انتخابات كرة آسيا وورقة التوت العمانية

أحمد السلماني

وانفض سامر اجتماع الكونجرس بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم الخميس الفائت وأعلن عن البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيسًا لأكبر اتحاد قاري في العالم بالتزكية في حين تمكن كل من السعودي أحمد عيد والإماراتي محمد الرميثي واللبناني هاشم حيدر من الحصول على مقاعد المجلس التنفيذي بالاتحاد عن غرب آسيا في المقابل خسر السيد خالد بن حمد البوسعيدي مقعده في المجلس التنفيذي للآسيوي، وكان قبل ذلك قد انسحب فجأة من المنافسة والترشح لتنفيذية الاتحاد الدولي لكرة القدم ممثلا عن آسيا والذي فاز به الكويتي الشيخ فهد الأحمد.

ومنذ أن تغنى البشر بما يطلق عليه بالديمقراطية إلا إنه وفي كواليس الانتخابات فهذه تحتاج إلى سياسة وكياسة استثنائية، وتعتمد أساسًا ومن وجهة نظري الواهية على لعبة وعقول "حاذقة" ومن يمتلك حبائل القرار وسلطته والخبير في كواليس الأمور والمناصب هو القادر على أن يفرض اسمه في أعلى سلم مناصب المؤسسات، وهناك شخصيتان تمتلكان مثل هذه الكاريزما في عالم كرة القدم هما السويسري سيب بلاتر والكويتي الشيخ فهد الأحمد ومن يتكتل معهما ويكون محسوبًا عليهما هو الفائز لا محالة، ويبقى الأخير الشخصية الكاريزميّة القوية والمؤثرة في آسيا فهو من جلب ودعم الشيخ سلمان لرئاسة الاتحاد الآسيوي على حساب الإماراتي يوسف السركال، وهو من تعلق به اليوم عيد والرميثي وحيدر ففازوا وبنتيجة مذهلة وخرج السيد خالد بعد أن تشبث بمبادئ تربى عليها في السبلة العمانية وسلك منحى بعيداعن الآخرين في تأييد الأمير علي بن الحسين في سباق الترشح لرئاسة الفيفا ليعوم عكس تيار الشيخ فهد والشيخ سلمان والمؤيدان بالمطلق للسويسري سيب بلاتر والذي هو الآخر شخصيا بت أخشى ويخشى كثيرون من أن يلاقي الأمير حتفه مثل القطري بن همام لمجرد أنه تحدى بلاتر فرمى به في غياهب الجب وحكم عليه بالإعدام رياضيًا وبدأت لعبة بلاتر بالزج بالبرتغالي لويس فيجو للدخول في سباق الترشّح لانتخابات الفيفا فقط لتشتيت الأصوات وخاصة الصوت الأوروبي القوي وقادم الأيام ستكشف حقيقة كسر العظام وصراع الكبار على كراسي كرة القدم المجنونة.

نحن هنا في كرة السلطنة سقطت ورقة التوت التي لطالما تغنينا بها ومع ذلك لا ولن نعير كل ذلك اهتمامًا ولكن الحقيقة تقول أنه ومع التراجع الكبير لكرة القدم العمانية فإنها مقبلة على أيام صعبة في منافساتها على المستويين الإقليمي والقاري بعد أن فقدت كرسيها في تنفيذية آسيا، فقد كشفت الأيام أن عدم التواجد في أروقة ومفاصل القرار في الاتحاد الآسيوي يعني أن صوتك غير مسموع وستواجه قرارات سلبية قد تضر بنتائج منتخبات بلادك وأنديتها في المسابقات الآسيوية فضلا عن أنّ من يتواجد في الاتحاد القاري يعني خدمته للكرة في بلاده حيث لن يفوته أي برنامج تطويري وأمور كثيرة تنتقل وتدار ملفاتها تحت الطاولة.

لذا ومن أجل مواجهة كل ذلك فإنّ المنظومة الكروية العمانية وعلى رأسها اتحاد الكرة وكل من هو معني بكرة القدم العمانية مطالبون وبشكل كبير بتوحيد الجهود وعدم تشتيتها بل علينا أن نصلح ذواتنا الكروية أولا ونعتبر مما جرى بأروقة الكونجرس الآسيوي لننظم صفوفنا والحق أنّ الأولى أن نزج بالكوادر الكروية العمانية بلجان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إسوة باللوبي الهندي المتواجد في الوظائف العليا والدنيا بالاتحاد الآسيوي.

الأيام القادمة حبلى بالكثير من الإثارة خاصة في ما يتعلق بإنتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم ولكن بوصلتنا الحقيقية لا بد من توجيهها نحو إصلاح البيت الداخلي ثمّ بعد ذلك ننتشر في آسيا والعالم لنساهم في تطوير كرة بلادنا والكرة العالمية التي لا ولن تتوقف عند حد معين.

تعليق عبر الفيس بوك