وعي المواطن في اختيار الأفضل

عبدالله العليان

نحن الآن مُقبلون على توجهات جديدة من انتخابات مجلس الشورى، وهى الدورة الثامنة الحالية من دورة المجلس المعتادة التي ستتم في أواخر هذا العام؛ حيث توجد الكثير من الصلاحيات، وربما تتوسع بالمرحلة القادمة، لذلك تتطلب أن يكون العضو المنتخب يملك القدرات والإمكانيات التي تمكنه من الإسهام الإيجابي مع هذه المرحلة التي ستكون بإذن الله مرحلة بها العديد من الصلاحيات للمجلس ليقوم بالدور المناط به، ويكون العضو المنتخب فاعلا، وقادرا على تأدية واجبه لبلده وناخبيه، وهذه مرحلة -إن شاء الله- ستكون مرحلة مختلفة عن المرحلة السابقة. ومن هُنا، على العضو أن يكون متفاعلا مع قضايا الوطن، وقضايا المواطنين، وتلمس حياتهم؛ سواء من خلال طرح الأسئلة، أو الاستفسارات، أو التعقيبات، أو المساهمة في اللجان المختلفة حسب تخصصات العضو...أو غيرها من الصلاحيات التي الممنوحة للأعضاء تجعلهم يؤدون واجبهم فيما يخدم الوطن وتقدمه وازدهاره.

ونريدُ من هؤلاء الأعضاء الجدد الارتفاع بقضايا هذا المواطن وأمانيه وتطلعاته في التنمية والتطور، وتحسين مستواه المعيشي والاقتصادي والوظيفي، دون أن نغفل الهوية والثقافة لهذا المجتمع وقيمه وهويته؛ فعالم اليوم عالم مفتوح، ولم تعد قضايا المجتمعات منغلقة على نفسها لا يعرف عنها شيئاً، القرية الآن أصبحت عالماً وليس العكس، وما يهمنا أصبح يهم غيرنا، وما نطالب به له وقع عند الآخرين والتجربة؛ لذلك فإنَّنا نريد من المجلس الجديد بأعضائه الجدد أن يرتفع بقضايا الوطن وهمومه إلى مستويات رفيعة طرحاً وتناولاً وبحثاً في كل مجالات التنمية.. وأولها: الإنسان العماني صانع النهضة ومحورها الأساسي -كما قال القائد المفدى- كيف ننهض بمستواه، وكيف نحسن دخله، وكيف ندفع بطموحاته إلى الأمام تعليماً وتدريجاً وإبداعاً في كل مناحي الحياة. وهذه الأمور الجوهرية هي مطلب المواطن العماني من مجلس الشورى في دورته المقبلة.

كما أننا نريد من المواطن أن يعي هذه المرحلة المقبلة، وأن ينتخب العضو الذي يملك الكفاءة في تناول القضايا التي تهم الوطن والمواطن، ولا نريد المحاباة، والنظرة القبلية الضيقة في التي الترشيح.. علينا أن نرتفع إلى المستوى المسؤولية الملقاة على عاتق العضو الذي يتم انتخابه، وهذه أمانة في عنق كل شخص يؤدي واجب الترشيح في الانتخابات، الآن يجب أن ننحي جانب التعصبات المختلفة، وننحاز إلى الكفاءة، والقدرة، والمستوى التعليمي للعضو المرشح؛ لأن ذلك فيه كل الخير لكل في عمومه ولكل المواطنين، علينا أن ننسى الماضي ونتجه إلى المستقبل.

وأملنا كبير أن يقوم المجلس بأدوار أخرى تجاه المجتمع، وأن تتوسع صلاحياته التشريعية والرقابية باضطراد، وأن يتم النظر في قضية طالما تشغل الكثير من النخب المثقفة والكفاءات العلمية العمانية الذين يرغبون ترشيح أنفسهم ويسهموا في إثراء هذا المجلس، لكنهم وفي ضوء اللائحة التي تطلب استقالة العضو بعد نجاحه في الانتخابات يحجمون عن التقدم للترشيح، ومن هنا نعتقد أن تجميد الدرجة المالية -وليس المسمى الوظيفي- للعضو المتقدم للترشيح حتى تنتهي الفترة المحددة للعضوية، وليس الاستقالة، وهذا مهم وضروري، ونعتقد أن هذا سيكون مكسبا كبيرا للمجلس بهؤلاء الكفاءات المؤهلة من خلال طرحهم ومناقشاتهم.

تعليق عبر الفيس بوك