السرعة الزائدة .. موت محقق مع فقدان سيطرة قائد السيارة على المركبة.. والالتزام بالقواعد طوق النجاة

مسقط - الرؤية

يمثل تجاوز السرعة المحددة على الطرقات، السبب الأول والرئيسي لوقوع الحوادث المرورية، فالسرعة الزائدة تفقد سائق المركبة القدرة على تقدير ظروف الطريق فبعد أن يتعدى السرعة المحددة والمعقولة لا يستطيع السيطرة على مركبته وتزايد فرصة وقوع حادث مروري.

وأظهرت دراسات علمية قامت بها مؤسسات الأبحاث العلمية "SRF" أن انخفاض السرعة بمعدل 10كم/ساعة يقلل من احتمال حصول الحوادث المرورية 20%، وعدد الإصابات 30%، وعدد الوفيات 40% إذا ألتزم جميع السائقين بحدود السرعة القانونية.

وتؤدي السرعات العالية على الطرق إلى نتائج سلبية على حسابات مستخدمي الطريق في أخذهم الاحتياطات التي يتطلبها الحذر إثناء دخولهم أو تجاوزهم أو قطعهم للطريق، حيث يتعدى سائق المركبة السرعة المعقولة دون مراعاة لظروف الطريق من انعطافات وانحدارات فيفوق تقديرات مستخدمي الطريق الآخرين من سائقي ومشاة.

الإسراع في الليل

ومن أسباب وقوع الحوادث قيادة المركبة بسرعة في فترة الغسق مساءً (وقت حلول الظلام) وصباحاً (بداية النهار) وهاتين الفترتين من أهم ما يجب الاهتمام به؛ حيث إنها الفترة التي تتطلب من السائق إعادة التوافق بين الأنوار والظلام والأشياء مع محاولات العينين التكيف مع درجة الإنارة المتغيرة. ومن الطبيعي أنه في الظلام الكامل تختفي كثير من الإرشادات وعلامات الطريق التي يعتمد عليها السائق في ضوء النهار، ويقتصر مدى الرؤية على مسافة صغيرة نسبياً، وهي المسافة المضاءة بالأنوار الأمامية للمركبة، وفي مثل هذه الحالة تكون هناك صعوبة للسائق نظرا لقصر مدى الرؤية وتزداد المشكلة في حالة إجهاد السائق أثناء السياقة في الظلام، وثبت علمياً أن الإنسان كلما كبر في السن احتاج إلى أنوار أكثر ليرى بوضوح، وتتضاعف الخطورة كلما كانت أنوار المركبة ضعيفة أو تتراكم عليها الأتربة والأوساخ، فبتلك الحالة لا تساعد السائق على الرؤية السليمة كما أنها تعمل على توزيع الأشعة بشكل عشوائي غير منتظم مما يشكل مشكلة للسائق وللسائق المقابل، كما وأن استخدام تظليل قوي على زجاج المركبة يحد بصر السائق ويسبب اختلافا في رؤية الأشياء.

السياقة الوقائية

وتعد سرعة المركبة، العامل الحاسم في تحديد مدى قدرة السائق على تفادي وقوع الحوادث خاصة في الحالات المفاجئة، وقيادة المركبة بالسرعة الصحيحة يسهل على بقية السائقين تقدير المسافات على الطريق وفهم ما ينوي السائقون الآخرون القيام به، وكثيرا ما يتعرض سائق المركبة للمفاجآت أثناء القيادة، ويتطلب ذلك منه الوقوف المفاجئ لتلافي الخطر، إلا أن المركبة لا تتوقف في نفس لحظة رؤية الخطر أو حتى بمجرد الضغط على الفرامل، وإنما لابد أن تقطع المركبة مسافة قبل أن تتوقف تمامًا، وذلك يعتمد على عوامل عديدة منها عامل سلامة أجزاء المركبة وحالة الطريق بالإضافة إلى مدى السرعة، لذلك ولتحقيق القيادة الوقائية يجب الالتزام بحدود السرعة المنصوص عليها في مختلف الطرقات، مع ترك مسافة كافية تقدر بطول مركبة واحدة على الأقل بين المركبتين كما يجب أن تزيد هذه المسافة في حال عدم وضوح الرؤية أو هطول الأمطار كما يجب تخفيف السرعة والانتباه عند العبور في المناطق السكنية وبالقرب من المستشفيات والمدارس والحدائق وبالقرب من مناطق عبور المشاة. وتخضع السرعة المأمونة لعدة عوامل؛ وهي: حالة السائق وحالة الطريق والطقس وحالة حركة المرور. ويتوجب على السائق أن يقود مركبته على معدل معين من السرعة بحيث يمكنه أن يتوقف خلال المسافة اللازمة للوقوف ومن جانب آخر فإن قيادة المركبة على سرعة مخفضة تعتبر مطلوبة في الحالات التالية: السير خلال المناطق السكنية، عدم وضوح الرؤية،الاقتراب من تقاطعات الطرق، الاقتراب من الإشارات الضوئية وممرات عبور المشاة والمدارس، وأماكن الخطر. وعلى النقيض من ذلك، فإن الالتزام بحدود السرعة لا تعني دائماً السرعة الزائدة، فقيادة المركبة بسرعة أقل من الحد الأدنى للسرعة الموضحة في الشاخصات المرورية دون سبب، يؤدي إلى إعاقة حركة تدفق المرور العادية للمركبات، والسرعة أقل مما تتطلبه ظروف حركة المرور على الطريق تعطل حركة السير، وتدفع السائقين الآخرين للتوقف الفجائي أو محاولة التجاوز أو انفلات الأعصاب التي تتسبب في النهاية في وقوع حوادث، وما يجب على السائق فعله هو عدم تجاوز حدود السرعة مطلقاً سواء بالزيادة أو النقصان المفرط مع مراعاة حالة الطريق وحالة الطقس والمكان.

ومن المعلوم أن السرعات بالشوارع بمختلف دول العالم يتم تحديدها وفق التصميم الهندسي للطريق وبناءً على ذلك تعمل الجهات المنفذة للطرق بالسلطنة على هذا الأساس الهندسي الفني وعلى مستخدمي الطريق التقيد بالسرعة المحددة بالشواخص المرورية، وعند تغيير السرعة المحددة على أي طريق فإنه يتم وضع شواخص توضح ذلك.

السلامة المرورية

وترتبط السرعة الزائدة بمخالفات مرورية خطيرة، كعدم ترك مسافة الأمان بين المركبات، وعدم الانتباه والالتزام بخط السير، وتجاوز الإشارات الضوئية (الحمراء) لعدم القدرة على التوقف في الوقت المناسب عند تغيير الإشارات الضوئية، وغيرها من المخالفات الخطيرة التي يتزامن ارتكابها مع زيادة السرعة.

كما تؤدي السرعة الزائدة إلى عدم أتزان المركبة وزيادة احتمال وقوع الحوادث نتيجة لعدم قدرة السائق من السيطرة على المركبة في الحالات الطارئة مثل: حلات انفجار الإطار، ومفاجآت الطريق.

وتأمل شرطة عمان السلطانية من السائقين التقيد بالسرعة المحددة وفق اللوائح والأنظمة المرورية، فالمهارة الحقيقية في السياقة ليست بالسرعة وإنما بالتحكم في المركبة أثناء ظهور المفاجآت، كما أن فرص تجنب الحوادث تقل كلما زادت سرعة المركبة.

تعليق عبر الفيس بوك