" أكثر جذبًا من الطبيعية على اعتبار "الثمن" المتاح.

حفلت الأيام الماضية بأحداث متقلبة فمن عُمان تبتسم والتنظيم الجميل الذي ـ للأسف ـ اصطدم "بتراجيديا" وصيف آسيا الذي ابتلعته الرمال المتحركة وهو الآن يحاول أن يستعيد "عنتريته" لينشر الفرح، إلى لعبة "الكواليس" في الانتخابات الآسيوية وما صاحبها من فقدان منصب آسيوي ودولي وقراءات تأثير ذلك على كرتنا المتألمة من "الركل" والمصابة بهشاشة عظام مع تناولها "أقراص لوجوين" التي لا تعدو إلا أن تكون مسكنات على المدى القريب لا بعيد، وصولاً لإنجازات النبهانية التي تتصدر صورها بين الفينة والأخرى صحفنا المحلية ونرى الإشادة بها في إسهاب عله هو من يحجر الكاميرا عنها لترصد "أميرة" التنس العماني، مرورًا إلى "الطاؤوس" في زمن "البطاريق" حيث سامي السعيدي بطل صنع نفسه وإن لم يجد من يصنعه سيذهب في غياهب "الجب" دون أن يكون هناك "مارة" يسوقونه إلى حيث "عرش" قدري لملك منتظر، بالرغم من أنّ سامي يثبت كل مرة إنّه قد يكون "جلجامش" الذي سيجلب لنا "نبتة" أولمبية نبحث عنها منذ أمد.

تتلاحق الأحدث ويتحقق فيها شطر بيت المبدع "فيصل الفارسي" حين قال أبن العفية "رغنا الهواري وجمعتنا سفينة" وهكذا فعل قطبي الشرقية "ماردها" الذي خرج من "فانوسه" ليحقق أماني الربابنة، وعميدها وعميد أندية الوطن "النواخذة" الذين أداروا دفة عودة الكأس لدرة الساحل الشرقي في مصادفة "خير من ألف ميعاد" مع عودة روح عمان وباني نهضتها المجيدة، وبالفعل "راغى" أي أبعدَ قطبي الشرقية جميع من وقف أمامهما وكانت الخطوة التي مهدت إقامة النهائي لأول مرة بالمجمع الشبابي بصور والذي أتمنى أن يكون مهرجانًا كرويًا ينسينا "عرصات" الخلافات ويكون "جامعا" للشتات الذي ما لم "يضر" فإنه لا "ينفع" تمامًا كما هو الحال في كرة "الطائرة" حيث سيجتمع الأخضر بالأزرق أيضًا إنما هذه المرة مع قطبي الباطنة على درع الوزارة الذي طالته مطالبات جماهيرية كبيرة لإقامة النهائي بصحار ولكن "مقصلة" الدعوات "بترت" المناشدات، وعلى أي حال فإن مسقط ليست ببعيدة على جماهير عاشقة عُرفت بالشغف والتضحيات.

آخر مشهد يمكن أن نتحدث فيه هو إعلان النجم علي الحبسي رحيله عن ناديه "ويجان" الإنجليزي في نهاية موسم حزين آخر وبعد خمس سنوات ها هو الحبسي ينهي رحلة مليئة بالعواطف المتناقضة التي يتربعها الحب الكبير من جماهير النادي لهذا العُماني السفير والمحترف بأخلاقه وسلوكه قبل عمله الدؤوب وتألقه اللافت وإنجازاته الرائعة المتوجة بكأس إنجلترا 2013م واختياره كأفضل لاعب بالفريق في العام 2012م، وبات الترقب في وجهة علي القادمة وما إذا سيترك برودة أوروبا ليسكن دفئًا لطالما سيعود إليه طال الزمان أم قصر، الإجابة مرهونة بالأمين الذي يملك من سنوات العطاء ما يجعل استمراره قائمًا، وأينما قرر الاستقرار فإن روحه الوقادة هي من ستحدد مصيره.

اختزال الإجابات لكل الأحداث أمر حتم عليَّ إعادة قراءتها مرات ومرات، وأوجد في نفسي صراعا بين صوت العقل وصوت القلب بل وإدراك قاعدة إدارية في فن القيادة بإيجاد "التناغم" فالأفكار مقابل المشاعر ومن يقود الآخر، ومن هنا أرى أنّ وجود الأبطال في الرياضة العمانية مبني على عمل ذاتي يفوق العمل الإداري الذي قد يكون ملزما بمحدودية الإمكانيات المادية على وجه الخصوص، كما إنّ معظم أفعالنا هي ردات فعل لا تستقصي روح المغامرة ولا تبحث في "أسطورة الإبداع والشجاعة" وصراعتنا المحلية والعربية في الرياضة هي "برجوازية" على الأغلب تقود إلى "لا شيء" تقريبًا سوى إشفاء غليل يصنعه نجاح خليل، ولا اسئلة مطروحة على طاولة النقاش، بل هي الإجابات المستمدة من واقع يجب التعامل معه بحذر رغم أنه "لا حذر من القدر".

تعليق عبر الفيس بوك